خطابنا الديني يراوح مكانه

محمد حسن شوربحي
كل شي يتغير في بلادنا الا خطابنا الديني ..
فخطابنا الديني وللاسف الشديد يراوح مكانه بكل سلبياته القديمة ..
فهو بالي ويحتاج التجديد..
فمازالت جوانبه محشوة بالعنف والوعيد والانتقام والقتل وداعش والجهاديين وتكفير الناس..
ومازال الكثير من شيوخنا الاجلاء يفتقدون الاساليب الحديثة لتطويره ..
فهو بعيد كل البعد عن الامر الالهي العظيم الداعي (وجادلهم بالتي هي احسن) ..
فهو خال من حث الناس بالتدين الحقيقي ..
فكل اولوياته تتلخص في تجنيد الناس وضمهم لتلكم الاحزاب والجماعات الدينية رغبة في الوصول الي السلطة والتمكين وحرب الكفار ..
فكم كنت اتمني ان يتجدد خطابنا الديني ايجابا بعد اقتلاع هذه الجماعات الغريبة التي حكمت البلاد طويلا ..
وهي حقا فرصة ذهبية لابد ان نقتنصها في هذا الشهر الكريم لندعو الناس الي خطاب حديث متجدد يواكب هذا العصر ..
خطاب جله التسامح والمحبة ووحدة الصف ولم الشمل والابتعاد عن الكراهية والقتل والتهديد والوعيد ..
وان لا نجعل شهر القرآن شهرا للبكاء والنواح في التراويح والدعاء علي اليهود والنصاري الذين دونهم تكون حياتنا في الكهوف والغابات والاحراش ..
و ياريت نبكي علي مصائبنا وجرائمنا وظلمنا وفرقتنا وقتلنا للنفس التي حرم الله بدل البكاء علي تعذيب الروهينقا والبورميين..
ويارب وبصدق نخر للاذقان توبة من هذه السرقات التي كانت لثلاثون عاما ..
ويا ريت يكون بكائنا حقيقي ومليء بمخافة الله “وَيخرون لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ”.
وقال : “خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا”..
لا ان يكون البكاء تمثيلا وتصنعا وزيفا ونفاقا ولاغراض سياسية وحزبية و ايدلوجية ..
فهذا الامر قد يغضب الرب ويبطل الصيام والصلوات..
وقد قال فيه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
“البكاء في الصلاة إذا كان من خشية الله عز وجل والخوف منه وتذكر الإنسان أمور الآخرة وما يمر به في القرآن الكريم من آيات الوعد والوعيد فإنه لا يبطل الصلاة وأما إذا كان البكاء لتذكر مصيبة نزلت به أو ما أشبه ذلك فإنه يبطل الصلاة لأنه حدث لأمر خارج عن الصلاة وعليه أن يحاول علاج نفسه من هذا البكاء حتى لا يتعرض لبطلان صلاته ويشرع له أن لا يكون في صلاته مهتماً بغير ما يتعلق بها فلا يفكر في الأمور الأخرى لأن التفكير في غير ما يتعلق بالصلاة في حال الصلاة ينقصها كثيرا” .
وقد قال ابن قدامة رحمه الله :
“أَمَّا الْبُكَاءُ وَالتَّأَوهُ وَالْأَنِين الَّذِي يَنْتَظِمُ مِنْهُ حرفَانِ فَمَا كَانَ مَغْلُوبًا عَلَيْهِ لَمْ يُؤَثِّرْ ، وَمَا كَانَ مِنْ غَيْرِ غَلَبَةٍ فَإِنْ كَانَ لِغَيْرِ خَوْفِ اللَّهِ أَفْسَدَ الصَّلَاةَ”..
فكيف بالله يقبل الله لنا صلواتنا والصيام والعبادات وهو يعلم كل ما تبطنه عقولنا الخربة من آثام تقشعر لها الابدان ..
فهذا الأمر اخوتي بالتاكيد مخالف لرسالة السماء الخالدة ..
فالأولى لهؤلاء البكائون أن ينصحوا سادتهم لكي يتجنبوا هذه الكبائر ..
وان تبكي الاعين وبصدق من خشية الله :
((عينان لا تمسُّهما النار : عينٌ بكتْ مِن خشية الله ، وعين باتتْ ساهرة في سبيل الله)) ؛ رواه الترمذي.
وحتي نكون جميعا مِن السبعة الذين يُظلُّهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلَّا ظلُّه : ((رجلٌ ذَكَرَ اللهَ خاليًا ففاضتْ عيناه))
ودون ذلك فالبكاء نصرة لظالم او لقاتل أو لسارق أو لحزب أو لجماعة هو أمر من عمل الشيطان وفيه الكثير من النفاق فاجتنبوه..
عدلوا اخوتي خطابنا الديني ونقوه من كل رواسب الكراهية التي تعمي قلوبنا ..
عاملوا الكفار باخلاق الاسلام العظيمة فصدق من قال (الدين المعاملة) .