
تأمُلات
كمال الهِدي
. الصراحة أنني مندهش لحالة الغضب التي سيطرت على الأهلة بعد الهزيمة من الأهلي المصري والخروج من البطولة بخفي حنين .
. وسبب إندهاشي هو السؤال : ماذا أردتم من الهلال أكثر مما فعل !! .
. ألم يؤدِ الهلال مهمته المعتادة في أن يلمع اسمه الكبير بعض الإداريين غير المعروفين ويجعل لهم صيتاً ! .

. ألم يساهم اسم الهلال العظيم في تنظيف سيرة بعض رجال الأعمال ويغسل أموالهم ! .
. ألم يساعد ناديكم حملة بعض الأقلام في الترويج لأنفسهم وتحقيق المكاسب المادية والمعنوية من وراء هذا الإسم الرنان ! .
. ألم يسهم الضجيج المصاحب لفريق الكرة الهلالي في إلقاء أضواء حتى على بعض مشجعي النادي الأزرق ! .
. فماذا تريدون بعد أن توسعت دائرة المستفيدين من هذا الكيان الذي لم يظلمه سوى أهله أنفسهم!.
. هل كنتم تتوقعون الفوز بالبطولة الأفريقية سواءً نجح موتا في مباراة الأمس أم لم ينجح ! .
. ومنذ متى كنا نعين هلالنا ليصبح جاهزاً للظفر ببطولة بهذا الحجم ! .
. ما الجديد هذه المرة بالله عليكم حتى نرفع سقف توقعاتنا بهذا الشكل الكبير ونغضب كل هذا الغضب ! .
. التحسينات التي أُجريت على الملعب ليست جديدة، فقد حدث ذلك في فترات سابقة .
. وضم العشرات من اللاعبين الجدد (بدعوى أنهم الأفضل في الساحة) تكرر كثيراً أيضاً في السنوات الماضية.
. فحدثوني إذاً عن الجديد الذي دعانا لأن نتعشم في هزيمة الأهلي المصري في عقر داره في مباراة مصيرية ونتقدم بخطى ثابتة للمنافسة على اللقب!.
. ركزت الجماهير – كما هو حالها منذ سنوات طويلة – على الرتوش وأهدرت وقتاً وجهداً مقدراً في مناقشات حول اللاعبين وعمل المدرب ، ناسية الأهم وهو أننا لم نشهد أي جديد فيما يتصل بالتعامل المبدئي مع شئون نادينا بالرغم من الثورة التي أطلقنا عليها “ثورة الوعي”.
. طالما قبلنا أن يُمول نادينا بأموال من لم نقتنع بوطنيتهم وارتباطهم الحقيقي بهذا النادي ومبادئه التي تأسس عليها، فلا يفترض أن نرفع سقف توقعاتنا بهذا الشكل .
. فمثل هذه الفئات من الإداريين غير مؤهلة لإدارة أندية جماهيرية بهذا الحجم .
. ويستحيل أن يتبعوا نهجاً مؤسسياً يؤدي للنجاحات الكبيرة .
. لهذا لا أرى في الدعوات المستمرة لإقالة المدرب سوى خداع لأنفسنا ومنح فسحات للمضللين والمستفيدين من وراء إسم الهلال .
. سيذهب موتا وسيأتي خلفه .
. وسيُشطب لاعبون ليحل مكانهم آخرون .
. لكن لن يكسب من كل ذلك غير بعض الإداريين والصحفيين والسماسرة .
. أما الهلال فسوف يخسر المزيد من الوقت .
. خدروا أنفسكم كما تشاءون بتغييرات تتوهمون أنها ستحسن الأمور ، لكن ما أثق به تماماً هو أن العام القادم سيكون كسابقه إن لم يصبح أسوأ .
. سيدخل كشف الهلال لاعبون جدد ، لكنهم سيعرفون الدروب (المتعرجة) سريعاً لأن النظام مفقود في هذا النادي .
. وسيتغير المدرب ليقتنع بالجديد البعض ويهاجمه آخرون .
. فمثلما اختار موتا تشكيلته سوف يقع اختيار القادم على أسماء بعينها ليبدأ أصدقاء ومحبي المبعدين بحملات ضد المدرب الجديد ، لأن هذا هو دأبنا .
. هناك اليوم من يلومون موتا على إبعاد اللاعبين الكبار ، وسوف يهاجم البعض خلفه على ابعاد الصغار .
. نافلة القول أن المشكلة فينا نحن ، لا في موتا ولا في غيره بالرغم من أخطاء التغيير التي حدثت بالأمس والتي لم نعرف دوافعها وأسبابها قبل أن نهاجمه عليها.
. ما نراه في الهلال صورة مصغرة لأزمات الوطن المتلاحقة ، لكننا نتجاهل ذلك ونحلم بالمستحيل دون أن نغير ما بأنفسنا.
