اعداء التغيير هم اعداء لانفسهم

محمد حسن شوربجي
من مقولات الفيلسوف الإغريقي هرقليطس الخالدة أن “الوجود في تغير دائم وتدفق مستمر” مشيرا إلى أن كل شيء يتحول باستمرار ولا يستقر على حال ..
ويقول ان الوجود كما النهر ينساب باستمرار فإذا وضعنا أقدامنا في النهر الجاري لن تنساب عليها قط نفس المياه التي غمرتها في اللحظة السابقة..
نعم اخوتي فرحلة حياتنا الدنيوية ومنذ بداياتها تتسم بالتغيير المستمر ..
فكل شيء فيها يتحرك ويكبر ويتطور ويتغير ..
وفي كل مراحل حياتنا كان التغيير ..
و كان المعترضون علي التغيير ..
فليس اول من عارض التغيير في الدنيا انسيا ..
بل كان جنيا وهو إبليس حينما أمره الله بالسجود لآدم عليه السلام فاعترض لأن هذا كان تغييراً على ما تعوده ..
وهي سنة قد سنها ابليس وسار عليها الانسان ..
وللاسف الشديد فهنالك الآن الرافضون وهم كثر لما كان من تغيير في السودان ..
وبأستثناء هذا الجيل الراكب راس ..
فهناك جيل (رخو) من كبار السن رافض للتغيير ..
ظل يرفض الثورة والتغيير واقتلاع النظام البائد ..
بدرجة أنه كان يحن للظالم البائد القديم وكرباجه الاليم ..
يحن لكل مآسي الماضي المظلم من بيوت اشباح وخوابير وتعذيب وقتل وتشريد وتجويع ..
شريطة ان يعيش وتتوفر له الحياة القديمة..
فكان ان خرج هذا المسن يوما ضد ثوار التغيير وهو يهتف (حكومة الجوع تسقط بس) ..
رغم انها كانت حكومة ثورة وتغيير..
فلقد سيطرت عليه “فوبيا ” التعود علي سياط الظلم..
لذلك تجده من المطالبين بعودة المخلوع ونظامه المجرم ..
وحقا ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) [الرعد:11] ..
وهذه أية جامعة فيها الكثير من الاعجاز القرآني..
وأنت بيدك من يستطيع أن يجعل من التغيير تغييرا ايجابيا ..
وفيك ان تجعل منه سلبيا..
فأعلم اخي ان الكثير من المفكرين قد اثبتوا ان العالم الطبيعي هو عبارة عن مجموعة من العمليات المتغيرة ..
وإذا أردنا أن نتعايش مع الطبيعة فلا بد أن ننسجم معها”.
وهنا تقول جوليا صموئيل و هي معالجة نفسية أيرلندية ، ولدت في 1959..
“كل شخص لجأ إلى عيادتي كان يعاني من مشاكل وتحديات بسبب تغير في حياته .. فالتغيير هو اليقين الوحيد في الحياة .. والألم قرين التغيير ..
فهذا الألم يوقظنا ويرغمنا على أن نرى العالم بعيون مختلفة ..
ولولا الألم لما تعلمنا من التغيير على المستوى الشخصي والعام”..
لذا دعونا نصحح ذلك الفهم المغلوط لهؤلاء المنغلقون علي انفسهم والرافضون للتغيير ..
فبالتغيير وحده يصنع كل تاريخ ..
وما عليك الا بالقبول بالتغيير وتعيشه وتجربه وتتعلم منه ..
فلربما نجد الصعوبة في البداية ولكن دوماً الخطوات الأولى تحتاج جهداً أكبر من غيرها ..
وقد ترتفع اثمان ذلك التغيير ارواحا ومهجا وجثثا تلقي حية في النيل..
فالتغيير اخوتي نبض حي ينعش كل الحياة ..
فلا تكونوا دوما كأبليس وتقبلوا التغيير للأفضل .
كلنا مع التغيير يا شيخنا لكن اي نوع من التغيير تقصد.. ان كان هو ما أتت به الحرية والتغيير فخذوا بضاعتكم فهي لا تناسبنا.