
حتى لا ننسى
منى الفاضل
سكينة إمرأة متيقنة فى كل أمر يخص حياتها وتتحمل كل شئ حتى أنها أصبح تُلقب ب (بالصبر) تزوجت من إبن عمها يُلقب (الملك) الذى كان مُجاب الطلبات وتربى كذلك ولا يتحمل أى شئ او مسئولية ولكنها العادات، فقد أتعب سكينة أشد التعب فى حياتها والجميع كان يتعجب فى صبرها عليه إلا أنه فى رمضان كان الشهر الوحيد الذى ترتاح فيه سكينة فيكون شخصا مختلفا هادئ الطباع ، أكثر كرما ، متعاونا ، مُجبا .. حتى جعلها تتحمل كل السنة لأجل هذا الشهر معه .
رمضان شهر للرحمن وبالطبع لمن يصومه ، فهو شهر عبادة حقيقية ، تتجلى فيه كل الأشياء وتشعر بأن شكل الحياة وترتيبها الروتينى وحتى الصحى إن اردنا ذلك ، يختلف بطريقة غير متوقعة ومع البركة فى كل شئ ، فهو شهر لسكينة النفس وتغيير الكثير فيه من العادات والممارسات السئية على الصحة والحياة ، بل فرصة كبيرة جدا لتعلم ضبط النفس من خلال التحكم فى الغضب والثورة دون او لأقل سبب لإرضاء الله عز وجلً ولتأكيد الصوم انه بنية خالصة لله ، فهو حقا شهر تاديب الإنسان نفسه لنفسه وعلاجها دون وسيط او معاون ، شهر يجعلك (تشتغل على روحك) ولكن بإصرار على تبديل القبيح بالجميل فى شهر الجمال .
تكثُر اللمات والتجمعات فى رمضان لدينا كمجتمع سوداني وهى واحدة من جمالياته ، فيها نتشارك الملح والمُلاح بكل قبول وإقبال على بعضنا وتصافى ، من أجمل عاداتنا كذلك ما زالت مستمرة فى كثير من المناطق وخصوصا خارج المدن الكبيرة ، عادة فطور الرجال فى (خشم الباب) او على الطريق وكجيران مع بعضهم ، الغرض الأساسى من الفطور خارج المنزل هو تقوية صلاتنا مع بعضنا كجيران ومجتمع يحب الترابط والإلفة ، وتفقد حال بعضنا، وفيها ميزة تكافلية رائعة ، ان يفطر كل واحدا من أكل الآخر ويتذوقه ، وإن كان هناك من لا يملك حق الطعام ليأكل بين البقية دون حرج حتى ولو جاء بالقليل للمشاركة ، ثم الهدف الأهم هو عابرى الطريق وهم صائمون وقت الإفطار حتى لا يفوتهم زمنه ، فيحلللون صيامهم مع أى مجموعة فى طريقهم .
رمضان شهر واحد فى العام ، لكنه شهر للتسامح والصفح وتناسى الخلافات وتركها جانبا ، فقيامه وصيامه وإرضاء الله أهم من ما تحمله الدنيا من نعيم وخيرات ، فهو فرصة حقيقية لننسى الضغائن من ضمير صافى حتى يتقبل الله هذا الشهر بصدق النوايا ، وليس صفحا مؤقتا ويعود المتخاصمين لما كانوا عليه !!! لا ، بل صفح حقيقي وبداية تعامل جديد تحديدا إن كانت تلك العلاقات قرابة وصلة رحم فهى أحق بمعالجتها فى هذ الضيف الكريم الذى يمر بعجالى .
كذلك على مستوى الصعيد العام وتحديدا المسئولين والقائمين على امر غيرهم إن كانوا يصومون ومن يعتنق الإسلام منهم ، هو شهر يجب أن يُعتبر شهر لنظافة الضمير وتصفيته من كل شوائب وكدر وظلام تعلق فيه , فهذه فرصة وكبيرة للتخلص من إرتكاب الأخطاء فى حق الغير والوطن ليتقدم الوطن ، ولا غرابة إن تعجلنا فى ذلك ،، فمن يقوم بكل شئ فى صدق ونقاء سريرة ، قادر على اداء عمل نزيه يرتق نسيج الوطن ويُلائم جراحه ليندمل ويبرأ …
ليت رمضان هذا العام يكون رمضان خير واتمنى للجميع صياما كريما مٌتقبلا، وإكماله بكل رضا حتى يتقبله الله من الجميع ويكون الوطن اول نقطة تحول فى ما يخصه لنكون ووطننا يكون ..
ودمتم ….
دى حصة دين ولاشنو كلام قديم اتكتب الاف المرات يا اختى نحنا فى شنو وانتى فى شنو نحن قلبنا فى يدينا خوف على اولادنا واخوانا فى الشارع اب ريحة دم بعدين رمضان معروف وكل ما قلتيه لا يضيف حاجة مفيدة الله يسامحك
كلامو كويس تتحدث عن العادات والتقاليد الكويسة للسودانيين خوف الاندثار بسبب ما يعانيه السودانيون الان… ما حكاية حصة دين أو غيره يعني
لك التحية والتقدير والاحترام..رمضان كريم