أخبار السودان

الأحذية الطائرة أصبحت سلاحا لصحافيين عرب

أثار حذاء طائر قذفته صحافية سودانية نحو ممثلي تيار الميثاق الوطني السوداني بقيادة السياسي التوم هجو كرسالة من الشعب السوداني جدلا وسخرية واسعين.

ووقع الحدث يوم الثلاثاء خلال مؤتمر صحافي حضره ممثلون عن تيار الميثاق الوطني لقوى الحرية والتغيير، الذي قاد الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السوداني السابق عمر البشير في 2019، في مقر وكالة الأنباء السودانية (سونا).

وخلال المؤتمر شاركت الصحافية بجريدة “الراكوبة” صفاء الفحل بكلمة قصيرة بدأتها بعبارة “عندي رسالة عاوزة أوصلها لكم من الشعب السوداني”، ثم فاجأت الحضور برميها الحذاء تجاه السياسي التوم هجو ومن كان بجواره.

وقسم “الحذاء الطائر” مستخدمي مواقع التواصل في السودان. وفيما أثنى معلقون على الصحافية وحذاءها، معتبرين أن “القذف بالحذاء موجود في أدبيات التعبير السياسي على المستوى الدولي والعربي بوجه الخصوص”، قوبل تصرف صفاء بانتقاد بعض النشطاء والصحافيين.

مغردون يستذكرون الرمية التاريخية التي قام بها الصحافي العراقي منتظر الزيدي حين رمى حذاءه على الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن في 2008
مغردون يستذكرون الرمية التاريخية التي قام بها الصحافي العراقي منتظر الزيدي حين رمى حذاءه على الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن في 2008
واعتبر الصحافي عمر حلاوي أن ما قامت به الصحافية يمثل إحدى أدوات التعبير، فلا يتوقف سلاح أهل هذه المهنة عند القلم فحسب. ونقلت مواقع محلية سودانية عن حلاوي قوله في إحدى مجموعات واتساب “من قال إن سلاح الصحافي القلم فقط؟ إذا لماذا تحتجب الصحف والأعمدة أحيانا احتجاجا؟ لماذا ينظم الصحافيون الوقفات الاحتجاجية؟”. وأضاف “القلم وسيلة تعبير ولكنها ليست الوحيدة، ولا يمكن للقلم أن يحتكر كل وسائل التعبير، أحيانا قد تكون الصورة أشد بلاغة من القلم وأحيانا الصمت أبلغ من الكلام”.

من جانبه، وصف الصحافي السوداني أحمد عمر خوجلي ما فعلته صفاء الفحل بأنه رسالة خاطئة ويرسخ لمنهج الضرب بالأحذية في المؤتمرات الصحافية.

وقال مغرد:

EhabKhairiI@

قد تُثير “صحافية الشبشب” إعجاب الكثيرين، فالشخصيات التي حاولت ضربها بـ”مداسها” تعاني الأمرّين في تسويق مشروعها السياسي، لكن هل يتضمن دور الإعلامي التعبير عن رأيه بـ”الشبشب” أو حتى التصريحات المطولة خلال المؤتمرات الصحافية؟

وكتب القيادي بحركة العدل والمساواة السودانية محمدين محمد إسحاق “تحويل التركيز الإعلامي من موضوع مهم إلى آخر ثانوي، يسحب البساط من الأول وهي أمور يقوم بها البعض لتحقيق هدف ما. لعل هذا ما أرادته الصحافية صفاء الفحل (…) حيث أرادت توجيه التركيز الإعلامي من المؤتمر الصحافي إلى الحذاء الطائر، وبالتالي يعتبر الأمر لا صلة له بالصحافة وحرفيتها من قريب أو بعيد، وكان الأولى لها أن تقدم نفسها بأي صفة أخرى غير أنها صحافية”.

فيما قالت الصحافية السودانية رشا عوض في مقال حمل عنوان “حذاء صفاء غير قابل للطلاء الثوري” إن “هناك أفعالا نصفق لها بفرح وسرور تحت وطأة إحباط ما أو غضب ما من شخص أو مؤسسة أو سلطة، مثل موجة الفرح التي غمرت الأسافير جزئيا على خلفية الحذاء الذي ألقت به السيدة صفاء الفحل في وجه التوم، نحتاج إلى ميثاق شرف غير مكتوب يتضمن الإدانة لأي استخدام للعنف أو أي وسيلة من وسائل اللعب غير النظيف في ميادين الحياة العامة على اختلافها؛ في المؤتمر الصحافي وسيلة مواجهة الخصم هي محاصرته بالأسئلة الحارقة وإحراجه بسرد الحقائق التي يرغب في إخفائها! في الندوات الجماهيرية وسيلة الرد طلب فرصة ودحض وجهة النظر التي نختلف معها أو إقامة ندوة كاملة تخاطب الرأي العام كما خاطبته الندوة الأولى، طرد السياسيين من الملعب السياسي يتم بوسيلة واحدة هي هزيمتهم في صندوق اقتراع حر ونزيه، أما البلطجة والاعتداء على سياسي بالضرب في موكب أو ندوة فهذا تصالح مع مشروعية إزاحة الخصم بالقوة ما استطعنا إليها سبيلا وهذه بالمناسبة مشروعية ضمنية نهديها بالمجان إلى الانقلابات العسكرية التي تستخدم القوة في إزاحة خصومها”.

كما استذكر بعض المعلقين الرمية التاريخية التي قام بها الصحافي العراقي منتظر الزيدي حين رمى حذاءه على الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن خلال زيارته إلى العراق بتاريخ الرابع عشر ديسمبر 2008. وحين نجح بوش في الهروب من فردة حذاء منتظر الأولى، اصطدم الحذاء الثاني بالعلم الأميركي.

ويواجه تيار الميثاق الوطني تهمة بأنه “ظهير سياسي للمكون العسكري”، وهو ما نفاه التوم هجو مؤكدًا أن الجبهة الثورية التي يرأسها كانت على حرب مع المكون العسكري.

ولاحقًا انشق عدد من أعضاء هذا التكتل تحت اسم تيار أو “ميثاق التوافق الوطني”، وكان أحد الموقعين على الميثاق التوم هجو نائب رئيس الجبهة الثورية السودانية السابق والقيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي.

واننشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لصفاء الفحل عشية مليونية 6 أبريل، وهي داخل مباني النيابة العامة بالعاصمة السودانية الخرطوم.

وظهرت الصحافية وهي جالسة على كنبة قبل التحقيق معها في الواقعة وهي ترتدي فردة حذاء واحدة، حيث ظهرت قدمها اليمنى حافية وأكد معلقون وساخرون أن أفراد الأمن وأفراد الحراسة الشخصية لم يمهلوا الصحافية صفاء الفحل وقتاً لأخذ الحذاء الشهير واقتادوها إلى مقر النيابة العامة بالخرطوم. وأطلق سراح الفحل لاحقا. ونشرت مقطع فيديو تعتذر فيه عمّا بدر منها.

العرب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..