مقالات سياسية

زلزال ٦ أبريل – زلزال بحق ونصر أكيد !!!

د. أحمد عثمان عمر 
ديمقراطية بلا امية
بأيدي قوية 
نحفر اعمق ونرمي الساس
للسودان الوطن الحر مرفوع الراس
للحرية بلا دورية ولا تفتيش ولا حد ينداس
جاءت ذكرى السادس من ابريل ذكرى الانتصار والشهادة وانتفاضة شعبنا ضد حكم الفرد ، التي زعزعت اركانه وقضت عليه في العام ١٩٨٥م ، وقابلتها جماهير شعبنا بزلزال السادس من ابريل ٢٠٢٢م الذي الجم كل المرجفين ، ووأعاد كتابة نص الثورة وحدد اتجاه حركة التاريخ ، وأكد حتمية انتصار حركة الجماهير . استبقت الاقاليم العاصمة خروجا ، حيث بادرت القضارف ، وجاوبتها الضعين والفاشر والجنينة وبورتسودان ومدني وكوستي وتندلتي وغيرها من المدن ، حيث هيمنت الجماهير في حراكها على الشوارع ، وكسرت إرادة الطغمة الحاكمة وهزمت تكتيكاتها وعنفها. اعتلت الحشود الحاويات التي تم اغلاق الكباري بها واقتحمتها ، واشتبكت مع جنود العصابة الحاكمة في باشدار ، وسيطرت تماما على المؤسسة في بحري ، وقابلت عنف السلطة المفرط بثبات غير مسبوق، يؤكد ان حركة الجماهير تكتسب مزيدا من الثقة في نفسها ، وفي قدرتها على هزيمة سلطة الأمر الواقع والانتصار عليها .
مشهد زلزال اليوم أكد بلا مجال للشك ، ان المبادرة في يد الحراك ، وان التراكم قد بلغ مرحلة حاسمة تؤسس لتكامل العامل الذاتي عبر توحيد لجان المقاومة في مركزها التنسيقي ، واوضح نضج الظروف لتكريس الوحدة عبر توحيد جميع المواثيق في برنامج موحد تلتزم به كل اللجان بأمر الشارع ، لان الحراك الجماهيري الان يستبق حركة التنظيم بالرغم من تقدمها خطوات مقدرة في الآونة الأخيرة . ما عاد التباطؤ ممكنا في ظل هذا الخروج غير المسبوق والزلزال الحقيقي ، وفي ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة والسيولة الامنية الكبيرة وتحول السلطة لعصابة للجريمة المنظمة ، وفشلها حتى في تكريس نفسها عبر القمع والعنف المفرط والاعتقالات والانتهاكات غير المسبوقة لحقوق الانسان ، التي وصلت حد اقتحام المستشفيات والقاء الغاز المسيل للدموع داخلها والاعتداء على المرضى . فالواضح ان الأزمة الثورية تتكامل عناصرها ، فمن ناحية السلطة الانقلابية فاشلة في تثبيت نفسها كسلطة أمر واقع عبر القمع والعنف المفرط ، كما انها فاشلة في معالجة الأزمة الاقتصادية وانفراط عقد الامن ، مع فشلها في توسيع قاعدتها الاجتماعية، وفشلها في توفير الامن حتى داخل العاصمة القومية، وبالمجمل فشلها في الحكم او الاستمرار فيه بصورة توفر لها استقرارا نسبيا كسلطة ، وهذا يؤكد توفر العامل الموضوعي للازمة الثورية . ومن ناحية أخرى واصلت حركة الجماهير رفضها لسلطة الانقلاب ، وفي تراكم صاعد تتجه حركتها الاحتجاجية نحو تنظيم موحد يوفر العامل الذاتي للازمة الثورية ، حتى يصل للحظة الثورية ويحدث التحول النوعي ، فيسقط النظام ويذهب الى مزبلة التاريخ المكان الذي يليق به وبأمثاله .
لذلك على القوى الثورية وعلى راسها لجان المقاومة العمل بسرعة على استكمال خلق مركزها التنسيقي الموحد ، وانجاز ميثاقها الثوري الواحد ، والاستفادة من زخم حراك الجماهير الذي وصل مرحلة الزلزال المنتشر في المركز والاقاليم ، وان تتقدم بحسم نحو عصيانها المدني واضرابها السياسي، بدءا من توسيع دائرة التتريس ، وتوسيع مظلة الاضرابات التي بدأها المعلمين بإضرابهم الناجح، والاعتصامات المتنقلة والمؤقتة والمتزامنة في مناطق متعددة ، ومسيرات الاحياء والمسيرات الليلية الرمضانية ، للحفاظ على التراكم في حالة تصاعد ، لحين صعود الكتلة الحرجة المنظمة لتمسك بسلطتها المستحقة في اللحظة الثورية دون تراخي او تردد .
في زلزال السادس من ابريل ، اكد شعبنا المعلم انه فريد ، وان نضاله غير مسبوق وتجربته رائدة ، حيث بقي صامدا في شوارع ثورته لاكثر من ثلاث سنوات ، ومازال يحشد ويراكم لنصر أكيد ، ملامحه تتضح كل يوم أكثر ولحظته تقترب .
وقوموا الى ثورتكم يرحمكم الله !!! .
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..