مواكب السادس من أبريل في السودان وأقوال الفلاسفة ..

طاهر عمر
يوم أمس السادس من أبريل عيد الشعب السوداني وإنجازه العظيم في تحقيقه لمفهوم جديد وهو أن من يقوم بالتغيير هو الشعب وليس النخب والقادة والمثقفين والمفكرين وهذا ما كان يتوهمه مفكري السودان ومنها تولدت وصاية النخبة على الشعب وكانت النتيجة الفشل المزمن والمصاحب لمسيرة النخب السودانية منذ أيام أتباع مؤتمر الخريجيين الى لحظة فشل إنقلاب البرهان يوم إعلانه ميت وهو يظن بأن للجيش وصاية على الشعب وهذا ليس بغريب على هامش النخب السودانية يوم إرتضت ان يكون العسكر جزء من النخب الفاشلة ولهذا لا يستحي أي عسكري بأن يظن أنه جزء من النخب ويحق له ان يقوم بمغامرة المغامرين في سبيل الوصول الى قمة السلطة التي لا تعني عند النخب غير مفهوم التسلط .
في وقت قد أصبحت السلطة وفقا للظواهر الاجتماعية ضمن مفهومها الحديث في عداد المنسي في عقل النخب السودانية إذا ما رأينا مقاربات كلود لوفرت لمفهوم السلطة وتتبعنا أفكار فلاسفة ومفكرين قد أضناهم تأخر المجتمعات التقليدية في أن يكون لها موعد مع الحضارات وموعد مع التاريخ وحقيقة أن الشعب السوداني في تقدمه على النخب الفاشلة قد وضح له موعده مع الحضارات وموعده مع التاريخ وللأسف في ظل غياب تام للنخب السودانية حيث غاب الحد الأدني لتكوين قيادة موحدة لتلحق بمواكب الشعب السوداني الذي قد عرف طريقه باتجاه مواكب البشرية في سيرها باتجاه التقدم والازدهار المادي وحالة النخب السودانية في حيرتها وعدم الحيلة مع سيطرة الاستحالة المسيطرة على عقل النخب وخوفها المرضي لم تكن غير حالة تأهب النخب السودانية الفاشلة للخروج من التاريخ.
بعكس الشعب السوداني الذي قد أصبح على موعد مع التاريخ. بالمناسبة حالة السودان بعد مواكب السادس من أبريل بالأمس قد وضّحت حالة النخب السودانية وكشف مستوى ضحالتهم الفكرية حيث كانت النخب السودانية تتخفى تحت سقوف أحزاب وحل الفكر الديني الذي تمثله أحزاب الطائفية وأتباع الحركة الاسلامية والسلفيين وكذلك في الشق الآخر ينام أتباع النسخة المتخشبة من الشيوعية السودانية وأصدقاءهم في رحابة الفكرة المطلقة في زمن النسبي والعقلاني وغاب عن أفقهم بأننا في زمن الفرد والعقل والحرية لا يضبط زمن الفلسفة ويقال بأن زمن الفلسفة لا يمسك بغير الفكر ولا فكر الآن يتخطى معادلة الحرية والعدالة ولا نجد هذه المعادلة في أحزابنا البائسة ولهذا قد عجزت أحزاب الطائفية والنسخة المتخشبة من الشيوعية السودانية أن تقدم شخصية تاريخية تخلصهم من أوهاهم بأن لا سبيل للتقدم بغير وجود برجوازية صغيرة تكافح فكر البرجوازي الثقيل الذي يمثله أتباع الحزب الشيوعي السوداني وقد نجحوا في تهديم قواعد الفكر في السودان بارتكازهم على أصنام ذهنية نحتاج لزمن طويل لكي يفهم هؤلاء بأنهم قد أصبحوا كجبار الصدف الذي يحول ما بيننا وموعدنا مع التاريخ وموعدنا مع الحضارة ولا يكون لنا موعد مع التاريخ وموعد مع الحضارة وما زال بيننا من يروج لقراءة ماركس المشهوة لأهم أضلاع الثورة الفرنسية وهو الضلع الممثل لفكرة الأخاء كما يقول ريجيس دوبريه وهو يؤكد على ان الماركسية نظرة تفاؤلية مريضة وعمياء وان بريقها يعمي وأنا أضيف بأن بريقها قد بان أنه يعمي في أتباع النسخة المتخشبة من الشيوعية السودانية.
مواكب سته ابريل بالأمس تؤكد من جديد بأن النخب السودانية ما زالت تجيد التخفي في لفتات لكي تخفي عجزها الفكري وعجز ميزان مدفوعاتها الفكري لذلك نجدهم يتخفون تحت رأية أحزاب الطائفية وأحزاب وحل الفكر الديني والنسخة الشيوعية السودانية كدين بشري أفشل من الأديان نفسها في جلب سلام المجتمع وهنا ينطرح السؤال لماذا لا يستطيع المفكر السوداني التفكير خارج خارج وحل الفكر الديني سواء كانت أفكار أحزاب الطائفية والحركات الاسلامية أو اتباع الشيوعية السودانية كدين بشري؟ هل تتذكرون أيام حكومة حمدوك كيف كان النور حمد وياسر عرمان نشطان في الترويج للمصالحة مع الكيزان؟ وتتذكرون كيف كان فيصل محمد صالح يقول بأنهم لم يأتوا للانتقام في ممحاكة لفكرة تفكيك التمكين؟
هل يتذكر القارئ مبادرة الشفيع خضر في مساومة تاريخية بين أحزاب اليمين الغارق في وحل الفكر الديني ويسار سوداني رث يجسده الحزب الشيوعي السوداني؟ هل تتذكرون لقاء نيروبي عندما خدع الكوز خالد التجاني النور كل من النور حمد و كمال الجزولي ورشا عوض وقد خرج منهم بشيك على بياض بأن يمكن المؤالفة ما بين العلمانية والدين كما يزعم النور حمد؟ هل تتذكرون أن مقاربات محمد ابراهيم نقد قد أوصلته الى علمانية محابية للأديان في حوار الدولة المدنية وهي أمتداد لأفكار الاستاذ عبد الخالق محجوب منذ منتصف الستينيات؟ وهل تتذكرون مهادنة الحاج وراق للأحزاب الطائفية والنسخة المتخشبة من الشيوعية السودانية؟ وهل تتذكرون طرح حيدر ابراهيم علي لفكرة لاهوت التحرير كتقليد أعمى وهو يهادن وحل الفكر الديني؟ ما ذكرناه يوضح بان النخب السودانية قد عرفت الآن بان ضلالها القديم قد أصبح أمام الرياح هباء والذي يقوم بالتغيير هو الشعب.
ويبقى الغائب هو من يمثل دور الشخصية التاريخية وهنا ينام كساد النخب السودانية لان الشخصية التاريخية تاتي بمعرفة تاريخ الذهنيات وكيف تنبثق الشخصية التاريخية وكيف تكون لحظات إنقلاب الزمان حيث لا يبقى للترقيع والتوفيق الكاذب الذي تقوم النخب السودانية مكان وعلى العموم قد أصبح حال النخب السودانية وهي عاجزة ان تقدم شخصية تاريخية كحال شعوب أوروبا من قبل قرن من الزمن وهي ترى بأن إكراهات من بعد الحرب العالمية الاولى لبعض الدول ستولد حرب عالمية ثانية وقد عرفت النخب الاوروبية بان حقبة ما بعد الحرب العالمية الاولى قد نهت حقبة الليبرالية التقليدية وقد أطلت اوروبا على حقبة الليبرالية الحديثة وأن فلسفة التاريخ التقليدية قد انتهت بغير رجعة وأن فلسفة التاريخ الحديثة قد أطلت من وراء القرون .
على العموم الفرق ما بين نخب أوربا و نخب السودان بان نخب اوربا هي ورثة لفلاسفة عقل الأنوار وأفكار الحداثة والنخب السودانية هي نتاج مجتمعات تقليدية وقد أثبت الشعب السوداني بانهم يتقدم عليهم بآلاف الأميال . المهم في الامر نرجع ونقول بان ريجيس دوبريه ومارسيل غوشيه قد قالا بأن مسألة دخول العالم العربي والاسلامي الى الحداثة مسألة وقت ليس إلا لأن علاقة العالم العربي والاسلامي مع التاريخ علاقة معكوسة وحتى يختفي إتباع النخب لوحل الفكر الديني والشيوعية السودانية المتخشبة تحتاج لزمن وحالهم كحال أوروبا ما بعد الحرب العالمية الاولى وبعدها قد إكتشفت فلسفة التاريخ الحديثة التي يقاومها البرجوازي الثقيل الذي يمثله أتباع الحزب الشيوعي السوداني وبسببهم قد تأخر ميعاد قيادة موحدة.
الشعب السوداني هو الذي سيقوم بالتغيير و أول تغيير يقوم به الشعب السوداني يوم يجبر النخب السودانية بأن تقدم قيادة موحدة تمثلها شخصية تاريخية تعرف الطريق الى مكان موعد الشعب السوداني مع التاريخ ومكان موعده مع الحضارات وحينها يمكن للشعب السوداني تفادي فشل النخب كما رأينا تهافتهم على المحاصصة في غياب مفهوم السلطة كمفهوم حديث من أفقهم وبسببه غابت ملامح الدولة التي تقول التحول الاجتماعي والتحول الديمقراطي بفكر جديد يوجد في تراث الانسانية في نزعتها الانسانية وليس في موروث أحزاب الطائفية وأحزاب وحل الفكر الديني من كل شاكلة ولون بما فيها موروث النسخة المتخشبة من الشيوعية السودانية .
النخبه يا عزيزي موجوده وحيا … وانت منهم وهم الان دون سن الاربعين علي الاكثر الخمسين
لا توجد امه نهضت دون نخبه مفكره وقائده للجماهير
اما اذا تقصد النخبه الدينصورات مثل التوم هجو وفضل الله برمه الخ …فهي في طريقها الي الانقراض
اعد كتابه المقال بناء علي ذالك