بانوراما ثقافیة

حسن الجزولي
* فوز مبھج لأھل الثقافة السودانیة !.
في أخبار الثقافة السودانیة من التي ترد روح الذات للمثقفین
السودانیین في ظل ھذا (التردي) في كامل مناحي الحیاة ، یطل نبأ
فوز الشاعر محمد نجیب محمد علي بجائزة فى مسابقة باوا لجمعیة
الكتاب الأفریقیین مناصفة مع الشاعر المصرى عبدالمنعم رمضان
وكان الدكتور والشاعر والدرامي الراحل عز الدین ھلالي قد قدم
لدیوان الشاعر في القصیدة العربیة بعنوان (نداء الأجنحة) الصادرة
عام 2019 . علماً أن فوز نجیب جاء من بین ٨٠ متسابقاً من كل
الدول الأفریقیة . وأضاء نجیب جوانب من المسابقة موضحاً (أن
الاشتراك فیھا یأتي وفقاً لشروط محددة ، من أھمھا أن تكون المطبوعات المنافسة قد صدرت بین ٢٠١٨ إلى ٢٠٢١م).
حتماً فإن ھذا الفوز والذي أتانا بھ الشاعر نجیب یعد ـ إضافة إلى أنھ فوز مستحق ـ ، فھو ملفت في ظل الواقع السوداني الحالي !.
* نقد نموذجاً ،، التعدي على حقوق المؤلف !.
أصبح انتھاك حقوق الغیر والتعدي على مؤلفاتھم ظاھرة في قضایا
الملكیة الفكریة عندنا في السودان ، ومع كثرة نماذج ھذه الممارسات ، إلا أن اللجوء للقانون ، من قبل مالكي وأصحاب
المؤلفات ، أو أسر ھؤلاء المؤلفین المتعدى علیھم ، یعد ضعیفاً مقارنة بالأنباء التي تتداولھا أروقة الثقافة والتألیف والنشر في المنطقة والدول العربیة من حولنا على وجھ الخصوص.
وتعد أشكال مثل ھذا التعدي متعددة ، وقد أصبحت وتائرھا ترتفع ،
كلما انخفضت أصوات الاحتجاج واللجوء للمحاكم في سبیل تفعیل
حقوق الملكیة الفكریة ، وھي قوانین ومواد كافیة لردع المعتدین
وانتزاع أو إیقاف وحتى التعویض على ھذا السلوك في معاني التعدي الذي یتساوى مع سلوك النصب والنھب والسرقة !.
تتنوع أشكال التعدي ، حیث ھناك إعادة وطباعة مؤلفات للغیر من قبل بعض دور النشر دون إذن من أصحاب الشأن (الشھید عبدالخالق محجوب نموجاً)!، كما أن ھناك ظاھرة تتعلق بالنصب على جھود مؤلفین وھضم حقوقھم أمواتاً أو أحیاء بنسب عمل وجھد المؤلف إلى شخصیات لا علاقة لھا بالكتاب المؤلف المنصوب
علیھ!.
ثم ومع تطور التقنیة الحدیثة في النشر والتوزیع ، برزت ظاھرة
التسویق عن طریق الانترنت لمؤلفات آخرین دون أخذ إذن أو حتى
إخطارھم أو إخطار ذویھم!.
نحن ھنا أمام مثال حي لمؤلفات الأستاذ الراحل محمد إبراھیم نقد
والتي رصدنا خلال استقصاء أجریناه تعامل تلك المواقع مع معھا،
لنكتشف أن ھناك عدة مواقع تقنیة لدور نشر تقوم بالتسویق لأعمال
ومؤلفات الراحل نقد ، ولا نعلم ما إن تم ذلك بالتنسیق وموافقة أسرتھ
بشكل مباشر ، أم أن الأمر یعد جزءاً من نشاط (حرمنة) ونصب؟!.
فالمؤلفات المطروحة في سوق ھذه المواقع للأستاذ تشمل جمیع مؤلفاتھ التي تقاسم من أجل تألیفھا وقتھ الثمین المتعلق بتصریف أعباء العمل القیادي لحزبھ وقضایا الشعب والوطن!. وھي
معروضة في سوقھم على النحو التالي:ـ
1ـ حوار حول النزعات المادیة في الفلسفة العربیة الاسلامیة.
2ـ علاقات الرق في المجتمع السوداني.
3ـ علاقات الأرض في السودان.
4ـ مبادئ وموجھات لتجدید البرنامج.
5ـ حوار حول الدولة المدنیة.
6ـ قضایا الدیمقراطیة في السودان.
إنطلاقاً من غیرتنا وحرصنا ودفاعنا على حقوق الغیر في حقل الثقافة والتألیف والنشر ، نطرح الظاھرة كمقدمة قابلة للتناول
والمناقشة لوضع معالجات لھا، ومن جانب آخر لتنبیھ أسرة الراحل الكریمة ، عسى أن تكون ملمة بمثل ھذا التسویق ، والذي نأمل أن یكون شرعیاً وقانونیاً!. علماً أن بعض تلك الدور التي (تتاجر) في
أعمال الأستاذ نقد تضع في صدر موقعھا دیباجة تتعلق بحرصھا على حفظ الحقوق عندما قالت فیھا (حقوق النشر محفوظة:ـ لا
یمكن معاینة الكتاب أو تحمیلھ حفظاً على حقوق نشر المؤلف ودار
النشر)!.
* رحیل ابنة علي دینار ،، رحیل مكتبة عامرة
للسودانیین!.
نعت أسرة آلـ السلطان علي دینار رحیل الجدة حرم ابنة السلطان ، وذلك بعد أن ناھز عمرھا لأكثر من مائة وثلاثین عاماً.
وبرحیل ھذه المرأة فإن السودانیین في واقع الأمر قد ودعوا كنزاً ثمیناً في معاني تاریخ حقب ھامة للبلاد!، وكما یقول حكماء القبائل الأفریقیة القدیمة ، فإن وفاة معمر من بینھم یعد بمثابة رحیل مكتبة
توثیقیة كاملة للقبیلة!. حیث تندثر (مشافھاتھ) التي یروي بھا تاریخ
الأجداد والأنساب وتواصل أجیالھم ، في ظل غیاب الأوراق والأقلام المدونة سوى حرص من متدبري القبیلة على حشد أكبر عدد من حفظة الروایات لیشكل كل واحد منھم (آلة تسجیل) قائمة بذاتھا !.
وإذا ما راجعنا علاقات التواصل وحفظ التاریخ من أفواه مثل : الراحلة حرم ، فسنكتشف حجم المأساة الكارثة!.
رحمھا الله الحاجة حرم علي دینار ، فقد غابت عن حیاتھا بمثل ما غاب شھود حقب وأحداث البلاد واحدھم خلف الآخر منذ العھد التركي وحتى العھود القریبة المتصلة بأحداث البلاد !، وھم الذین ذھبت معھم واندثرت حكایات تملآ أرفف مكتبات تضاھي مقتنیات جامعة (درم) التي تحتفظ بأضابیر ومخطوطات تاریخ وحقب
السودان عبر القرون في بریطانیا !. باختصار فإن رحیلھا لا یعد خبراً عادیاً في نشرات أخبار الوفیات بالبلد! ،، أن دلالاتھ ترتبط
وثیقاً بتاریخ البلاد ، لأنھ بمثابة رحیل (مكتبة) كاملة عامرة بحقبة
من حقب البلاد ، فھل استنطقناھا بما یكفي لنستخلص منھا توثیقاً حیاً
لعصر كانت شاھدة علیھ؟! ،،. رحم الله حبوبتنا حرم ابنة السلطان
علي دینار وآخر كریماتھ وأنجالھ!.
* مسرح للعملیات!.
حلً یوم السابع والعشرین من مارس الیوم العالمي للمسرح ، لیجد أن
مقر خشبة مسرح مباني المرشدات بأم درمان التاریخي ، قد تحول
لثكنة عسكریة للدعم السریع ، بدیلاً عن الفرق والجماعات المسرحیة
بأعمالھا الدرامیة ،، ولا تعلیق!.
ـــــــــــــــــ
* لجنة إزالة التمكین كانت تمثلني وستمثلني لاحقاً.