مقالات سياسية

سئم الشعب حياة الانقلاب

محمد حسن شوربجي

 

نعم لقد سئم السودانيون حياة الانقلاب..
وسئموا كل الأخبار الممزوجة برائحة الدم سئموا الدوشكات والتاتشرات والاعتقال وقتل الابرياء ..
سئموا تلكم السيولة الامنية والفوضي الخلاقة التي تعم البلاد ..
سئموا 9 طويلة والسرقات والاعتداءات علي البيوت والمارة..
سئموا كل ما تقوم به السلطة الانقلابية من اطلاق مسلحييها في الشوارع ..
سئموا كل الجرائم اليومية التي تكحل المشهد بالسواد..
سئموا ناس التوم هجو ومني اركاوي واردول والموز ..
سئموا الكاكي وتغوله واستبداده وتعاليه ..
ولن ابالغ ان قلت الوضع اشبه بالصومال وبوروندي والنيجر وافريقيا الوسطي وهندوراس والمكسيك ..
وكل تلك الدول التي تنتشر فيها جرائم القتل والسرقة اليومية ..
واصبح البعض كالروهينقا والايغور والبورميين وناس التطهير العرقي ..
وان كان هذا النوع من الحياة غريب علي السودانيون ..
فلقد كانت كل مجتمعاتهم مسالمة بشهادة العالم ..
فمن اين جاءتنا هذه الحكومة التي اشد شبها بحكومة انور خوجا البكداشي الالباني ..
فلقد عين أنور خوجة نفسه دكتاتورا مطلقا لالبانيا ..
فكان انور خوجة هو رئيس الوزراء منذ 1944 حتى 1945..
وكان هو وزير الخارجية منذ 1946 حتى 1953..
وكان هو وزير الداخلية ..
وكان هو وزير المالية ..
وكان هو الحاكم المطلق ..
فلقد تميزت فترة حكمة السوداء ل ٤١ عام بالقضاء على كل المعارضين وقتلهم وسحلهم واعتقالهم..
فلقد اغلق انور خوجا البانيا علي الالبانييون وبني فيها 200 ألف ثكنة عسكرية لـ2 مليون ألباني..
وهكذا نري ان وضعنا اليوم في بلادنا هو اشبه كثيرا بالبانيا ..
حيث الشوارع المكدسة بالمسلحين ..
وحكومة ديكتاتورية تفرض قانونها الغابي ..
ولا تهتم كثيرا بتعيين حكومة او وزراء او رئيس وزراء ..
ولا اهتمام بالاسعار ..
ولا بحركة السوق ..
ولا بحياة الناس اليومية ..
ولا اهتمام بأمن المواطن ..
ولا بصحة المواطن ..
فوصلت بنا الازمات حد الهلاك ..
برغم كل ما بيدهم من شركات امنية وسيطرة علي 82٪ من موازنة الوطن ..
فلا الشعب راضي ولا هم سعداء ..
و الثقة مفقودة ..
والكراهية في ازدياد لكل المكون العسكري ولكل من يرتدي الكاكي ..
والبغض يتنامي ضد القضاء المؤدلج ..
ومطالبات في الشارع لاقتلاعهم وهيكلتهم ..
وكل يوم يتم رفع الفاشلين إلى مناصب أكبر..
ومافيات كيزانية تعود من جديد ..
وكأننا يا زيد لا رحنا ولا جينا..
انها اخوتي مأساة السودان ووضعه المزري الذي نراه امامنا ..
وظني ان الحل يكمن في المزيد من الضغط الشعبي..
والمزيد من المليونيات التي جعلتهم كالفئران مذعورين ..
فالتحية كل التحية لكل ثائر حر كان في الشارع يوم 6 ابريل المشهود ..
والتحية لكل رجال المقاومة البواسل ..
والتحية لكل كنداكات بلادي الاماجد ..
فالليل مهما طال ظلامه لا بد له من صباح ..
‏جانا هتاف من عند الشارع قسماً قسماً لن ننهار ..
طريق الثورة هدى الاحرار..
و الشارع ثار ..
غضب الامة اتمدد نار ..
و الشارع ثار ..
و الكل يا وطني حشود ثوار ..
و الشارع ثار ..
و هزمنا الليل وهزمنا الليل والنور في الأخر طلّ الدار.

 

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..