مقالات وآراء

المعاشيين فى خطر …

حتى لا … ننسى
منى الفاضل
فى مهاتفة مع بعض المعايشيين الذين تلهبهم الأسعار واوارها ، كان لى الحديث مع بعض منهم والذين يهتمون بالشأن العام والسياسى معا ، الذى لا يرونه بعيدا من شئون حياتهم اليومية ولا محال هو الحق ، فكل مناورات تتم بين من يعتبرون أنفسهم أصحاب الوظائف الكبيرة يكون المضرر الأول والأخير هو المواطن المغلوب على أمره ، فهو يظل دائما يدفع فواتير من حياته لا علم له بها ولا يعرف متى يُعفى من هذه الضريبة العُمرية الباهظة الثمن .
كانت المكالمة معهم حول كيف ينظرون لقيمة المعاش الذى يصرفونه شهريا ، فى مُقابل السوق الذى لا يعرف  أى حد او يوقفه شئيا بل يظل مقتحم جيوب المواطنين وتفاصيل حياتهم ولا محطة تُثبته او ملاحظ محطة موجود ليُهدئي من سرعته ويرن جرس الخطر على المحتاجين .
بالرغم من ان مهاتفتهم طلبوا مني الحديث عن حالهم ، ومع بعض المستندات التى تثبته توثيقا فيما يدور فى دهاليز تلك الدًور ،  إلا انني تحيرت مرارا فى ان اكتب فى هذا الأمر المهم للغاية ، فليس خوفا من الخوض فيه وكذلك لا يوجد عدم تصديق لما يقولون ، فحال جميع المواطنون حتى القادرين يتضورون ألما من السُوق !! فما بال المعاشيين الذين يُقترض القليل من راتبهم الشهرى السابق فى فترة عملهم ، تعبيرا عن تقديمه لهم بنهاية خدمتهم ليعيشوا حياة كريمة .
تحفُظى فى الكتابة لم يكن لتلك الأسباب السابقة الذكر ، وإنما الى من نرفع هذا الأمر ! فالموجودن الآن والذين قاموا بإنقلاب على حكومة شرعية حسب القانون فهم أيضا غير قانونيين فى مناصبهم هذه ، إذا علينا أن نُحكم صوت الضمير والعقل والإنسانية ونؤمن ، بان ما يحدث الآن غير متفق  تماما  مع الإنسانية او مراعاة حقوق الإنسان والمواطن فى ما تُسمى انفسها انها دولة ، تعمل لتُقضى مصالحها مهما صعُبت على البلد الصعاب ، ولكن مصالحهم تسير فوق رقاب الناس دما وتهزيئا وظُلما وإفتراءا ، وبما أنهم لم يكونوا المسؤولين الحقيقيين اظن ان ذلك ما جعل الفساد أشد إستشراءا الآن المعاشى هو من المواطنين الذين قدموا الخدمة لوطنهم وبكل عمرهم المضى بعد أن وصلوا الى هذا العمر وإن كان فى الغرب سن المعاش هى بداية الحياة ، ولكنها فى الجزء الشرقى من الكرة الارضية يعتبرونه نهاية الحياة ولا عجب فى ذلك ، إذ لا يجد ما يعينه على ان يعيش حياته من مأكل ومشرب وعلاج ، وبعض احيانا حتى سكنا لا يوجد (منزلا) فيكون الألم ألمين فالمنزل هو الساتر الحقيقي للجميع فقيرا او غنيا .
من الإنصاف والعدل ان يُراعى لهذه الفئة العمرية المهمة ، فمن بينهم الآباء والأمهات والأعمام والأخوال وقد كان لهم الفضل على كثير ممن حولهم ، بشكل مباشر او غيره ، توقيرهم وتوفير حياة كريمة لهم هى واجب لا يمكن المفاوضة فيه ، فقد قدموا ووصلوا الوقت الذى يرتاحون فيه لكى يمارسوا بقية حياتهم بشكل كريم لا تشوبه اى شوائب ومنهم من قد يُعطى فى براحات اخرى خلاف العمل المنتظم بشكل يومى .
المعاشيين هم واجهة كرامة المجتمع العفيف النظيف الذى تحفه القيم وتُغطيه الفضيلة فى وجوهها المعروفة ، من العيب أن يًقيم معاشىً الخدمة المدنية دون حد الكفاف ، بينما يجازى موظف الخدمة العسكرية بالثراء المتواصل  طول حياته ، فى حين أن الآخر ومع إحترامنا لأنهم جيش الدولة ، لم نسمع بوجودهم كحماة للوطن ، بالرغم أن مهنتهم هى حمايته وحماية مواطنيه ، ولكننا الشعب الوحيد الذى يحاربه جيشه بين وسط المنطقة الجغرافية حولنا . منذ أن وعينا على هذه الدنيا ، بل حتى حدودنا تًسلب بكل سهولة كأنما الجوار أصحاب بلد وأرض، يقتطعون اراضينا ويأخذون خيراتنا ، ومع ذلك يُكافأ العسكرى بالحياة الرخية ، بينما يُعذب الموظف المدنى بعد نهاية خدمته وبعضهم من يموت حُرقة على ضياع عمره فى العمل المدنى ونهايتها كفاف غير كافى لأى شئ مما يلزمه .
بالله عليكم إتقوا الله وأنصفوهم ، من أصعب  مذلة الحياة هى ما تكون بعد ضياع عُمر وخدمة لكنها دون ادنى تقدير يليق بذلك العطاء المُسق .. مثلهم ومثل الكثير الذى يحتاج مراجعة فى وطن مُعذب إسمه السودان وأبنائه الذين لا يعرفُون الى أين ذاهب هذا الوطن الكريم ؟ .
ودمتم …
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..