مقالات وآراء

ما جادلت جاهلا إلا وغلبني

ضد الانكسار

أمل أحمد تبيدي
واقعنا الاجتماعي والفكري والثقافي به كثير من الاختلافات والخلافات   لذلك لابد من صهرها  فى قالب يقود إلى بناء وتنمية الوطن وهذا يستوجب من الساسة والمثقفين التعامل بموضوعية دون أحياء الفتن النائمة ويعتبر ادب الخلاف فى الرأي من أسس تقدم الوعي والتحضر ..الاختلاف لا يعنى الاحتراب بل التعايش وفق قيم ومبادئ تحترم الآخر…. فعلا لو ارد الله لجعلنا أمة واحدة…. قال الله سبحانه وتعالى (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون يختلفون) والاختلاف من ثوابت الحياة وقال رب العزة والجلال (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما اتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون)… الاختلاف امر واقع يقره القرآن وأمر طبيعي به تتقدم العلوم  ويتطور الفكر الإنساني عبر الحوار الجاد الذي لا ينطوي على إساءة أو تقليل من شأن الآخر قال عليه افضل الصلاة والسلام (اختلاف امتي رحمة)… لكن الاختلاف القائم على حب الذات او الولاء الأعمى لقيادة أو تنظيم يقود إلى العداوات والانقسام ونتائجه سلبية قد تؤدي إلى تمزيق وتفكيك المجتمع.. هناك من يفضل الصمت عن  الحوار رغم وعيه وفكره النير لان البعض لا ياتئ لسانه الا بفاحش القول وهذا يدل على عجزه عن الدفاع عن رؤيته  يتبع اسلوب الإساءة والتقليل من شأن الآخر كما قال  وليام ماكدو (من المستحيل هزيمة رجل جاهل في نقاش) عن نفسي اتفق مع قول الإمام الشافعي (ماجادلت جاهلا إلا وغلبني).. لذلك احيانا الصمت خير وسيلة لاغتيال الفهم الضيق والاسلوب العقيم..
حتى نتمكن من الخروج من تلك الكهوف المظلمة إلى نور العلم والمعرفة لابد من الالتزام بأدب الحوار أن فعلنا ذلك نكون قطعنا نصف الطريق نحو بناء وطن خالي من الجدل البيزنطي والنعرات القبلية والحروب الأهلية..
&الصمت أفضل من النقاش مع شخص تدرك جيداً أنه سيتخذ من الاختلاف معك حرباً , لا محاولة فهم.
غسان كنفاني
حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..