مقالات سياسية

كلكم عبيد

بشفافية

حيدر المكاشفي

 

العبارة العنصرية البغيضة التي تفوه بها لا فض فوهه محامي المخلوع، ليست غريبة ولا جديدة على جماعته، فحتى كبيرهم لم يكن يختلف في عنصريته في شئ عنه، فقد نقل عن هذا الكبير أنه كان على موعد للقاء مسؤول كبير آخر يليه مباشرة في المقام والدرجة، جاء المسؤول الكبير الذي طلب اللقاء بالأكبر في الموعد تماما، أدخلته السكرتاريا المكتب الفخيم وأجلسته وأكرمته لحين حضور المسؤول الأكبر، وقتها كان المسؤول الأكبر يتسامر مع بعض خاصته في مكتب اخر مجاور، ولم يأبه لتنبيهات السكرتاريا له باللقاء للمرة الثانية بل كان غارقا في سمره وضحكه، وحين عاودت السكرتاريا تذكيره للمرة الثالثة، نهض واقفا وقال لخاصته (أها يا جماعة ودعتكم الله نمشي نشوف العب دا عاوز يقول شنو)، وحكاية هذا المحامي الغرير والمغرور مقروءة مع حكاية كبيره السفيه، ما هما إلا مجرد مثالين يمكنك أن تقيس عليهما مئات الآلاف بل ملايين الأمثلة الدالة على مدى تعشعش وتغلغل القبلية والعنصرية في الرؤوس وتجذرها في الثقافة الشعبية، بل الأنكى والأدهى أن كثيرا من النخب والقيادات التي تلعلع أصواتها في أجهزة الاعلام تلعن القبلية والعنصرية نظريا وجهرا من على المنابر بينما تمارسها عمليا في حياتها وسرا في مجالسها الخاصة، والادهى والامر من ذلك أن وزارة الداخلية كانت وربما لا تزال تخصص موضعا لـ(القبيلة) في كل فورمات التقديم لنيل الوثائق الثبوتية، والكارثة أن كل هذه الممارسات القبلية تتم رغم أنف وثيقة الحقوق الواردة في الدستور، وهذا ما يكشف أن العنصرية والقبلية داء معشعش فى الرؤوس ولم ولن تزله القراطيس، انها فى الحقيقة أزمة ثقافة وهوية بامتياز، ولو أفضنا وتوسعنا في حكاوي العنصرية المنتنة لاحتجنا لمجلدات..

من غشامة وغرارة بعضنا الذين يتوهمون النقاء العرقي والانتساب الى الأرومة العربية، أن هؤلاء الذين يحاولون (التلصق) بهم يعتبرونهم كلهم عبيد ومنهم هذا المحامي الواهم، وكما أن لعنصريينا الواهمين قصص وحكاوي مؤسفة كثيرة وعديدة، فهنالك أيضا قصص وحكاوي كثيرة وعديدة تعتبرنا جميعا على اختلاف قبائلنا وجهاتنا عبيد بالمعنى العنصري، ولا فرق عندهم بين جعلي من المسيكتاب أو حلفاوي من السكوت أو هدندوي من سنكات أو مسلاتي من قارسيلا أو دينكاوي من أبيي، وتقول احدى الحكايات أن سودانيا أخضر اللون طوله خمسة أقدام وستة بوصات وعيونه عسلية وشعره قرقدي، هجّ من البلد مهاجرا بسبب المسغبة إلى إحدى دول البترودولار التي نشأت ونهضت على اكتاف السودانيين وعقولهم طلبا للرزق والسعة وهربا من الضيق والتضييق، وعندما حل بذاك البلد وفي أول أيام بحثه عن فرصة عمل كان أن التقى أحد أرباب العمل وكان بدويا (لطخ) سأله إن كان سيجد فرصة عمل معه، بدأ البدوي إجراءات المعاينة موجها أول سؤال فيها وكان بطبيعة الحال عن الاسم، رد السوداني بأن إسمه عبيد، ولم يكد (اللطخ) يلتقط الاجابة إذا به يصفع السوداني بتعليق جارح قال فيه (أدري إنك عبيد…بس ايش إسمك)، لم يكمل الراوي بقية القصة ولكن يقيني أن السوداني لا شك قد صفعه صفعةً لن ينساها أبدا، هذه القصة وغيرها كثير تؤكد أن لها في واقع الاغتراب والمغتربين سند ودليل واقعي..

الجريدة

 

‫10 تعليقات

  1. كنت مغتربا بالسعودية وفى رحلة العودة إلى حيث أعمل حملتنا طائرة كبيرة لا زلت أذكر اسمها ترايستار تصادفت العودة مع أيام العمرة والزيارة عند وصولنا مطار الملك عبد الزيز الفخيم فى جدة إصطففنا أمام موظف الجوازات لإكمال إجراءات الدخول تقدمتنا سيدة كبيرة فى السن بيضاء بمفهوم الالوان بالسودان ومشلخة يبدو أن إبنها قد بعث لها بإذن الزيارة.. سالها الموظف السعودى لكنها تلعثمت وقالت إنها لا تفهم اللغة العربية شخصيا عرفت أنها من الشمال السودانى الأقصى ..لم تطل الحيرة فى البحث عن مترجم قطع سودانى شليق جدار الصمت بصوت جهورى أجش موجها حديثه للموظف السعودى قائلا ( هذه ليست سودانية لأنها ما بتتكلم عربى) وضع الموظف السعودى قلمه جانبا ورد عليه بأدب ( وانت ايش دخلك حنا نعرف شغلنا ونعرف السودان فيهو ناس ما بتعرف العربى خالص) بدا على وجه السودانى ملامح حرج بالغ… ظهر فى نهاية الأمر أبن الحاجة والذى كان فى إنتظارها بالخارج واستاذن الموظف فسمح له بالدخول إتضح أنه كان أحد مهندسى الإتصالات السعودية الأفذاذ والذى إحتضنته أمه يكلام كثير ربما روت له جرى لها….التنميط فى السودان امر شائع وثقافة سائدة…..رحم الله د. منصور خالد

    1. ورجغ … ورجغ …هووو هوو ..!!! ..
      ومهما تكن عند امرئ من خليقة !!!

      اها انت يااللخو …سودان الاحرار دى على وزن “منزل احرار” ؟؟؟؟

  2. اناماعارف ايه المشكلة لوكتبنافي الاوراق الثبوتية اسم القبيلة!…ولي ياربي البلددي فيها
    اولاد كلب ساي ومتعقدين من اهلهم!ولي رايك شنوياالعب حيدراب نخرة!

  3. لاول مرة يا استاذ حيدر تكتب مقال غير موفق

    والله الواحد في ذهول مما كتبت

    انت ماشايف عنصرية الفكى القاتل التعايشي ضد قبيلة الضباينة التى ابادها عن بكرة ابيها
    انت ماشايف عنصرية الفكى القاتل التعايشي ضد قبيلة الجعليين لماذا لاتتحدث عن عنصرية الفكى القاتل التعايشي ضد قبيلة الامارار التى نفذ فيها مجذرة بشعة
    لماذا لاتتحدث عن عنصرية الفكى القاتل التعايشي ضد قبيلة الشكرية التى قطع راس ابوسن سيد الاسم ذااااتو ومعاه كبار القبيلة
    لماذا لاتتحدث عن عنصرية الفكى القاتل التعايشي ضد قبيلة الشوايقة
    لماذا لاتتحدث عن عنصرية الفكى القاتل التعايشي ضد سكان الخرطوم الذين قتل منهم في يوم واحد اكثر من ٣٦٠٠٠
    لماذا لاتتحدث عن عنصرية الفكى القاتل التعايشي ضد الشماليين وهو يسميهم اولاد البحر
    لماذا لاتتحدث عن عنصرية ابناء دولة دارفور في بعضهم

    ويظل ا. حيدر تاج علي روؤسنا جميعا

  4. شكرا يا استاذ حيدر المكاشفي على الرأى الراجح المتنسير …

    لمن يتمسحون بمسوح النقاء العرقى العروبى الزائف .. حل عقدتهم المزمنة فى غاية البساطة فالعمل قد حسم المسألة …
    عليهم اجراء فحص DNA وسوف يكتشفون ان اصولهم ترجع الى سافنا سوكتو فى غرب افريقيا وليس صحراء الحجاز كما كانوا يتوهمون .. الدراسات مبذولة ومنشورة لمن يلقى السمع … والجاهل عدو نفسه !!!

  5. وسنوات عدة كنت أكن مكانة كبيرة للسيد كاتب المقال، اما الأن فقد اتضح لي مدي قصر فكر الكاتب و تناوله امورا، معرفتها من ابجديجات عصر النهصة و التنوير بعد نزول القرآن الكريم..ياخي كاتب المقال طالما كنت تعتقد وتظن ان عرب البترودولار حفظهم الله و أدام الله نعمتهم هم المقياس لعروبتك ويملكون صك حريتك….فهنيئا لك بالعبدوية المستدامة وسوف تظل عبدا الي الأبد…وكيف تشحذ صك عروبتك من ال تركي؟؟ هل احفاد الترك و الارمن والكر د …الخ عرب اكثر منك؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..