الكرباج الجهويات السياسية

عبدالرحيم محمد سليمان
الذين يبشرون بالجهويات والمناطقيات يفعلون ذلك لمحض دوافع سياسية ، فالسياسة وفق مفاهيم سياسيينا ان يكون السياسي فى السلطة او ان يخر السقف عليه وعلى اعداءه وطز فى الشعب! ، وهذه نقطة ضعف سياسيينا وعقدتهم النفسية التى تؤخرهم عن غيرهم وتضفي عليهم الجهل والتخلف الذى فى نمط حياتهم وفى نفاقهم وفى مخرجاتهم السياسية وفى عديد تقاليدهم وعاداتهم ، فالسياسة للعالم نعمة وبالنسبة لنا نقمة، لاننا بصراحة غير اصيلين واصلتنا ليست بحاجة للاجتهاد فهي واضحة وضوح الشمس فى رابعة النهار، فالاصيل لابتغريه قصور من نور ولايهمه حرير مضفور، رغم ان العالم تخطى مسألة الاصالة والوكالة واتجه الى تطعيم شعوبه بالشعوب الاخرى الا ان سياسيينا لازلوا اسرى لنزواتهم المظلمة ولمغامراتهم المخجلة.
بمنطق واحد زائد واحد فان العنصرية والمناطقية لا تقدم ولا تؤخر فى الحقائق الشعوبية بقدر ماتخصم من رصيد الشعوب وتضعفها امام منافسيها ،فماذا سيجني المناطقي او الجهوي من المناطقية او الجهوية، لا شي! فالتنوير والحضارة لم يدعا جنبة فى عقل الانسان الا واناراها بالعلم والمعرفة.
كانت يوغسلافيا دولة من دول البلقان، طبيعة سياسييها اشبه بطبيعة سياسيي السودان من حيث الجهل والتخلف والتميز والعنصرية، وكانت كجمهورية تتكون من ثمانية كيانات فدرالية ، البوسنه والهرسك،كرواتيا، مقدونيا ،الجبل الاسود، صربيا،سلوفينا،كوسوفو، فيوفيدينا.
وبعد سلسلة من التجاذبات العرقية بين سياسييها نشبت الحرب الاهلية اليوغسلافية التى تخللتها جرائم القتل والاغتصاب والتطهير العرقي والتعذيب وانتهت بسقوط اكثر من ٣٧٢٠٠ مدني واكثر من ٥٧٧٠٠ جندي، وبتقسيم يوغسلافيا الى دول عديدة.
ومجتمعنا السوداني مازال فى اوج طهارته وقداسته الاجتماعية ، ليس هناك مناطقية ولا جهوية ولا قبلية بين المواطنين الناس سواسة كاسنان المشط، ووعيهم متعاظم من وعي السياسين، لكن من يقنع السياسين ان الجهويات والمناطقيات ستقود البلاد الى مصير مجهول كمصير يوغسلافيا التى دفع مواطنيها الثمن!..