قضايا الآلية المشتركة (الأربعة).. اصطدام يعقد الأزمة
وسط رفض من الشيوعي والمركزي ولجان المقاومة

تقرير: الراكوبة
بينما ينتصف أبريل بأيامه على رزنامة الاشهر الميلادية، وسط تحديات تعيق مسار ما تبقى من فترة الانتقالية، كشفت الآلية الثلاثية المشتركة بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة عن أربعة قضايا للدفع بعملية الحوار، في سعى منها لبناء توافق سياسي على أوسع نطاق ممكن، غير أنه ووفق مراقبين فإن العملية السياسية في السودان تزداد تعقيدا، سيما اعقاب رفض واسع من قبل قوى الثورة للجلوس لأي مبادرات تتضمن وجود العسكر في المشهد واضفاء الشرعية على الانقلاب.
مساع حثيثة
ظلت الآلية المشتركة بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في حالة حراك ومساع حثيثة، من خلال المبادرة المطروحة لحل الازمة، أعقاب اجراءات قائد الجيش عبدالفتاح البرهان في ال٢٥ من أكتوبر الماضي. وفي حين تشهد المبادرة تعثر بيّن، وذلك من خلال حالة التمترس السياسي واختلاف الايدولوجيات بين القوى السياسية والمجتمعية ولجان المقاومة وتجمع المهنيين، اعلن اليوم الحزب الشيوعي السوداني عن مبادرة تضم لجان المقاومة وتجمع المهمنيين تحت مسمى تحالف المركز الواحد، كأول تحالف ثوري عقب قرارات قائد الجيش، وخروج الحزب الشيوعي من إئتلاف قوى الحرية والتغيير نوفمبر ٢٠٢٠.
هذه الخطوة وبحسب متابعين، ومن قبلها دعوات توحيد قوى الثورة لا سقاط الانقلاب، تزيد من تعقيدات عمل الآلية الثلاثية التي تسعى لأحداث وفاق كبير عبر اطروحتها المقدمة والمتمثلة في تحديد معايير لاختيار رئيس الحكومة والوزراء، وبلورة برنامج عمل يتصدى للاحتجاجات العاجلة للمواطنين، وصياغة خطة محكمة ودقيقة زمنياً لتنظيم انتخابات حرة ونزيهة، فيما شددت الآلية على وجوب توفير الإجراءات الضرورية لتهيئة المناخ الملائم للحوار بما فيها إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين، ورفع حالة الطوارئ، والغاء كافة القوانين المقيدة للحريات، وضمان عدم حدوث انتهاكات لحقوق الإنسان.
تسوية على نار هادئة
وتاتي القضايا الأربعة للدفع بعملية الحوار، في ظل دعوات للتصعيد الثوري لإسقاط النظام، وترتيبات لعصيان مدني، ورفض واسع لاي مبادرات تمضي في تشكيل الحكومة. واعتبرت لجان المقاومة أن ما يمضي من سير لمبادرات الآلية المشتركة أمر لايعنيها كثيرا، في ظل مسعاها، واعتبر عضو لجان مقاومة الخرطوم مجدي تيراب، أن الامر لا يخرج عن كونه تسوية على نار هادئة بين الانقلابيين وبعض القوى السياسية بمساندة مجموعات ثانية لشرعنة الانقلاب والتفاوض معهم بحد قوله.
وقال تيراب في حديثه ل ” الراكوبة” أن اي تسوية بين الانقلابيين والقوى الموالية لهم، لا تخص اللجان في اي شيء، والمعايير التي طرحتها الآلية الثلاثية، لا تخصنا في شئ لان راينا واضح في الانقلاب والانقلابيين، وتابع: حاليا كل مساع لجان المقاومة تهدف وتعمل على إسقاط الانقلاب.
من جانبه يرى الحزب الشيوعي ان هذا النوع من المبادرات محكوم عليه بالفشل، مؤكدا أن المبادرات الدولية وغير الدولية تغفل عن توصيف المشهد السياسي الحالي، دون أن تتطرق إلى إنهاء انقلاب، وأوضح أن الحكومة الحالية تعتبر حكومة انقلاب حتى وان كانت برعاية دولية.
وشدد عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي كمال كرار خلال حديثة ل “الراكوبة” على موقف الحزب الثابت في ضرورة أبعاد العسكر من المشهد، وقال انه ومنذ حكومة حمدوك ينادي الحزب بذلك ويرى أن جميع المكونات انحرفت عن مسار الثورة، وتابع: مبادرات الحل دائما ما تسعى للجلوس مع رئيس مجلس السيادة ونائبه، وكأنما الحل موجود هناك، ونسو أن الحل في يد الشارع.
القضايا الاربعة
والثلاثاء كشف المتحدث الرسمي باسم آلية الإتحاد الإفريقي،الأمم المتحدة -الايقاد محمد بلعيش ، عن سعي الآلية لبناء توافق سياسي على أوسع نطاق ممكن ،دون إقصاء وعلى أساس روح التراضي وبمنهجية التدرج الاستمرارية في النقاش حول أربع قضايا أساسية أجملها في تحديد معايير لاختيار رئيس الحكومة والوزراء ، وبلورة برنامج عمل يتصدى للاحتجاجات العاجلة للمواطنين ، وصياغة خطة محكمة ودقيقة زمنياً لتنظيم انتخابات حرة ونزيهة.
وشدد فريق العمل المشترك خلال لقائه رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان أمس الأول، على وجوب توفير الإجراءات الضرورية لتهيئة المناخ الملائم للحوار بما فيها إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين ، ورفع حالة الطوارئ ، والغاء كافة القوانين المقيدة للحريات ، وضمان عدم حدوث انتهاكات لحقوق الإنسان.
لن ندلغ من مشاركة العسكر مرتان
في مقابل ذلك يرى المجلس المركزي للحرية والتغيير انعدام اي اسس او ارضية توافق مشتركة مع العسكر لبحث اى خطوات حلول. وأطلق عضو المجلس احمد حضرة في حديثه ل “الراكوبة” عدة تساؤلات قائلا : ان افترضنا أن هناك ارضية توافق مشتركة مع العسكر، فهل سيوافق الانقلابيين بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين ولجان مقاومة وناشطين، سيما في ظل استمرار اعتقالات كثيرة لقيادات وناشطين للجان المقاومة بكل أنحاء العاصمة؟ هل سيتم رفع حالة الطوارئ، وإلغاء القوانين المقيدة للحريات، وتحقيق عادل فى جرائم القتل والاغتصاب والانتهاكات السابقة جميعها؟ وهل سيتم وقف قمع المسيرات السلمية والاعتداء على الشباب ومظاهر الاغتصاب والقمع السافر؟ وتابع: قبل الحديث عن توسيع توافق على نطاق أكبر، فإن المطلوبات الأساسية التي ذكرتها لن يوافق العسكر، عليها اطلاقا للمضي خطوة للأمام في بحث اى توافق مهما كان شكله، قبل الحديث عن تشكيل حكومة ورئيس وزراء وبرنامج عمل لمعالجة ضروريات الشعب السوداني المعيشية والوصول لانتخابات نزيهة والتوافق على ألياتها
مع العساكر وان يكونوا جزء منها ومشاركين فيها، واكمل: إن ذلك بعيد المنال وصعب التحقيق لن نلدغ من مشاركة العسكر مرتان