مقالات وآراء
لن ينتصر الأشرار…!!

د. مرتضى الغالي
هذه الثورة للسودانيين الأحرار ولن يجدي معها إرهاب الاخوانجية والانقاذيين و(التوابع) الذين وصلتهم رسائل الشعب وألزمتهم بالبقاء في مواقعهم الأحق بهم في مستنقع المهانة الذي تنادوا إليه من أصقاع الدنيا.. وبعضهم غاب عن الوطن عشرات السنين ولم يتذكر أن هناك بلدًا اسمه السودان إلا عندما علموا بوقوع انقلاب فتح أبواب الإرتزاق على مصاريعها للمعاتية وأصحاب النفوس المريضة الذين لا يستطيعون أن (يبقوا) على سطح الدنيا إلا من خلال حركة انقلابية عليلة معلولة شعارها ودثارها تعطيل نواميس الوطنية وطمس قوانين الاختيار وركل معايير التأهيل والنزاهة والاستعاضة عن كل ذلك بقبول المرتشين والزلنطحية والمرتزقة (على علاتهم).. ومن عجب أن يحدثنا بعض الصحفيين والصحفيات، والمتصيحفين المتفيهقين عن حرية التعبير وآداب التصدي لهؤلاء النكرات المرتشين ولم يحدثونا عن مقابلة الانقلابيين للشباب المسالم بالرصاص الحي..!!
هؤلاء الانقلابيون لم يفتحوا حوارًا مع الشباب بل فتحوا عليهم النار.. وترصدوهم بالقنص والاغتيال والإعدام بغير حيثيات.. فأين كان هؤلاء الإعلاميون الظرفاء الذين يشفقون على كرامة (التومهجوية) من تقييم الشعب لمواقف الخزي التي أعلن فيها مهرج (اعتصام الموز) أنه لن يعود من حيث اتى إلا بصدور بيان الانقلاب.!! وكانت تلك من المفارقات العجيبة التي يجاهر فيها بالدعوة للانقلاب على الحكم المدني من يظن نفسه من طبقة السياسيين..!!
ولكن هل هذا الرجل الهزؤ من طبقة السياسيين..؟؟ هنا تتوقف التوصيفات عند أبواب البقالات ووكالات الإرتزاق والإتجار في الممنوعات والهوامل..!
هذا الانقلاب المشبوه إلى أين انتهى بالوطن..
الوطن الآن محروس بشبابه المتوثب للفداء بسلمية خالصة (لاشية فيها) تسر الناظرين.. أما ما عدا ذلك فليس هناك غير الانهيار الكامل في الأمن والسلامة والمعيشة والعملة والخدمات والأسواق والصحة والتعليم.. وفي الموازنة والخدمة المدنية والعلاقات الخارجية.. وفي العدالة والقوانين بحيث أصبحت موارد الوطن نهبًا لكل سارق ومختلس.. فماذا صنع الانقلاب غير إطلاق الفوضى وجعل موارد البلاد نهبًا لكل طامع.. وما هو شغل الانقلاب غير سفك دماء الشباب المسالم وملاحقة الشرفاء وإعادة الاعتبار للصوص الانقاذ ومجرمي المؤتمر الوطني…؟!
هل هذا هو الانقلاب الذي يدعي أنه يريد إصلاح مسار الفترة الانتقالية.. إنه انقلاب (اصطفاف الشر) وتخريب الدولة المدنية.. والغريب أن بعض قادة الحركات ومنهم (الهادي إدريس ومالك عقار) أعلنا قبل أيام أن البلاد تعيش أزمة سياسية أدت إلى انهيار اقتصادي غير مسبوق..
يا لهذا الاكتشاف العبقري..!! هل هذا من إخباريات وحي هبط على هذين الرجلين اللذين قبلا بالعمل في مجلس الانقلاب.. وهما يحاولان خديعة الشعب بأنهما يشاركان في مجلس سيادة في حين أنهما يشاركان الانقلاببين مجلسهم الانقاذي السافر الذي أعلن عداءه السافر للشعب السوداني..!! مجلسكم الانقلابي هذا لم يحتج على قتل الشباب العزل ونهب المواطنين وانتهاك حرمة المساكن والاغتصاب والاعتقالات الأمنية المسيسة تحت جنح الظلام…!!
ماذا كان ينتظر عقار ورفيقه غير هذه النتيجة..؟! سحقًا لهذا الانقلاب الذي لطخ حوائط التاريخ بالخزي والعار..!