مبادرة : اتخاذ يوم ٢ يناير من كل عام ، يوما العطاء والانفاق أيام لها شأن !
الأيام العالمية فهلا اتخذنا يوماً للعطاء والإنفاق؟


اسماعيل ادم محمد زين
مبادرة سبق نشرها، ولا امل من تكرارها، علها تجد من يسمع النداء ويستجيب .
أيام لها شأن ،أوشكتُ أن أكتبها “أيام لها إيقاع!” ولكن خشية من يرى حبلاً –ثُعباناً ، فقد ارتبطت بحسين خوجلي وبرنامجه الجميل وأضعه من بين المبدعين رغم صلته الوثيقة بنظام الإنقاذ أو مايو 2. لحسين معجبون ، كما له كارهون وهم كُثر! لعل حسين خوجلي يُبرئ ساحته من الانتساب للإنقاذ ولجهاز الأمن ويعلن توبته في إطار مشروع أهلي للمصالحة والاعتراف وللعدالة. فهو قد إعترف قبل سقوط الإنقاذ بتلقيه لحوالى 500000 دولار أميركي نظير عمله تسهيلاً لمعاملات مستثمر وقد أطلق عليها عملاً له عرق! ومن ضراعه ! وهي من السمسرة، وقد لا تكون مشروعة. إذ مارس ذلك العمل من غير مكتب معروف وما يتبعه من دفع للضرائب و غير ذلك من رسوم – أفلح نظامه في وضعها على المعارضين لحكمهم وأخرجوهم من أعمالهم مهما تواضعت !
ونعود لأيام الله السبع ، إذ تعارف بعض الناس من أهل الفلاح عبر هيئات وجهات وطنية أو إقليمية ودولية على إختيار يوم معلوم في مسيرة الإنسانية ليصبح عيداً للاحتفاء بذلك الشأن. لعل اليوم الأشهر هو الأول من مايو من كل عام تحتفل به النقابات والهيئات والدول بالعمال ، بما لهم من دور مهم في حياة الناس بجهدهم وكسبهم في أعمالهم الشاقة : من رعي للحيوان في الغفار الموحشة وأعمال الزراعة –بدءاً من نثر البذور وحتى الحصاد وأشغال التعدين والمناجم وصيد الأسماك والنظافة وغير ذلك من مهن عديدة – يتم في العالم الأول تصنيفها وتحديد ساعاتها وأجورها. وقد رأينا ما يتعرضون له من مخاطر في وقتنا الحالي ! فهم الأكثر إصابة بالكورونا. لذلك حقيق بنا الاحتفاء بالعمال.
كان لنظام مايو الحظ الأوفر في الاحتفال بالعمال حين كان لصيق الصلة بالاتحاد السوفيتي. وقد إحتفل أيضاً بيوم المرأة العالمي وقد سبق كثيراً من الأنظمة بتكريم المرأة وتوظيفها في مهام كانت وقفاً للرجل مثل الجيش والشرطة والقضاء مع الوزارة. وقد إحتفى الشعب بالرائدة عيشة حسن ! يوم الطفل ويوم الحصاد … إلخ.
تذكرتُ إسبوع الفضاء العالمي وقد مر علينا دون أن نسمع به في الرابع من أكتوبر من عام 1957 أطلق الاتحاد السوفيتي أول قمر صناعي يدور حول الأرض وقدأسموه إسبوتنيك وهي بلغة الروس تعني الشرق ! دليلاً على إنتصار الشرق على الغرب واليوم نسمع ذات الكلمة تستخدم في تسمية لقاح الكورونا الذي أنتجته روسيا ! دلالة أخرى على إنتصار الشرق في إنتاج أول لقاح في العالم. وقد شكك الغرب في جدواه !
يحتفل العالم بأسبوع الفضاء العالمي بدءاً بالرابع من أكتوبر ، تأكيداً على أهمية الفضاء للبشرية وما نتج عن ذلك من علوم وتكنولوجيا ذات أثر في حياتنا – الإرصاد الجوي أضحى أكثر دقة، بل حتى في متابعة الأعاصير وتنبيه الغافلين إلى ضرورة أخذ الاحتياطات الضرورية للحد من أضرارها. الإرسال التلفزيوني الذي عم الكرة الأرضية وكذلك الإرسال الإذاعي وهنا لأحد مواطنينا دور مهم في منظومة أقمار صناعية وشركته العالمية التي أسماها عالم الفضاء World Space وهو نوح سمارة. وقد جاء في زيارة للبلاد قبل أعوام ومن المدهش زيارته لأحد الصحف ومع ذلك لم يحتفَ به وبمشروعه العملاق! ومن المؤسف إفلاس تلك الشركة. لسبب واحد وهو أن نوح سمارة كان محامياً ورجل أعمال ! وقد غابت عنه متغيرات العلوم والتكنولوجيا المتسارعة! كما غابت عن صديقه صلاح إدريس- فقد حكى في لقاء متلفز عقب ضربة مصنع الشفاء، حين سئل عن سر أمواله فذكر مستنكراً بإنه مساهم بعشرين مليوناً من الدولارات في شركة عالم الفضاء. لذلك علينا إدخال مستشاريات العلوم والتكنولوجيا في كافة الوزارات لمتابعة المتغيرات في عالمنا المتسارع! ولتفتي فيما يمكن أن نطلق عليه جدوى المشروع المستقبلي- مقابل دراسات الجدوى الفنية والاقتصادية. فقد أضحى الراديو متوفراً على الموبايل وعلى الانترنيت، كما أن الإرسال الإذاعي بالموجات المعززة Modulated Frequency وغيرها أصبح متيسراً على نطاق المدن. وعلى كل حال ما زالت ثمار علوم وتكنولوجيا الفضاء في تنامٍ. لقد سهلت أعمال الملاحة بأجهزة الجي بي إس والمساحة ، مع إنتاج الخرائط الرقمية والورقية والخرائط المصورة مما يتوفر حتى على أجهزة الموبايل- خرائط قوقل المصورة (قوقل إيرث).
أحياناً يُراد من الاحتفال بيوم لنشاط ما ، تعزيزاً لذلك النشاط ونشراً له. لقد عجزنا في مجالات العلوم والتكنولوجيا ! فلا يجوز أن نعجز في المجالات الإنسانية والاجتماعية- إذ الفرص متاحة للإبداع والابتكار. وهذه دعوة للتجربة، لعلها تجد من يسمع ويؤخذ بما ندعو له. وهو تخصيص يوم للاحتفال بالعطاء والإنفاق. وليكن في الثاني من يناير من كل عام ، مباشرة عقب الاحتفال بعيد الاستقلال، ولكن دون إجازة !
يوم للعمل وللعطاء والإنفاق- ففي أماكن العمل يمكن للناس أن يتداعوا للعطاء في أي مجال يستحق الاهتمام ، مثل التعليم، الصحة والنظافة. وغيرها. ويمكننا أيضاً نشر ثقافة العطاء بين الأطفال، ليشبوا عليها.
من المدهش أن الغرب أكثر إنفاقاً، بل أكثر حرصاً على تعليم الأجيال القادمة لهذه القيمة الرائعة. إذ نجد الآن أكثر الناس إنفاقاً من أهل الغرب ، خصوصاً من ولايات أميركا المتحدات.(بيل قيت و بوفيت ، خير نموذج للأسوياء من البشر).
أيضاً في مناطق السكن يمكن للجار أن يهدي لجاره نموذجاً يحتذى ولنشر هذه الفضيلة بالقدوة الحسنة والسنة النبيلة وعلى الإعلام القيام بدوره في الترويج للإنفاق والعطاء وقصص العطاء الكبيرة! ولتخصص دور الإعلام تجمعاتها بمختلف مسمياتها – منبر، ندوة ، لقاء.. إلخ لتسليط الأضواء على الإنفاق والعطاء وأضدادهما من بخل وشح. وما لدى المجتمعات الأخرى من نماذج جيدة حيث ترى الأطفال في المدن الأوروبية وهم يحملون أوعية لجمع المال ويرتدون ملابس عليها شارات وشعارات المنظمات الطوعية أو المناسبات التي دعتهم لهذه الحملات- مثلما حدث عندما جاعت أفريقيا !
من المنظمات التي أدخلت كثيراً من الابتكارات تعزيزاً لقيمة العطاء وتشجيعاً له -إنشاء المتاجر لتلقي التبرعات العينية وعرضها للبيع مع وقف الأموال لأغراض محددة وفقاً لرغبة صاحب المال أو تلقي أموالاً غير مشروطة.
علينا ألا نبخس أعمال الكرام من مواطنينا الذين أوقفوا أفضل أموالهم لمختلف الأغراض، مثل المحسن عبد المنعم محمد، شروني، البغدادي، الشيخ مصطفى الأمين… وفي وقتنا هذا خصص بعض أصحاب الأعمال شيئاً من أموالهم لمنظمات أنشأوها، مثل كمال حمزة وأنيس حجار. ويبقى محمد فتحي إبراهيم ، المعروف بمو محمد – صاحب المشروع الأكبر بتخصيصه لثلاثة بلايين من الدولارات لإصلاح الحكم في أفريقيا جنوبي الصحراء، وفقاً لمؤشرات الحكم الرشيد وفلسفة تلخصها الحكمة الشعبية ”السمكة تفسد من رأسها” تشرف على إختيار الحاكم الأرشد جامعة هارفارد وتقوم عليها لجنة عليها كوفي عنان.قيمة الجائزة 5 ملايين دولار وراتب شهري مدى الحياة. ليت من يتولون الحكم الانتقالي ينتبهون لهذه الجائزة فيرشدون ! وهي خير حافز ودافع حتى لو إقتسموها بينهم- لأراحونا وأرتاحوا لبقية حياتهم. ويتجنبوا السجون- دعك من الدوافع الأخرى ونبل المقاصد. ليتهم يهتدون ويرشدون! .
