إنت ترجع خلاك بس !!!!

اصحي يا ترس

بشير اربجي

تناقلت وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي فيديو لنائب رئيس الإنقلاب حميدتي، قال فيه بلهجته العامية أضمنوا لينا عدم المحاسبة على جرائمنا بنرجع ثكناتنا، وزاد على ذلك بقوله ما ممكن أنتوا بتسنوا لينا في (السكين) ودايرننا نرجع ثكناتنا دا ما بحصل أبدا، ولا يمكن أن نسلم السلطة لجهة تريد أن تحاسبنا، وعلى الرغم من اللغة المباشرة لنائب قائد الإنقلاب إلا أن هناك الكثير سوف لن يلقوا لها بالا، وسيعتبرون أن عسكر اللجنة الأمنية للمخلوع البشير من الممكن أن يسلموا السلطة لحكومة مدنية تتعامل وفقا للقانون، وهو أمر لا يمكن أن يتم من قبل أشخاص يعلمون أنهم ولغوا في دماء الشهداء بعد خلع رئيسهم وليس قبله فقط، فكل المجلس العسكري الانقلابي متهم أساسي بما لا يتطرق إليه الشك مطلقا بجريمة الثامن من رمضان والثالث من يونيو العام 2019م، لأن المسؤولية الرسمية كانت على عاتقهم هم جميعا، وقد أعترف بذلك عضو المجلس العسكري الانقلابي كباشي بمؤتمره الصحفي المشهور بمقولة (حدس ما حدس)،

لذلك لا يمكن إطلاقا إعتبارهم شركاء في الثورة المجيدة كما يحاولون أن يقولوا، كما أنهم أصحاب جرم أكبر من جرم المخلوع ونظامه البائد تأريخيا، فالمخلوع ونظامه البائد كانوا يدافعون عن نظامهم الدموي ويجدون لأنفسهم المبررات كونهم على رأس السلطة لمدة ثلاثين عاما، أما حميدتي وبقية عسكر اللجنة الأمنية كانوا يدعون غير ذلك تماما وأنهم منحازون للثورة وغدروا بالثوار الذين وثقوا فيهم دون أي مبررات سوي الطمع في وراثة المخلوع ونظامه البائد، أي أن المخلوع كان يدافع عن سلطة قائمة بالقتل وهم حاولوا وراثتها أيضا بالقتل، وهو أمر ليس غريبا عليهم كونهم والغين مع النظام البائد في دمويته وكانوا هم أداة بطشه وقتله، لكنهم اضاعوا على أنفسهم فرصة أن يعفوا عنهم الشعب السوداني كمواطنين صالحين ويطهرهم من دمائهم إذا انحازوا حقيقة للثورة المجيدة.

هذا من جانب أما من الجانب الآخر فيبدو أن نائب قائد الإنقلاب لا يعلم كنه نفسه، ولا يعلم أنه يقود مليشيا قاتلة تحتوي على أجانب ولا يريد الشعب السوداني وثواره الأماجد وجودها ببلادهم، كما أنها رغم القانون الذي فصله لها المخلوع ليست جزءا من أي قوات نظامية بالبلاد، ولا تمتلك ثكنات عسكرية لتعود إليها أصلا إلا ما وضع عليه حميدتي يده بالقوة العسكرية عقب ثورة ديسمبر المجيدة، وإن أراد الرجل العودة فليس لديه إلا الخلاء الذي أحضر منه لمحاربة الحركات المسلحة المتحالفة معه الآن، لذلك على الرجل ألا يحسب نفسه ممن يطالب الشعب بعودتهم للثكنات، فهتاف الثوار في الشارع السوداني يقول (العسكر للثكنات والجنجويد ينحل).

الجريدة