مقالات سياسية

توحدوا يا ثوار

يوسف السندي
في ظل هيمنة انقلاب البرهان اختلط الحابل بالنابل وظهرت من تحت (السواهي دواهي)، واصبح فجر السودان المدني المرتقب مواجه بالكثير من أمراء الظلام وجنرالات الشر.
يجب أن لا ننسى جميعا في خضم الصراع الراهن ان هدف ثورة ديسمبر الأول والاسمى كان ومازال هو ازالة حكم الفرد وإقامة حكم الشعب، بمعنى اخر ازالة حكم الانقلاب وإقامة حكم الانتخاب، وبمعنى اخر ازالة الدكتاتورية وإقامة المدنية.
في ظل السعي لتحقيق هذا الهدف لا يجب ان يغطي على عيوننا رهاب الخلافات بين قوى الثورة، شخصيا لن ادخل في عراك مع أي مكون او شخص ثوري في الوقت الراهن ما دام متمسكا بالهدف الأهم والمشترك لجميع الثوار وهو إسقاط الانقلاب، فالوقت لاسقاط الانقلاب فقط ولا شيء سواه.
الانحدار الى الخلافات الشخصية والحزبية بين مكونات الثورة في ظل الوضع الراهن الذي تواجه فيه عدوا مشتركا هو الانقلاب، هو اكبر دافع لاستمرار الانقلاب، وأكثر عامل مشتت ومفتت للحراك الثوري.
الخلاف بين مكونات الثورة اذا لم ينته فيجب ان يؤجل، بذل كل الجهود لتقريب وتوحيد صفوف قوى الثورة الرافضة للانقلاب هو الهم الوطني الاكبر الان، والوقوف ضده خيانة للثورة وللشهداء.
(متحدين سننتصر، متفرقين سننهزم) هذه المعادلة بسيطة ولكنها صحيحة، النصر لا يأتي في غياب الوحدة، والهزيمة حتمية في ظل الخلاف والاختلاف، هكذا حدثنا التاريخ وهكذا يفهم الجميع صغيرهم وكبيرهم ويرددون:
تأبى الرماح اذا
اجتمعن تكسرا
**
واذا افترقن
تكسرت احادا
قيام مؤتمر او لقاء جامع لقوى الثورة الرافضة للانقلاب هو مطلب حيوي ووطني وثوري مهم من أجل توحيد دفة الحراك الثوري الراهن، والخروج به من حالة التكلس الراهنة.
العمل على توحيد الثوار وتجاوز الخلافات ونبذ التخوين والتعريض بالاخر الثوري في هذه المرحلة عمل مقدس يجب أن يضطلع به الكل، وأن يتحرر الجميع من الانا والذاتية ويعملون معا من أجل مصلحة الجميع المشتركة وهي إسقاط الانقلاب.
الجماعات المضادة للثورة في كل يوم تظهر (بتقليعة) جديدة وتتوحد في تيارات ضرار ضد الثورة، وما اغراها بذلك الا تشتت الثوار واختلافاتهم.
توحد الثوار وتكوين تنسيقية او تحالف ثوري يضم الجميع، سيحدث الفرق، سيزلزل مضاجع الفلول، ويبث الطمأنينة في نفوس الجماهير بأن الثورة باقية وأن الدم الذي سال لن يضيع هدرا، وأن المستقبل الديمقراطي لبلادنا قادم لا محالة.

‫2 تعليقات

  1. اخونا السندي الا تلاحظ ان الإسلاميين تفرقوا لجماعات وحزب الأمة تفرق لاحزاب خمسة وكذلك الاتحادي الديموقراطي والشيوعي والبعثي والناصرى وحتى الجمهوري كلهم تفرقوا ولم يتوحدوا مجددا فما الذي يجعل قوي الثورة تتوحد مجددا.. هكذا هو حال السياسيين السودانيين لذلك من الأفضل تنسى موضوع توحدهم في جبهة عريضة وتنضم للثوار لأنهم اخر من تبقى لحماية الثورة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..