مقالات وآراء

قانون المواتر والي الخرطوم المكلف الذي يظن نفسه الحجاج بن يوسف

الشريف حسين الهندي عثمان عمر

الطريقة السحرية التي تفتقت عنها قريحة ازيال الانقلاب لمجابهة ظاهرة الانفلات الامني المعروفة ب (تسعة طويلة) .. هي اصدار فرمان سلطوي على طريقة العصور الوسطى من والي الولاية العظيم المبجل الى رعيته الطيبة في ربوع الولاية : انه قد سمع شكواهم وصراخهم وانينهم وطول نحيبكم من هؤلاء الاشرار الاوباش ال… اللامؤخذة (تسعة طويلة) وانه (اي السيد الوالي المبجل) قد ساءه ما حاق برعيته من ضيق وكدر والتفت من فوره الى حاشيته وقال لحاشيته :
هم تسعة طويلة ولا … ديل موش بيجو راكبين موتر فيه نفرين زي ما ظاهر في الفيديوهات الكتيرة اللي ظهرت فجاة كدا وبالتالي وملت الميديا زط ؟؟؟ .

قالو ليه : ايوة نعم سعادتك بالضبط سبحان الله فكيك اوي سعادتك (بصوت بيومي فؤاد في الحرب العالمية التالتة طبعا) .

وقد فكر مولانا في حل (مؤقت(ربما)) للمسالة مثار الجدل وقد راى سعادته بعد تان ونظر .. اصدار فرمان ملكي على طريقة الحجاج بن يوسف في ايام مجده .. يقضي ب#حظر (الرديف) في المواتر تماما !! .
وهو لغير الناطقين بها (ما يركبو اتنين في موتر ) .. انظر الصورة المرفقة

وقد زيل سموه منشوره بقوله :

ونرجو من المواطنين الالتزام بتنفيذ هذا الامر الذي هو وفي المقام الاخير في مصلحتهم لانه حا يخلصهم من البعبع الاسوأ والاخطر (تسعة طويلة) ..

فلابد من التضحية ببعض من راحتكم لحفظ سلامتكم الغالية ..
مع خالص محبتنا واحر قبلاتنا في مدرسة دقلو البرهان اخوان للبروباغاندا

###

هذه هي الخدعة الامنية الاساسية والوحيدة ربما (وان او وان شمولية) لاجبار الناس على القبول بالحكم العسكري بذريعة فرض الامن !!! تاتيكم اليوم بشكل جديد نفس الطعم الماسخ ..

اسمعو الكلام ولا تسعة طويلة بسوو ليكم كدا بالواضح ما بالدس ..

الجهات الامنية هي اول من نهب الناس و(ثبتوهم) بالتعبير المصري سواء في محيط المظاهرات او الاسواق والاماكن العامة سرقت القروش والموبايلات والبضاعة المعروضة في الاسواق  وضربت واغتصيت واتحرشت في سلوك متكرر ومضطرد ما ممكن يحصل الا بعلم وبرضاء

المؤسسات التي ينتمو اليها سواء كانت الشرطة او الجيش او غيره من غير ما وجدت اي محاولة تصدي (او حتى اعتراض) حقيقية ناهيك عن جادة في طريقها بل وربما ما تجده هو التشجيع والتحفيز من اعلى هرم القيادة ما يجعلهم جميعا متهمون في هذه الجرائم بصفتهم الشخصية والوظيفية ومع اضطراد ظاهرة تورط منسوبي القوات الامنية في المئات من حوادث النهب والسرقة في محيط المظاهرات الجماهيرية المطالبة بالحكم المدني ومحاسبة الانقلابيين فانه لا يسعنا الا ان نعتقد جازمين ان فرصة النهب هذه (لاضطرادها ولخولها من اي مساءلة) تمثل حافزا ماديا تستخدمه المليشيا الانقلابية لرشوة القوات الرسمية وتحويل منتسبيها الى مرتزقة يعملون تحت امرة الثنائي دقلو برهان قادة الانقلاب الدموي فاذا في متهم في قضايا النهب الجديدة دي فالمتهم الاول هو هذه القوات الانقلابية
فحتى اذا .. حتى اذا .. افترضنا .. فرضا .. من باب حسن الظن الذي لا يليق في امثالهم انو دي ما هي البتنهب الناس كاستمرار لما يبدو انه نشاطها المفضل مؤخرا ..
فهي بلا شك متخاذلة وفاشلة في اداء مهامها الدستورية بحفظ الامن للمواطنين/ات لدرجة ترقى الى الخيانة العظمى ولو كان في ذرة جدية في تحرك الولاية الاخير لمحاربة ظواهر الانفلات الامني فعليا فكان اول شي حا يبد باقالة مدير شرطة الولاية مثلا مبدئيا (لانو دي مسؤوليتو ودا تقصيرو بصورة مباشرة)
وتعيين مدير جديد اول شي يراجع خطط تامين العاصمة ويعمل تحقيق في الظاهرة دي واسباب ازدياد معدلاتها بحسب التقارير الاخبارية ويورينا الفيديوهات اللي هي مفروض انها ادلة جنائية منشورة في العلن ليه ؟ومنو المسؤول من كدا ؟وهل هي جزو من هجمة ارهابية منظمة بهدف اثارة الرعب وارهاب العامة لتحقيق مكاسب

سياسية ولا لا .. ولا دا ترند فعلا جديد عند الشباب السوداني (ممارسة الحركات البهلوانية من على ظهر المواتر)  لكن لا .. الشفت داير الناس البيستخدمو الموتر في تنقلهم وفي كسب عيشهم منه يتعاقبو كلهم على طريقة الشر بيعم الاسطورية اللي هي النظرية العسكرية في العدالة اصلا فيما يبدو
والعقوبة تكون تقيد حريتهم في استخدام ممتلكاتهم ساي بس حقارة .. لمجرد انه منظرهم في الشارع اتنين في موتر بخليهم مجرمين وتسعة طويلة في شرع دقلو وبرهان ..

وفوق دا كلو عاوز تقنعنا انو طبعا ما ف علاقة بين الفكرة العبقرية دي وبين الدور الثوري للمواتر اللي استخدمتها الثورة لاسعاف المصابين برصاصك انت ذاتك وبنبانك .

ثم ثانيا بالمناسبة وبلا مناسبة الفيديوهات البتوثق جريمة جنائية مكانها مفروض يكون ادراج المباحث البتحقق في الموضوع موش صفحات مشبوهة في السوشيال ميديا مجهولة المصدر ومع نظام بهذا المبلغ في الفساد المؤسسي المشجع والمكافأ عليه ..

ماف اي سبب يخلينا نستبعد فرضية تسريب الجهات الرسمية دي ذاتا للفيديوهات دي للتلاعب بالراي العام كجزء من تكتيكات التلويح بعصا الانفلات الامني مقابل العسكرية وهم يعلمون انها الورقة الشرعية الوحيدة التي تبقت معه ويمكن ان ان يراهنو عليها ..

نقطة تانية مهمة وهي انه وبغض النظر عن مدى فعاليته .. فالقانون دا بمثابة شرعنة لملاحقة المصابين والمسعفين والتهجم عليهم وهو سلوك معتاد اصلا من قوات الانقلاب البتواجه في المتظاهرين واتهجمو على عربات الاسعاف وعلى المستشفيات واختطفو المصابين من داخل المستشفيات وهسي دايرين يدو الحق دا لاي عسكري كان مرور كان غيرو لملاحقة المصابين اليستخدمو المواتر كوسيلة فعالة وسريعة للوصول لاماكن الرعاية الطبية ، او (اذا التزمنا لاننا بنخاف من الدمبعلو الخطير تسعة طويلة) فحيكون نجح في منعنا من استخدام الموتر الذي اثبت فعالية كبيرة في القدرة على ايصال المصابين لمراكز تلقي الرعاية الطبية في عمليات الاسعاف والا بنخلي المصاب والمسعف عرضة للاعتقال والتحفظ عليهم بسبب القانون دا في كل الاحوال دا كلام فارغ النظام الانقلابي والجوانتا العسكرية المستولية على السلطة اذا ما هي الخلقت تسعة طويلة ولا بتاع دي من العدم .. فهي بترقص جذلا وفرحا وترقص من الفرح مع كل فيديو جديد يظهر للمخلوق الرهيب (موتر فيه نفرين بيعمل في حركة بهلوانية كدا من اياهم) عشان يرفع اسكور ملف الامن في التفاوض الجاري مع الثوار وفي تحدي اللاءات الثلاث. (ايوة وحن في تفاوض يا جماعة والمظاهرات جزو منه وهسي القانون دا برضو جزو منو ودا موضوع تاني كدي خليه هسي بنجيه برواقة (وهو بالمناسبة نفس اسلوب التفاوض الذي اتبعه المجلس العسكري انذاك مع الحرية والتغيير لتمرير فكرة الشراكة) من غيرنا البلد ببقى ما فيها (امان) .. الكلمة السحرية التي استخدمها الجنرال لاظهار نفسه ك(غير قابل للاستيدال او التخلي عنه) واساسي قبل الكراسي في اي رصة لادارة الفترة ما بعد سقوط عمر البشير .. وقد قبلت الحرية والتغيير (وقبلنا) على مضض (انا غايتو على مضضي الخاص براي لانو الحرية والتغيير تعريفها للمضض مختلف شوية وتقدر تقول عليه غريب حبة كدا) بالشراكة في مقابل حفاظ العسكريين على الامن وكتبنا الكلام دا في الوثيقة اياها عديل دا اذا كنت بتتذكرو الايام الخوالي دي .. لكن الذكرى مهمة للتعلم من التاريخ .. والذكرى تنفع التروس لانو دي نفس الورقة ونفس الابتزاز القديم .

سلطات الانقلاب اصلا ما ممكن تكون الجهة البتقدر ولا هي اصلا بترغب في محاربة الانفلات الامني وحوادث النهب والقتل الحاصلة هسي بنسب متصاعدة حسب التقارير والسوشيال ميديا ..

وهذا القانون الاخير غير معني بمحاربة انفلات ولا تصدي لسرقات لا تسعة طويلة لا غيرو .. انه معني بالاحرى بمحاولة اظهار سلطة وحقارة القوات الانقلابية واعطاء سلطة اكبر ومساحة حركة لكلاب الحراسة الصغار الذين كانو يوما ما جنودا للوطن وصارو مرتزقة لعصابة دقلو برهان الدموية

#يسقط الانقلاب .

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. حججكم ضد القرار لا ترقى لحجم الضرر الذي اصاب المواطن من المواتر. كنت أتوقع أن تمنع المواتر منعا باتا في المدن الكبرى على الاقل لمدة عام حتى ننعم بالامن.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..