مقالات وآراء سياسية

ما الفرق بین أخونجیة الخرطوم والقاھرة ..؟!!

مرتضى الغالي

نختم حديثنا عن جلسة التحاور العفوية التي جمعتنا بزملاء صحفيات وصحفيين مصريين بالقاهرة.. فقد قلنا لهم ان اعلامكم في ذكرى ثورتكم ضد الاخوان يتحدث هذه الأيام عبر جميع الصحف والقنوات والمواقع والمنابر وبكثافة تضاهي غزارة (الامطار الاستوائية) عن انتصاركم على الاخوان.. وكيف انكم قطعتم الطريق على حكمهم وأوقفتم مسيرة التمكين الذي شرعوا فيها بهيستيرية هوجاء ضمن حركة واسعة لـ (أخونة الدولة) بالكامل؛ وزرع الاخونجية في جميع مفاصلها ومرافقها.. وقد كنتم انتم أيها الصحفيين الاعزاء أيضاً تمتدحون بحق (فرملة) هذا التمكين الذي لو استمر لاسابيع قليلة من حكم “محمد مرسي” لأطاح بالدولة المصرية ودك بنيانها من القواعد وهوى بها إلى مجاهل القرون المُظلمة.. فكيف الآن (يا سادة يا كرام) تتجاهلون (التمكين الإخواني البشع) الذي يجري في السودان (بفضل انقلاب البرهان) وبمعدلات قياسية ووتائر عالية.. وعلي مدار ساعات اليوم منذ أن أطل علي بلادنا هذا الانقلاب (الأبتر الأشل) الذي اسفر عن وجهه القبيح (من قولة تيت) ومنذ أن اتى في قطار مشؤوم (مكندك بالسجم والرماد) مُجمل سائقيه وركّابه وكماسرته و(عطشجيته) من الاخونجية ربائب اللؤم واعوانهم من (انكشارية النهب) وعصابات القتلة والجهلة واللصوص..!

السودانيون قادرون وحدهم على منازلة هذا الانقلاب بكل مافي الوطنية والسلمية من معانٍ ومن قوة ومضاء.. ولكن كيف يمكن أن تقف دولتكم مع البرهان في هذه الخطة الخطيرة على مصائر السودان وعلى المنطقة والاقليم..؟ وكيف تبتهجون بخروج دولتكم من (نفق الاخوان) وتباركون دخولنا فيه..؟! وكيف تحتفون  بتخلص بلادكم من سيطرة الاخوان وتتجاهلون ان الشعب السوداتي في أغلبيته الغالبة يرفض أيضاً تمكين الاخوان من مفاصل بلادهم وتعطيل مسيرتها والعودة بها بعد ثورتها العظيمة إلى (حفرة الدول الفاشلة) وإلى دوامة الارهاب والقتل والنهب والفوضى والاستباحة.. بل إلى درك إلغاء الدولة من أساسها لصالح تنظيم الاخوان..سواء عبر قادة الانقلاب والانقاذيين أو بالدعم الذي يجدوه الآن من (بعض دول الاقليم) ومن (التنظيم العالمي للاخوان) ومن (اسرائيل) ومن تيارات السلفية الدمويه وانصار القاعدة وداعش الذين خرجوا بعد انقلاب البرهان يخطبون في المنابر والساحات العامة تحت الرايات السوداء وشارات القراصنة والسفاحين..!!

قلنا لهم: ألا ترون في هذا دلالة على مجافاة المبدئية والاتساق السياسي وعلاقات الجوار..؟! وأليس من التناقض ان تدعم دولتكم طغمة اخوانية في بلد مجاور (شقيق) بينما هي تعلن الحرب علي الإخوان داخل حدودها..؟! ذلك أن الاخوان الذين تتحدثون عن مخاطرهم (علي مصر) هم نفس الاخوان الذين يديرون انقلاب البرهان (في السودان).. بل هم قاعدة هذا الانقلاب و(مكنته) ووقوده..وهم الذين مهدوا له وخططوا لقيامه.. وهم الفئة تلوحيدة المنتفعة منه مع مناصريهم من الداعشيين وربائبهم من سارقي موارد الدولة وناهبي مقدراتها ولوردات فسادها الذين اوصلوا الاقتصاد الوطني وحياة السودانيين الى شفا هاوية الجحيم…!!

قلنا لهم اننا قرأنا بعض ما تكتبون ولم نرَ فيه تنبيهاً لصانع القرار في مصر من مخاطر مناصرة انقلاب البرهان ورفيقه حميدتي..(ولكل منهما ليلاه التي يبكي عليها)..!! كما إننا لا نرى وجهاً للحديث عن فرص نجاح هذا الانقلاب (كما ورد في بعض تحليلاتكم)..فهذا الانقلاب الذي يسوق السودان نحو الهاوية محكومٌ عليه بالفشل (بأذن الله)..! فهو إنقلاب (أعور أزوَر) ما جاء إلا نتيجة (دوافع ذاتية) وهواجس خاصة بمرتكبي الجنايات  وناهبي الموارد ..وهو انقلاب يريد ان يفرض على المواطنين معادلة بين انهيار الأمن وسقوط الدولة أو ايقاف محاكمة القتلة واللصوص والمطلوبين للعدالة…!! إنهم يريدون اعادة نظام الانقاذ الذي اشاع القتل والفساد على مدى ثلاثين عاما ومزّق البلاد وانتهك الحرمات وداس على الدستور والحقوق وأذلّ كرامة السودانيين..!! 

هذا الانقلاب (الكسيح) مرفوض عند الشعب السوداني وعليه (سجم الدنيا وعار الأبد) وخلاصة المعايب والمصائب.. وقد جاء مرفوقاً بكل شارات الجهل والتخلف والعنصرية و(العنطزة) والاستبداد.. حتى أن رفيق البرهان في الانقلاب يستنكر على الشعب الدعوة للحرية والكرامة والمدنية..ويتوعّد السودانيين بأن السماء ستمطر عليهم تراباً وظلطاً وحصى.. وشواظاً من نار ودخان.. ألم تسمعوا بذلك يا سادتنا زملاء المهنة.. و(أحباء وادي النيل)..؟!!

[email protected]

‫8 تعليقات

  1. متى نتوقف عن ترديد عبارة ( احباء وادى النيل ) الممجوجة واشقاء ووو ..لماذا لانواجههم بان اشقاؤنا هم الاثيوبيين الذين دفعتوا البرهان لإعلان الحرب عليهم وغض النظر عن ماتحتلونه من اراضى سودانية وأصبح جيشكم يبتكر المناورات العسكرية تلو المناورة ! لماذا لم تسالوهم عن العملة السودانية المطبوعة فى مصانع المخابرات المصرية لشراء المواشي والخيرات السودانية وإرسال البلاستيك والكنبات الخشبية لنا .. لماذا لم تقولوا لهم اننا لانطيقكم

  2. المهم يا استاذ مرتضي ماذل كان ردهم عليكم، الصحافة المصرية صحافة انتهازية منذ قيام الثورة السودانية لم تتكرم اية صحيفة او قناة تلفزيونية بنقل الاحداث بل عتموا وطنشوا، الاستثناء الوحيد هنالك كوكبة من الكتاب والمثقفين اصدرت بيانتا تضامنيا مع ثورة الشعب السوداني فلهم منا كل التقدير، واما الصحفيون فلهم منا كل الاحتقار. انني قررت ان لا اشاهد القنوات المصرية وان لا أقرأ الصحف المصرية.

  3. من البديهي أن تدعم مصر كل ما يقعد بالسودان ويساعد على تخريبه حتى ولو كان ذلك الشيطان، فهي لا تريد للسودان وحدة وتقدما وازدهارا ولذلك أنسب نظام لها هو النظام الأخوانجي وما يسمى بالحركات المسلحة.. في تحتضن كل أنواع المعارض ضد أي حكومة سودان منذ الأزل، في الوقت الذي لا تقبل فيه معارضة مصرية لها في السودان، لا بد من استمرار الثورة حتى كنس كل العفن والعملاء والمرتزقة وتكوين حكومة وطنية تقود البلاد إلى بر الأمان وتحافظ على على وحدته وعزته.

  4. أخونجية مصر قد تكون لديهم مبادىء يرتكزون عليها, أما أخونجية السودان فألمعروف عنهم لا مبادىء لهم يستغلون الدين كتجارة الهدف منها فقط اشباع نزواتهم الخاصة و الفساد يجرى فى دماءهم بصورة مذهلة , المصريين لا يهمهم من هو فى السلطة فى السودان, طالما تقدم لهم ضماناتهم الامنية التى يطلوبونها و هذا ما فعله الكيزان معهم طوال ثلاثين عاما مع اهداءهم لهم جزء من الاراضى السودانية.

  5. المصريين بحبوا بلدهم عكس عنقالتناالمابفرقوا بين معارضة
    نظام ومعارضة وطن!
    المصريين وطنيين خلص!
    وعنقالتنانفاية من دول الجوار
    اومتجنسين متسكعين في عواصم الدنيا!وهمهم كلوارجعوا وزراءوحكام عبرسرقة الثورات

  6. عبارة المصريين بحبوا بلدهم دى خرافة بدليل ان حكوماتهم كلها دكتاتورية تحكمهم بالحديد والنار والتخويف لا بالحب والعواطف.

  7. مرتضى الغالى طلع كاتب يتصف بالبراءة. لا بد ان المصريين استمعوا لعباراته الاستجدائية البريئة وهم يضحكون فى دواخلهم. كيف له ان لايفهم ان ماينبه له المصريين ويعتبره سياسة خطأ يعتبرونه هم هدف سامى الا وهو الحفاظ على السودان موردا للمواد الخام والمياه. اى تنمية فى السودان ستأتى بنتائج عكسية. كذلك من مصلحتهم وقف تمدد الديمقراطية فى المنطقة لانها تهدد نظامهم الحاكم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..