مقالات وآراء

المشهد الحواري لم يبرح مكانه

محمد حسن شوربجي

 

افيقوا اهل السودان..
فألي متي اخوتي ستبقي قلوبنا مرتجفة وحياتنا مأساوية..
َوالي متي ستنزف قلوبنا دما وتعتصر أحاسيسنا ألما..
والي متي سنتخاطب فيما بيننا بطريقة لا أخلاقية..
والي متي ستصبح كل حواراتنا غبية..
ولماذا لا تطرح قضايانا بهدوء ودون تهويل وانفعال  وعصبية..
ولماذا نلبسها كل هذه السترات الغريبة ونغلفها بالدين والجهوية والعنصرية ..
فهذه الطريقة بلهاء وقد اضرت بحواراتنا وجعلتها انصرافية..
فالمشهد الحوارى فى اشد درجات الانحطاط والانحدارية..
وهذا جعل حياتنا وخيمة وبائسة ونمطية ..
فلقد عمت كل حياتنا البذاءات والشتائم والتخوين والاتهامات الشخصية..
وانتشر فاحش القول والتهديد بالسلاح والتجريد من الوطنية ..
ووحده هو ذلك الانقلاب المسؤول عن كل هذا الانفلات وقد قالوا عنه تصحيحية ..
ودمروا الاقتصاد فازداد الوضع ترديا وازدادت المعاناة وازداد الفقر بطريقة خيالية..
السنا اخوتي شركاء في الوطن ونعتز جميعا بهويتنا السودانية..
فلماذا وصف الشهداء بشذاذ آلافاق وبالصعلكة وبالخرشات وبعصاة السلطة الدموية ..
لقد أفقد هذا الاتهام القبيح الحوار الوطني كل حيويته..
فلابد من تنقية هذا الوطن من المزايدين والصائدين فى المياه العكرة وفاقدى المضمون والضمير والارزقية ..
فما يحدث هو استنساخ للفشل لا يقبله منطق ولا عقل ولا دين..

وهاهي جماعات الهبوط الناعم تكرر المشهد بتوقيع وثيقة دستورية عرجاء تعيد اللصوص للتمكين ..
فجميعهم تحت تأثير أوهام الحكم والسيادة وقد شربوا هذا الوهم حتي الثمالة..
فالسوق السياسية في بلادنا خطيرة وقد نشطت بتجار الدين والكثير من المنتفعين والارزقية والحثالة ..
فلا شغل لهم سوي نهب الوطن باسم الدين و“الوطنية” ..
فالي متي ستبقي منصاتنا مرتعا لتلكم الحناجر الكذابة والانفس الحقيرة..
فنحن خقا متأخرون جدا في حب الوطن ايها السادة..
فافيقوا اهل السودان ..

 

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..