الغزو الروسي لأوكرانيا أو سيادة قانون الغاب

منير التريكي
استمعت إلى خطاب بوتين قبيل غزوه لأوكرانيا. من التبريرات التي ساقها أيقنت انه قد اتخذ القرار بالفعل. وان روسيا قررت سلفا شن الحرب علي أوكرانيا ودخولها. بعض تبريرات روسيا تبدو منطقية. أوكرانيا الغنية مطمع أوروبا. الدولة التي انفصلت قبل سنوات عن المعسكر الشرقي السوفيتي واستقلت تعتبر منجما ضخما لأوروبا . أوكرانيا غنية بالموارد. وهي كنز معدني وزراعي وصناعي ثمين. روسيا منذ ما يقارب قرن ساعدت شعوب العالم. دعمت حركات تحرر في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
تنصلت الدول الأوربية من وعودها بمنح مستعمراتها استقلالها بشرط الدخول إلى جانبها في الحرب العالمية الثانية. مدها بالجنود ومساعدتها بالمؤمن والخبرات الجغرافية وغيرها. أوفت هذه الدول بما يليها من الإتفاق لكن الدول الأوربية نكصت عن وعدها. انتهت الحرب العالمي في 1945 وظلت كثير من الدول في أفريقيا وأسيا مستعمرات بريطانية وفرنسية وإيطالية واسبانية وبرتقالية.
السودان اول دولة تنال استقلالها في أفريقيا حدث ذلك في 1956 اي بعد أكثر من عشرة سنوات من انتهاء الحرب العالمية. استمر كفاح الشعوب لنيل الإستقلال. ساندت روسيا الشيوعية هذه الدول ومدتها بالخبرات والسلاح والتدريب والمساندة في المحافل الدولية . بعد الاستقلال واصلت روسيا بناء علاقات جيدة مع الحكومات الوطنيةَ. ساعدتها في بناء مشاريع للتنمية. مصنع كريمة لتعليب الفاكهة والخضر احد هذه المشاريع . ورثت روسيا الإتحاد السوفيتي. من تلك الورثة المخزون النووي الضخم في أوكرانيا. دول السوفيت المستقلة انضمت للاتحاد الأوربي. أوكرانيا لها وضع خاص وروسيا ترى أن أوربا تستغل ثروات أوكرانيا بخداع النخبة الأوكرانية بالنموذج الأوربي وبرشوة الحكام. على إيقاع صيحات الحرس السوفيتي القديم والحمية الروسية دخل الجنود الروس أوكرانيا. ربما يعجب الكثيرون بصورة بوتين القائد القوى الذي انتفض ووقف في وجه أمريكا وأرسل جيشه ليؤدب حليفتها أوروبا . في الجامعة مع دراسة القانون درسنا النظاميين الاقتصاديين الرأسمالي والإشتراكي. نظريا النظام الاشتراكي هو الأفضل. حيث يقوم على المساواة وقسمة الموارد على أفراد المجتمع ويعالج مشكلات الفقراء ويمنع إستغلال الأغنياء وغير ذلك من المزايا. لكن ما يبدو جميلا ومثاليا قد لا يكون عمليا. تساوي الناس كلهم في الأجر يثبط المبدع والمجتهد والطموح عن بذل المزيد من الجهد في وقت راحته من أجل تحقيق حلمه. لا أحد سيعمل بدون حافز. مثل النظام الإشتراكي تبدو صورة الرئيس بوتين. قائد قوي يشن حملة عسكرية لردع الجشع الرأسمالي وحماية الشقيقة أوكرانيا من ذئاب الغرب. ربنا يبدو ذلك منطقياً إلى حدما. لكن الحقيقة الصلبة هي أن أوكرانيا دولة مستقلة قائمة بذاتها. عضو في المجتمع الدولي. لها شعبها وسيادتها وحكومتها. إن استغل الغرب حداثة خبرة أوكرانيا يمكن لروسيا استعادت شقيقتها بالتعاون المنصف للطرفين. بالطيب من الأفعال والجميل من الأقوال والعزف على وتر الحنين والجوار المثمر . لكن المطالبة بحقوق تاريخية والتهديد بإستخدام القوة يجلب نتائج عكسية تماما. لنتمسك بسيادة القانون وندعم الديموقراطية الحقيقية. نرتضي النظام الحر على علاته ونطوره ليكون كما نحب. إذا سمحنا لبوتين أن يغزو أوكرانيا ولم نحرك ساكنا. فإننا نكون عمليا قد وافقنا على غزو أي دولة لأي دولة أقل منها عدة وعتاد .
لاحقا يضخ الإعلام التبريرات البراقة. هذا يعني أن نخسر الحرب ضد الديكتاتورية. يعني استبداد الفرد و سيادة قانون الغاب . حينها يمكن لأي مريض نفسي يصل لموقع متقدم في دولة ما أن يهدد جيرانه. أو الأسوأ أن يهدد كل العالم بأسلحة الدمار الشامل. والأخيرة أصبحت في حوزة العديد من الدول . مهما فعلتم لا تدعو العالم للعسكريين أو الآيدولجيين. وإن حدث تحالف بين الإثنين فإن أي تهاون أو تباطؤ يجعل العالم الذي نعرفه في خطر.
تحليل فطير جدا و متاثر بالدعاية الغربية بوتين يدافع عن امن بلاده من تمدد حلف الناتو ووصوله الى تخوم روسيا وهذا الحلف كان يجب ان يتم حله عقب انهيار الاتحاد السوفيتى فى 1991 لانه اساسا تم تاسيسه لمناهضة الاتحاد السوفيتى و الشيوعية و بوتين يشعر بالغضب لعدم التزام امريكا بتعهدها بعدم توسع حلف الناتو شرق ! و هنالك سؤال يجب ان تجاوبه بصراحة هل تقبل امريكا وجود قوات روسية نووية فى جارتها المكسيك تمت دعوتها بناء على طلب الحكومة الديمقراطية المنتخبة فى المكسيك ؟؟؟ ما لكم م كيف تحكمون !!