
خليل محمد سليمان
قلناها من قبل ان سلام جوبا سيحل بكارثة في دارفور قبل المركز، لأنه سلام محاصصة قبلية، لتقاسم النفوذ علي حساب كل اهل دارفور.
للأسف حتي هذه المحاصصة قبلية الشكل تحمل في باطنها تمكين عشائري عنصري بغيض.
قلناها من قبل ان لعب ايّ دور سياسي لمليشيا الجنجويد سيقود الي محرقة، واول من يكتوي بها هم انفسهم، وإن إحتفلوا بالنصر الزائف الذي يلبي طموحهم، وغرورهم الذي يستمد فكرة الإستيطان للقادمين الجدد من وراء الحدود.
اما فكي جبرين نجح بمعاونة مخابرات النظام البائد من البقاء علي الجبهة الثورية الميتة كجسم ساقوا به إتفاق جوبا للتأسيس لهذا الواقع المأزوم.
اما الجهلول مناوي يقوده الجهل الممزوج بالعنجهية العاطلة، والقبلية المقيتة، فلا يصلح ان يكون رجل دولة، لكنها اقدار السودان التي جعلت منه قائداً بأمر سدنة النظام البائد وفق حصص التفتيت، والتقسيم، الذي لازم كل حركات دارفور المسلحة، والتي اثبتت الايام ان جميعها لعبة في ايدي اجهزة امن النظام البائد، ومخابراته.
ما حدث بالامس في غرب دارفور هو نتاج طبيعي للصراع الوجودي المحموم الذي زادت ضراوته بعد سلام جوبا المبني علي التقاسم، و البلطجة، والدليل علي ذلك كل الفصائل الموقعة علي سلام جوبا بدأت تتسابق في التجنيد، وزيادة عدد قواتها برغم التمثيل السياسي في السلطة ” او قل إستلامهم السلطة بعد إنقلاب فكي جبرين” إنقلاب الموز، وطلاب الخلاوي، حتي اصبح الامر عادياً في الشارع لدرجة اصبحت الرتب علي قارعة الطريق.
الآن الجميع تحت مرمي النيران، يعني لا قبيلة يمكنها ان تصمد لوحدها، او جماعة تنفرد بالقرار، او الحكم، كما يحلم البعض الذين يقودهم الجهل، والغباء.
مهما زاد عدد التاتشرات، والمدافع، فلا يجلب سوي الموت للجميع.
غياب الدولة، في وجود مؤسسة عسكرية محترفة بعقيدة محترمة سيدفع ثمنه الجميع، حتي الذين يظنون ان امنهم تحققه التاتشرات، والتجييش القبلي، كم من جيوش نظامية قوية أُنشأت في كنف ديكتاتوريات، وشموليات، فكان الإنهيار حليفها.
فالمليشيات القبلية الي زوال مهما تعاظمت قوتها، وإتسعت رقعة نفوذها.
قلناها كثيراً ان الوضع في السودان الآن يحتاج الي رعاية دولية بالكامل، ولمصلحة الجميع، وإلا سيصبح السودان بوابة افريقيا الي الجحيم.
لماذا التدخل الدولي، وفرض الامن، وحل كل المليشيات لصالح جيش وطني موحد، لأنه اصبحت الثقة مفقودة في كل بندقية علي ارض السودان، فجميعها قبلي، او طائفي، تحمله اجندة ضيقة، و لا يُستثنى من ذلك بقايا الجيش الذي يقوده البرهان تركة المشروع الحماري الذي اوردنا موارد الهلاك.
كسررة..
هل تعلم يا مؤمن ان جيشك الوطني يؤدي فيه الضباط من رتبة عقيد فما دون التمام، والحضور يوماً واحداً في الشهر؟ .
هل تعلم يا مؤمن ان ميزانية سور القيادة تُخصم من حصص الضباط، ومرتباتهم، من رتبة المقدم فما دون، ويُباع له الوقود في السوق الاسود، والحركة الإسلامية تسيطر علي إستثمارات الجيش بعشرات المليارات دون ان يدخل منها دولاراً واحداً لمصلحة الجيش المختطف؟ .
كسرة، ونص..
الضباط “المعرضين” في الفارغة، ومقدودة سلموا لي علي الفريق محمد عثمان الحسين رئيس اركان جيشكم الذي يؤدي التحية الي جنجويدي لم يكمل تعليمه الإبتدائي.
كسرة وتلاتة ارباع..
إن سألت عن ما حدث بالامس في غرب دارفور فأسأل عن اين ذهب جيش السودان؟ .
