أخبار السياسة الدولية

هكذا تمكن الأوكرانيون من التنصت على اتصالات الروس

تعتبر روسيا واحدة من أكثر دول العالم تقدما بتقنيات التجسس والاتصالات العسكرية السرية عالية التقنية، لكن سمعتها تلقت ضربة كبيرة نتيجة الطريقة المتواضعة التي تعامل بها الجيش الروسي مع شبكة اتصالاته في أوكرانيا.

نشرت السلطات الأوكرانية خلال الأسابيع التي تلت الغزو، ما قالت إنها اتصالات روسية تم اعتراضها من ساحة المعركة.

تشعر أوكرانيا أن هناك فوائد ضخمة في نشر هذه الاتصالات، لأنها إما تكون محرجة لروسيا أو تتحدث عن مخالفات روسية، وربما حتى فظائع.

وسلط تقرير نشره موقع “الإذاعة الوطنية العامة” في الولايات المتحدة الضوء على الطريقة التي تمكن بها الأوكرانيون من مواجهة الروس في مجال الاتصالات.
كيف يعترض الأوكرانيون هذه الاتصالات؟

وفقا للتقرير فربما يحدث هذا بعدة طرق، لكن بشكل أساسي، يبدو أن بعض القوات الروسية كانت متساهلة للغاية في اتصالاتها.

ويضيف التقرير أن الكثير من الجنود الروس أحضروا هواتفهم المحمولة إلى أوكرانيا، وعندما اكتشف الأوكرانيون ذلك، قطعوا أرقام الهواتف الروسية عن الشبكة الأوكرانية، لذا توقفت الهواتف الروسية عن العمل.

بدأت القوات الروسية بعد ذلك في الاستيلاء على الهواتف المحمولة من المدنيين الأوكرانيين، وفقا لهيئة الاتصالات الخاصة وحماية المعلومات في أوكرانيا.

ودعت الوكالة الأوكرانية في بيان الشهر الماضي “المواطنين الذين سلبت هواتفهم المحمولة من قبل الروس للإبلاغ عن ذلك في أقرب وقت ممكن”.

وبالفعل امتثل المدنيون الأوكرانيون لهذا النداء ما سمح للحكومة الأوكرانية بمعرفة الهواتف التي سرقها الروس، وأصبحت بشكل فعال أجهزة تنصت للأوكرانيين.

يقول الخبير في مجال الأمن المعلوماتي ديمتري ألبيروفيتش إن هذه كانت إحدى الطرق التي استغلها الأوكرانيون في اعتراض الاتصالات الروسية، مضيفا أنه بالنهاية أعطى هذا ميزة كبيرة لأوكرانيا في مجال الاستخبارات.

وتابع ألبيروفيتش أن “المكالمات الهاتفية التي تم اعتراضها لا تقدر بثمن لأنها مكنت الأوكرانيين من التعرف على ما يفكر فيه الروس، وحالة معنوياتهم”.

يقول التقرير إن هذا الأمر “كان هذا لغزا حقيقيا، خاصة وأن الروس لديهم تاريخ طويل في امتلاك استخبارات واتصالات عسكرية قوية”.

امتلك الروس نظام اتصالات لاسلكي حديث وآمن للجيش، وكذلك كانت المخابرات الروسية نشطة للغاية في أوكرانيا منذ سنوات، لكنها أهدرت هذه المزايا، بحسب محللين عسكريين.

يقول المحللون إنه لسبب غير مفهوم، استخدمت روسيا اتصالات لاسلكية عادية وغير مشفرة في كثير من الحالات مما جعل من السهل نسبيا على الأوكرانيين وغيرهم اعتراضها.

كما أنه ليس من الواضح سبب عدم قيام روسيا ببساطة بقصف شبكات الاتصالات الأوكرانية وتدميرها.

يبين التقرير أن روسيا توقعت أن تتمكن من الاستيلاء على أوكرانيا بشكل سريع وسهل، لذلك كانت تريد الإبقاء على شبكات الهاتف والسكك الحديدية وشبكة الطاقة الكهربائية والبنية التحتية الأخرى حتى تتمكن القوات الروسية من استخدامها.

يتلقى الأوكرانيون مساعدة استخباراتية كبيرة من الولايات المتحدة ودول الناتو الأخرى، وفقًا لمسؤولين أميركيين.

يشير التقرير إلى أن الطائرات الأميركية لا تدخل المجال الجوي الأوكراني لكنها تحلق فوق سماء بولندا ورومانيا وأماكن أخرى في المنطقة.

يقول ألبيروفيتش “إنهم يجمعون اتصالات لاسلكية وأشكالا أخرى من المعلومات الاستخباراتية وينقلونها بعد ذلك إلى الأوكرانيين”.
الحرة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..