حمد الله ألف علي السلامة!!

بلاحدود

هنادي الصديق

خرجوا أبطال بعد أن فشلت السلطة الانقلابية في تلفيق التهم لادانتهم ، ولا تخجل في ذات الوقت من تبرئة الفلول الذين قتلوا ونهبوا ثروات البلاد وعاثوا فيها فساداً طوال فترة حكمهم البائسة.

ودالفكي وخالد سلك ووجدي صالح وبابكر فيصل وطه عثمان ورفقاهم جاؤا من رحم هذا الشعب وحملوا رايات النضال إلى أن بلغت الثورة مداها واقتعلت نظام المخلوع (حمرة عين) ، وبعد الثورة أعادوا الحقوق المسلوبة والمؤسسات المنهوبة من (الكيزان) وكان جزاءهم هو أن يغدر بهم شريكهم الذين رضوا به رغم يده الملطخة بالدماء.

ومن ما زاد (مغصتي) هناك من يشكك في هؤلاء الأبطال وينسج الاشاعات بأن خروجهم تم بناء على تسوية تنضج في سرية تامة ، ليعادوا عبر ما يسمى بالهبوط الناعم مجدداً الى السلطة ، ولكن محاولات تدخل النافذين الساعية لإعادة حبسهم ، أثبتت أنهم أشاوس رفضوا حتى اطلاق سراحهم بضمانة مالية تودع نقدياً.

ليتنا جميعاً نعي الدرس بأن قوتنا في وحدتنا وكل ما انشطرت القوى المناهضة للانقلاب أميبياً ستطيل من عمره ، وأن الشروط التي توضع للتحالف ينبغي أن تكون موضوعية لأن هذا ليس وقت للتلاوم وإنما للعمل المشترك لازاحة الانقلاب الجاثم على صدر البلاد.

تجربة قوى الحرية والتغيير في الحكم رغم عن قصورها في بعض الجوانب لكن نجح الاعلام (الكيزاني) في تضليل الرأي العام وصورها بالفشل ، وهي ذات الحكومة التي رفعت اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب ، والتي عقدت مؤتمرا في باريس لمناقشة الديون ، فهل هناك أدنى مقارنة بين ما قامت به ، وماقامت به حكومة الانقلاب التي جعلت للفشل اربعة أرجل وأعادت العزلة الدولية من جديد وأوردت الاقتصاد السوداني الذي بدأ يتعافى مورد الهلاك.

آن الآوان لقيام التحالف العريض الذي ينهي الحالة الانقلابية ويعيد البلاد للمسار الديمقراطي والحكم المدني ، ولم يتبق من ذلك كثيراً ، وإن اعادوا لـ(الكيزان) ما نهبوه فالمد الثوري القادم سينتصر ويعيد الأمور مجددا الى نصابها ، وأتفق تماما مع وجدي بأن (الكيزان) لن يعودوا لأنهم سقطوا وجدانيا في قلوب الشعب السوداني.

التحية لكل الذين أطلق سراحهم وعلينا أن لا ننسى فهناك ثوار ما زالوا رهن الاعتقال والتعذيب بعضهم متهم في قضية العميد المغدور ، يجب أن تستمر حملات المناهضة حتى خروج آخر معتقل من سجون الانقلاب .

الجريدة