مقالات وآراء

سودان  تحت رحمة المافيات

محمد حسن شوربجي

 

اليس عيبا ان نفشل كأمة في بناء دولة نتعايش فيها..
ولماذا كل هذا التشظي والعناد والوقوف امام عجلة الدوران..
ولماذا يبقي اقتصادنا مراوغا ومستعصيا منذ الاستقلال وحتي الآن ..
فلقد انقضي العمر ونحن نعاني الجوع والفاقة والمرض..

بينما استطاعت دول من حولنا هي اقل منا مواردا وفى فترات زمنية مماثلة أن تنطلق على طريق التنمية لتتحول إلى دول صاعدة ومتقدمة..
فما سبب عجزنا البين في أن نحقق ما حققته هذه الدول التى كان البعض منها متأخرا بالقياس إلى أوضاعنا منذ نصف قرن..
وما سبب فشل كل مشارعنا منذ الاستقلال

وحتي يومنا هذا؟
اهي تلك السياسات الاقتصادية العقيمة التي كانت في العهود الشمولية البغيضة..
ام هي اطماع الدول الاستعمارية فينا..
ام هي تلك الانقلابات العسكرية التي كانت تعصف بالاقتصاد وتمحو فى لحظات ما كان قبلها من سياسات اقتصادية..
ام هي سياسات اسلمة الاقتصاد الذي قادته الانقاذ ومثلت حمدي المشؤوم..
ام هو العناد وعدم استيعاب دروس التجارب التنموية الدولية التى حققت نجاحا ملحوظا فى بعض دول العالم وشرق آسيا بالخصوص والذين يطلق عليها النمور الآسيوية والتعلم منها والتى كان من عوامل نجاحها اتباع فلسفة فى التنمية تتعارض تعارضا قويا مع الفلسفة التى لا تزال انظمتنا المستبدة تتبعها بشعار رزق اليوم باليوم..
ام هي سياسة الاعتماد علي المافيات التي تنتشر في بلادنا وتبتلع كل مواردنا ..

فليتنا اخوتي اتبعنا سياسات دول النمور الآسيوية وطبقنا مبدأ الدولة التنموية التى تخطط للتنمية وتتحكم فى مسارات الأسواق وتشارك فى تنفيذ الخطط بما فى ذلك الاشتراك فى عمليات الاستثمار الإنتاجى لدفع عجلة التصنيع ولاقتحام الآفاق الجديدة للتكنولوجيا الحديثة..
وذلك ومن خلال القطاع العام منفردا أو من خلال مشاركات بين القطاع العام والقطاع الخاص..

ولكننا للاسف الشديد تخبطنا ووزعناها غنائما للمافيات..
مافيا تسيطر علي صفقات السلاح..
ومافيا تسيطر علي الوقود..
ومافيا تسيطر علي الوقود..
ومافيا تسيطر علي المحاصيل..
ومافيا تسيطر علي العملة..
فاورثونا الفقر والفشل..
ولا ادري لماذا تركت عجلة الاقتصاد بكلياتها لهذه المافيات وشركاتها..
فلقد حولتنا هذه المافيات الي مجتمع مرهون لعشوائية السوق ..
فكيف اخوتي الخلاص من هذه الآفات والمواجع الاقتصادية..
وكيف لنا اللحاق بركب الامم والتخلص من المقاعد الخلفية التي عمرنا فيها طويلا..

وان كنت حقا اري الخلاص الحقيقي في القضاء على عقدة الانهزام التي تلازمنا من قديم..
والقضاء على ارتال الفاشلين..
والقضاء علي كل الانتهازيين..
والقضاء علي كل المافيات
والقضاء علي كل المجرمين..
وان نرد اعتبار ذاتنا الهائمة في الطرقات والبعيدة كل البعد عن جادة الصواب..

 

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..