
محمد الربيع
لا يخدعنك من عدوٍ دمعه – وأرحم شبابك من عدوٍ تُرحمُ
لا يسلمُ الشرفُ الرفيع من الأذي – حتي يُراق علي جوانبه الدمُ
والظلمُ من شِيَمِ النفوس فإن تجِد – ذا عفةٍ فلِعلةٍ لا يظلِمُ
،،،، أبو الطيب المتنبيء ،،،،
✍️إن من أسوأ الكوارث الوطنية لأيّ أمة وشعب هي وأد الأحلام المنتظرة ودفن الآمال المرتجاة التي تمنح الأمة شعاعاً من الطاقة الإيجابية وضوءاً أخضراً في نهاية النفق بمستقبل زاهرٍ مأمول ثم فجأة تتحول الحلم إلي كابوس والأمل إلي بؤسٍ ومأساة والأدهي وأمر أن تكون كل هذا بأيدي بعض الخونة من أبناء الوطن الذين لا يحملون ذرة من الوطنية ولا لمحة من ضميرٍ حي أو أي قدرٍ من المسئولية الأخلاقية تجاه الوطن والشعب! إنما كل همهم هي السلطة لذاتها بلا فكرٍ ولا رؤية ولا خطة للنهضة أو البناء وجميعهم دميً وعملاء مرتبطون بالخارج مع دول وأجهزة عالمية لا تريد خيراً للوطن أو أزدهاره.
🔥المناضل الأفريقي الثوري الفذ توماس سانكارا الملقب ب(تشي جيفارا أفريقيا) والذي شغل منصب رئيس الجمهورية لبوركينا فاسو في الفترة من ٨٣ إلي ١٩٨٧ لقد كان شاباً ثورياً مثقفاً مستنيراً ممتلئاً بحب الوطن والعزيمة الجبارة لإنتشال بلدة فقاد إنقلاباً ناجحاً وهو ضابط برتبة رائد في الثالث والثلاثين من عمره، وما أن تسنم سدة الحكم حتي بدأ فوراً ثورة شاملة في البلاد (سياسية، تعليمية، زراعية، صحية، بيئية وكل مناحي الحياة) واظهر كاريزما وإرادة قوية في التغيير ، كان هدفه الرئيس يتمثل في القضاء علي الفساد وهيمنة القوة الإستعمارية وعملاءهم المحليين فقامت سياسته الخارجية علي مناهضة النفوذ الإمبريالي وإستقلال القرار البوركيني و”توطينه” مع تجنب المساعدات وسياسة (الشحدة) الذليلة! .
☀️داخلياً عمل علي تحقيق برامج طموحة في كل المجالات وركّز علي التغيير الإجتماعي والإعتماد علي الذات حيث بدأ أولاً بتغيير إسم الوطن من فولتا العليا إلي بوركينا فاسو والتي تعني (أرض الرجال النزهاء) ثم غيّر العلم الوطني وكتب النشيد الوطني بنفسه ، ثم أهتم بالتعليم وقاد حملة لمحو الأمية في جميع أنحاء البلاد ، وعمل علي محاربة الفقر ومنع المجاعة من خلال التركيز علي الزراعة وإصلاح الأراضي مع برنامج غرس عشر ملايين شجرة لإيقاف التصهر والزحف الصحراوي وهو الأول من نوعه في أفريقيا ! أما في مجال البني التحتية، فقام الرئيس الشاب بتشييد مئات الأميال من الطرق والسكك الحديدية لربط الريف بالمدن وإنهاء الفوارق مع إنشاء مئات القري مع مستوصف ومدرسة لكل قرية والإهتمام بحقوق المرأة ويُعَد الرئيس الأول في أفريقيا الذي منع رسمياً ختان الإناث وزواج القاصرات! وصحياً عمل علي تعزيز الصحة العامة بتطعيم 2,5 مليون طفل ضد أمراض الطفولة الستة! اما زراعياً فقد جعل من بوركينا فاسو أول دولة في تاريخ أفريقيا مكتفية ذاتياً مع فائض في الإنتاج !وألغي الضرائب لذوي الدخل المنخفض!! . وقضائياً، أنشأ محاكم ثورية لمحاكمة الفاسدين.
✍️كل هذه السياسات الخارجية والداخلية وخاصة الإعتماد علي الذات جعلت منه رمزاً لفقراء أفريقيا وملهماً للشباب وأملاً لليائسين ونبراساً للتائهين وهادياً لأجيالٍ قادمون ،،،، لكن هذه الإستقلالية لم تنل رضاء القوي الغربية التي تريد من أفريقيا فقط قارة سائبة للنهب وسوقاً للإستهلاك وليس مصدراً للإنتاج والتصدير ! وكذلك ضاق به ذرعاً زعماء القبائل “الإدارات الأهلية” الذين فقدوا إمتيازاتهم الموروثة “الفاسدة” كما أن الزعماء الأفارقة إرتعدوا في كراسيهم خوفاً من هذا الشاب العملي المستنير ومن إنتشار عدوي أفكاره الأصلاحية والثورية ! . فتحالفت ضده كل قوي الشر داخلياً وأفريقياً ودولياً للإطاحة به والقضاء عليه عن طريق صديقه “الخائن” بليز كومباوري والذي دبّر عملية إغتياله في الخامس عشر من أكتوبر عام ١٩٨٧ بينما كان خارجاً من أحد الإجتماعات بعد أربع سنوات فقط في الحكم وقتل شاباً في ٣٧ من عمره وقد تنبأ هو شخصياً بمقتله حين قال : مات جيفارا في ٣٩ وأنا سأموت قبل أن أصل ٣٩ سنة لكن افكار الثوار لن تموت !! . فمات “إلي حين” حلمٌ أفريقي موعود وإنطفأت شمعة أملٍ شبابيٍّ متوثب. فبكته أفريقيا وفقرائها ..
أيا كوكباً ما كان أقصر عمره – وكذا تكون كواكب الأسحارِ وهلالُ أيّامٍ مضي لم يستدر – بدراً ولم يُمهَل لوقتِ سِرارِ
أيّ حسرةٍ، أيّ ندمٍ وأيّ دموع !! .
أيّ إنتكاسةٍ للحلم وأيّ رجوع !! .
✍️أما الأنقلابي الخائن بليز كومباوري فدمر كل مشاريع القائد الثوري الملهم وأعاد تعيين الفاسدين في دولاب الدولة “الكيزان” وفرض الضرائب وأفقر الشعب حتي أطاحت به ثورة شعبية عارمة عام 2014 وهرب الجبان إلي كوت ديفوار وتم حكمه غيابياً بالسجن المؤبد ..
قبل الختام : هل تري يا صديقي تشابهاً بين سانكارا وحمدوك كما بين كومباوري والبرهان؟ علي الرغم من أن سانكارا كان رئيساً للجمهورية بكامل السلطات عكس حمدوك كرئيس للوزراء بسلطات محدودة! لكن العبرة في الأفكار وإرادة العمل والبناء الوطني.
كلامك صحيح ١٠٠٪ فحمدوك اول من اراده ان يذهب هم الدول المجاوره واولهم مصر وما ادراك ما دول الخليج وقطر والسعودية وروسيا ، كلها دول تريد ان ترى سودان فقير متخلف جاهل مريض حتى يسهل سرقة مواردك.
للاسف الشديد وجدت أيادى فاسدة وقلوب مربعين ابناء السودان فساعدوا هذه الدول على تدمير هذا الشعب العظم.
لو يعلم الظالمون الفاسدون ام فى نهضة السودان نهضه لجميع ابنائه لسعى مع الشعب لبناء السودان ولقالوا لا والف لا لهذه الدول الانتهازية.
يارب انو العقول والقلوب.
لعل الصبح يكون قريب. النصر للشعب السودانى البطل .
من السخف ان نقارب بين مناضل افريقى بقامه سانكارا
مع د.حمدوك او البرهان وربما بعد السكره فكره::::::::::::::::وذلك للاتى:
الكائن السودانى المتمظهر فى حمدوك او البرهان مختل التوازن الهوياتى من منظور الانحياز الاستعرابى مقابل الافريقانى وهنا تكمن جدليه الذات والهويه. سانكارا ظل مترفعا عن تضخيم الذات والفساد والمحسوبيه –فعاش بسيطا ولم يقرب اهله للحكم ولم يمارس النهج العثمانى فى تقريب الاقربين للحكم — الاخلاص والتجرد والاصلاح ومكافحه الفساد من الذات والاستشعار بمسئوليه بناء الوطن كانت سمه سينكارا ولم يكن محسوبيا ولا متضخما فى الصرف البذخى للدوله وكان لينا هينا مع الضعيف واسدا ضاريا مع الفاسد المفسد ——- هذا السودان الذى لم تؤسس فيه الدوله الحديثه وانما يدار بسلطه ادرايه مركزيه نخبويه صفويه شلليليه اسلاموعروبيه شكلت بنية الامتيازات المركزيه فشكلت الهامش والمركز واستصعدت الاستعراب وشكلت العنصريه ضد الافريقى ( وتم التوصيف التنميطى كما حدث للقمان وكذلك وصف حميدتى بالتشادى وكأنالتشاديه مسبه) تبلورت ازمته فى غياب القائد الكاريزمى الوطنى::::::::::::::::::::::::
قتل القائد الذى كان مناط به تاسيس الدوله السودانيه د. جون قرنق وفى ظنى قتله المركز الاستعرابى تعاونا مع المركزيه الغربيه —————–على الاستعرابيين السودانيين ان يحترمو احترام قاداتنا الاباء الافريقيين ولا يجرو مقارابات كهذه ففيها تبخيس للقاده العظماء ————————خليكم مع خالد سلك + انس عمر+ ود الفكى+ ناجى عبدالله + اقزام الشيوعيين+ وجدى صاموله + حميتى+ كباشى————————ومارسو الغوغائيه والفوضويه وتقاتلو حتى يقتلكم الله جميعا وياتى بمن هم خيرا لكم ————–اللهم اضرب الظالمين بالظالمين واخرجنا منهم سالميين
ياكنداكة خافى الله تجعلى البرهان وحمدوك فى ميزان واحد انت لست كنداكة باين عليك كوزة مندسة . اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
لا يوجد مثيل لسنكارا في كل افريقيا خصوصا من السودان و حمدوك انت به الامبريالية العالمية التي حاربها سنكارا بكل القوة و دفع ثمن ذلك حياته ،،،، عموما لا يوجد اساسا وجه للمقارنة بين اقزام السودان حمدوك البرهان و المناضل الافريقي الفذ سنكارا ،،،،
لا يوجد مثيل لسنكارا في كل افريقيا خصوصا من السودان و حمدوك انت به الامبريالية العالمية التي حاربها سنكارا بكل القوة و دفع ثمن ذلك حياته ،،،، عموما لا يوجد اساسا وجه للمقارنة بين اقزام السودان حمدوك البرهان و المناضل الافريقي الفذ سنكارا ،،!!!!!،،،،؛
مقال ثقافي جيد. نعم اخي محمد الربيع هناك خيط رفيع من الشبه بين الاثنين حاولت أن تجَمِل به حمدوك ولكن وجه الشبه الأساسي هو الجرأة في التطلع إلى الانعتاق من التبعية للدول الغربية. ويتعقد التشابه إذا ادخلنا في المشهد اوغسطو بينوشيه الذي جعلنا الإعلام الغربي في سبعينيات القرن الماضي نعرف عنه فقط جانب أنه كان حاكما ديكتاتوراً مستبدأ على شعبه في شيلي بأميركا الجنوبية وقد يكون كذلك، وتابعنا ببلاهة اخبار إعتقاله في لندن ومحاكماته العديدة في محاكم اسبانيا بجرائم الإبادة جرائم ضد الانسانية إضافة إلى جرائم فساد مالي ومخدرات إلخ في التسعينيات وتعاطفنا عن جهل ضده بشدة، ولكننا لم ندرك الاسباب الحقيقية لإستهدافه وإهانته والتنكيل به بتلك الطريقة وهي أنه تجرأ وقام بالفعل بإنشاء صناعات في بلده بدلاً من تصدير المواد الخام من شيلي إلى اميركا والغرب بل تجرأ وعصى الأوامر الصادرة إليه من واشنطون لخصصة كبرى الشركات في بلده ولكنه ابقاها في يد الحكومة التشيلية وثالثة الأثافي قام بفرض قيود على حرية التدفقات النقدية من وإلى بلده شيلي ، وبالتالي جرّت عليه وطنيته وجرأته في العصيان غضب اميركا والغرب والتنكيل به.