مقالات سياسية

*الإنقلابيون يكابرون نفاقًا!!!*

دنيا دبنقا*
نور الدين بريمة

مضى شهر رمضان سريعًا، نسأله تعالى بحمده ومغفرته أن يتقبّل صيامنا وقيامنا، ويلهمنا الصبر وحسن العزاء فيمن إفتقدناهم، ظلمًا وبهتانًا، وأن يعيد علينا العيد القادم وبلادنا تسمو إلى مصاف الحرية والسلام والعدالة، وكل سنة والوطن ينعم بالحب والخير، وكل سنة وانتو طيبين، والعيد مبارك عليكم طيبين طيبين.

الوطن الذي لم يزل تئن أوصاله المثخنة بالجراح والآلام، شرقًا وغربًا ثم جنوبًا وشمالاً، ولم يسلم وسطه كذلك، تؤكده تلك الأنفس البريئة التي راحت ظلمًا، والضحايا في كل ربوع السودان (كرينك

والخرطوم) نموذجًا، نسأل الله لها الرحمة والمغفرة والعتق من النار، وأن يقتص للضحايا من كل ظالم جبار.

مضت تلك الأنفس، المتوضئة بحب الوطن إلى بارئها، بمؤامرة من سلطة الإنقلاب التي تستخدم آلتها في التقتيل والتنكيل، نسأل الذي فلق الحَبّ من النوى، أن يرينا فيهم يومًا أسودًا، لا يغادر فيهم مُخططاً ولا مُنفذًا ولا مُعينًا!!، وأن يجنّبنا الفتن، ويديم علينا حُب الوطن، ويلهم سعينا إلى الإستقرار والتنمية والرفاه.

وكتابنا للإنقلابيين أن حُب الوطن لا يتأتى بالمكابرة والتضليل وعدم الإعتراف، بل يكون بالتوبة والإعتراف الحقيقي بجريمة الإنقلاب، ومواجهة أنفسكم الأمّارة بالسوء والداعمه له، ظنًا منكم- وإن بعض الظن إثم- بأنكم تصححون المسار، وبالطبع أنتم للشعب تكذبون وتكابرون!!، ولأنفسكم تخادعون!! لأن القاصي والداني، يدرك ويتيقّن أنكم إنقلابيون، تتقيؤون ظلمًا وإثمًا وبهتانًا مبينًا، وأن إنقلابكم كان مع سبق الإصرار والترصّد وأنه مكتمل الأركان.

لأن مسار التصحيح الذي إدعيتموه بريئٌ منكم براءة الذئب من دم يوسف ابن يعقوب، فبالله عليكم .. هل التصحيح يكون بالتقتيل والتشريد والتدمير والتخريب، وإعادة الفاسدين والعنصريين إلى مواقع إتخاذ القرار؟، بالطبع لا وألف لا!!.

ولكنّا نبشركم أيها الفاسدين بأن عودتكم الزائفة لن تدوم طويلاً، وفجر الخلاص منكم قد دنا وإقتلاعكم قد قرب، سيما وأن الناظر إلى حال البلد الآن، لا يجد غير ذلك، بعد أن أوصلتم حاله إلى ما هو عليه، أقل ما يوصف به هو الفشل.

بعد التشظي والتنمر، وطفقان رائحة العنصرية، والعودة بنا إلى عهد الجاهلية الأولى، من نفر- يُعتقد- أنهم قادة رأي، ينبغي لهم دفع البلاد إلى التوحّد وحُب الوطن، بل ويُنتظر منهم الجمع بين أبنائه، لا التفريق وإيقاذ الفتنة بينهم.

والغريب في الأمر، ظهور بعض الأقلام الصفراء المأجورة، التي تبرّر وتنفي الحديث العنصري، علمًا بأن التسجيل كان واضحًا وضوح الشمس في كبد السماء، وبثته مؤسسات يديرونها هم، بعد أن أبعدوا المخلصين ودعاة الحق والفضيلة منها.

ودعوتنا إلى الإنقلابيين وأتباعهم من العنصريين وكل من لف لفهم، أنكم لا محالة خاسرون!! وإلى مزابل التاريخ ذاهبون!!، وإلى العدالة  منقادون!!.

لذلك دعوا الوطن وشأنه، وأتركوه يرفل في ثيابه التوافقية بالحق الوطني، لا بالضلال، لأنه ليس بين الحق والضلال أي أمور متشابهات، مثلما أن بيان الحق وتحقيقه ليس بعيد المنال.

ولا ترهبوا آذاننا بفزّاعة الخلاف، وأنها ستوردنا موارد الهلاك، فالخلاف سنة كونية وأمر طبيعي، ومن حق الشعب ألا يتوافق مع الإنقلابيين والفاسدين، لأنهم كافرون بقيم الحرية والديمقراطية والبناء، ولا يؤمنون بها، مثلما دمّروا البلاد وما زالوا يسعون إلى ذلك سبيلاً.

ونقول لهم ولزمرتهم إن شمس الثورة والنضال ما زالت ساطعة، وستظل كذلك حتى تتحقق الأهداف، فإن أردتم حقًا خيرًا للبلاد، وحقنًا للدماء، فما عليكم إلا الإعتراف

بسوءاتكم والهبوط من قطار السياسة، وإبعاد الجيش والمؤسسات الأمنية عنها، ثم الإلتزام بالحياد التام.

والقيام بواجبكم في حفظ الوطن، وإلا فطوفان الثوار آتيكم لا مردّ له، وحينها فحال لسانكم يقول: يا ليتنا ما قمنا بهذا!!، ويا ليتنا ما أطعنا سادتنا وكبرائنا الذين أضلونا السبيلا !! ساداتكم وكبرائكم من الشموليين وأشباه المتأسلمين، الذين لن يعصمونكم من سيل العقاب!!.

وما تشهده البلاد الآن ما هي إلا تجليات لما ذهبنا إليه، ولبعدكم عن واجبكم المقدس تجاه الوطن الذي أقسمتم بحمايته، وتعمّدتم النكوص عن القسم وممارسة السياسة والولوغ فيها، ولعمري إنها المخاطر والأزمات ذاتها، وما حالة التجاذب والتنافر إلا أحد تجلياتها، أقررتموه في خطاباتكم، بسبب إصراركم على إدارة البلاد عُنوة وإقتدارًا، وإعادة الفاسدين بعد أن لفظهم الشارع وإقتلعهم من سدة الحكم.

فخطابات المُكابرة هذه لن تجديكم نفعًا بل ستؤدي إلى المزيد من التشظي

والإنقسام، وربما تدفع الآخرين إلى تغيير أدواتهم في النضال، وتحويل السلمية إلى اللاسلمية، ولكم أن تتخيلوا حينها ما الذي يمكن أن يحدث، وأي مُنقلب ستنقلبون.

ونقول لكم ولمن شايعكم، دعوا المكابرة والتضليل، واصطفوا في صف الحق والفضيلة، لأنه لا تفاوض ولا شرعية ولا حوار، مع الذين أفسدوا العباد والبلاد، فالثورة مستمرة والردة مستحيلة، وكل سنة والوطن بخير.

 

[email protected]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..