مقالات وآراء

سكة ضياع ..

حتى لا … ننسى
منى الفاضل

شاهدنا خلال شهر رمضان الذى عدى قبل أيام قليلة أعاده الله علينا جميعا ونرفل فى نٍعم وهدوء وسلام علينا وعلى وطننا الحبيب ، بمسلسل ( سكة ضياع) المسلسل من قصة وسيناريو وحوار المخرج / هيثم الأمين ، وبطولة لعدد كبيير من الممثلين السودانيين وعلى رأسهم الفنان المتجدد احمد الجقر غناءا وتمثيلا ونخبة فنية كريمة ممتازة ، قامت بعمل واحد وثلاثون حلقة لهذا العمل الدرامى ، الذى أحسبه حسب قرأتى للظروف التى تمر بها بلادنا الكريمة والأوضاع فى كل جانب من حياتنا ، أنها إنجاز وإنجاز عظيم إستطاع أن يحكى واقعنا اليوم بكل شفافية لم تكون مسبوقة قبل الآن فى معالجة قضايانا ، حتى على الإطار الخاص تُعتبر بعضها من المسكوت عنه .

دارت احدث المسلسل حول عدة قضايا شائكة تخص مجتمعنا إن لم تكون للجميع بشكل مباشر ، على أقل تقدير فالشكل الغير مباشر ، فنجدها حكت واقعا معاشا ومًلحا ينقر فى ناقوس الخطر بأن هناك امرا ما يجب أن يقف حياله الجميع وبوعى كامل لكى تُعالج هذه القضايا بطرق صحيحة وسليمة وأول طرق العلاج فى كل شئ تتمثل فى المواجهة والشفافية .

كانت الموضوعات تتلخص فى ، المتشردين بمختلف ظروفهم إن كانوا نتيجة غلطات بعض الأمهات والآباء او من فرضت عليهم ظروفهم الأسرية ان يصبحون فى الشارع بلا مأوى ، ثم بعض المشكلات المُعاشة يوميا والتى هى عبارة عن إفرازات نتيجة لهذا التشرد ، حيث أصبحت تنتج مشاكل من جراء تواجدهم دون مأوى او أولي أمر لهم ، من إستغلال أضعاف النفوس لهم فى انفسهم او بإستعمالهم فى جرائم عدة ، سرقة ، قتل ، نهب ، زعزعة امن (مثلهم كمثل تسعة طويلة) ، مخدرات ، سلوكيات متعددة لطرق ملتوية ، جُل أسبابها قلة السند والهوية لهؤلاء وفقدهم العناية والرعاية والكفيل وجو الأسرة الطبيعى الذى يقف خلف كل شخص ليقويه ويصبح إنسانا طبيعيا يستطيع مواجهة الحياة وتقلباتها .

كل تلك القضايا الإجرامية كانت خلف ستار لأشخاص أصحاب نفوذ مظهرهم الخارجى يعكس القوة والسطوة والمال والنفوذ فى كل مفاصل الدولة وذلك مظهرهم الخارجى المحترم للجميع، بينما حقيقتهم الداخلية تُنبئ عن حقيقة أشخاص سيئين جدا ، لديهم بعض العًقد والترسبات جعلت منهم حاقدين على الناس والمجتمع ، لم يستطيعوا مقاومة ضعفهم ، يوى ان يكون شرسين ظالمين لبقية أفراد المجتمع ، لا يتراءى لهم وبشكل جيد غير ان يصبحون الضرر الحقيقى لفك رباط هذا المجتمع الضيق الواسع معا فركزوا فى أن يزيد كسبهم ومالهم عبر هؤلاء المستضعفين .

مثل الأشخاص الذين لعبوا هذه الأدوار ، بصورة درامية مختلفة فى تمثيلهم إن كان كوميدى فى كثير من المواقف ،قاسي وجميل وعطوف ، إنسانى و آخر ، خلق صورة كاملة لإخفاقات كثيرة جدا من مواطنين وعادات وسلبيات وغياب فى أحيان كثيرة للجهات الرسمية فيها ، مما جعل لهذه الفئة المجتمعية تخلق أضرارا مجتمعية وضحايا فى آن واحد .

المجتمع مهما كان نوعه ، فقره وغناه ، تطوره وتخلفه ، دينه وعدمه ، كل المجتمعات لا تُعالج مشاكلها إلا برؤية متكاملة يصممون عليها الجميع مجتمع وحكومة على ان تُعالج لتكتمل جوانبه بشكل مؤسس راكز قوى ، ليتواجد فيه أشخاصا وأقوام صالحين ليستطيعوا بناء دولة قوية صالحة للعيش البشرى .

نقول لأسرة المسلسل وللدراميين وكل من ساهم فى إنجاحه (برافو) ومطلوب من كل الجهات بمختلف تخصصاتها ساهموا فى بناء السودان ومجتمعه وحل مشاكله بصورة جادة مثل
(سكة ضياع).
ودمتم …

[email protected]

تعليق واحد

  1. اصبتي كبد الحقيقة مسلسل في قمة الروعة وتطرق بوضوح لجذور كثير من المشكلات السكوت عنها في المجتمع ربنا يصلح حال البلد ويستر الجميع

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..