الصّراخ ما بحلّكم!!!

دنيا دبنقا
نور الدين بريمة
أستلف اليوم مقولة الفيلسوف، جان جاك روسو، لأجعلها مفتتحًا لدبنقتي المتواضعة هذه، حيث قال: (حين أري الظلم في هذا العالم.. أسلّي نفسي دومًا بالتفكير في أن هناك جهنم تنتظر هولاء الظالمين).
ثم أبتدر كتابي بقصة شعبية، تعبّر عن زكاء ودهاء الثعلب (أبو حليمة)، في مقابل عبط وغباء المرفعين، الذي لا يحسن التصرف عند الأزمات، والحكاية تقول: (إن مرفعينًا قام بسرقة تيس من إحدى القرى، وقام بقضمه والإنقضاض عليه، ثم ولّى هاربًا، ولكن لسوء حظه، ففي طريق هروبه، غطست أرجله في طين لازب، لم تمكنه من مواصلة الهرب.
وبينما هو في هذه الحال، فإذا بأبي حليمة الداهية يمر بعيدًا، ليبادر مناديًا المرفعين ومستنجدًا بأعلى صوته: تعال يا أبو حليمة أخوي أنقذني من الورطة الأنا فيها دي، فأومأ أبو حليمة بالرفض، وردّ قائلاً: إنت الورطة شفتها وين؟، خلي الطين دا ينشف، وناس التيس يجوك شايلين حرابهم، بعد داك تشوف الورطة الحقيقية).
فحكاية المرفعين هذه أوقفتني ثم ذكرتني بحال الإنقلابيين اليوم، وهم يصرخون بأعلى أصواتهم، بيد أن عزتهم بالإثم لم تجعلهم يتواضعون للشعب ويطلبوا منه الإنقاذ، مما هم عليه من حال، ولم يتبق منهم إلا قول (الروووب).
بدأت الجماعة الإنقلابية تتسابق المجالس وتتبارى في إطلاق ألسنتها لريح وسائل الإعلام، بالصراخ والعويل، حيث قال البرهان في كلمته بمناسبة عيد الفطر: (خُطانا تعثرت، وأحلامنا تبعثرت، وصفوفنا تباعدت)، ثم إعترف بالإنعكاسات السالبة التي ترتبت على البلاد بعد إنقلابه في الخامس والعشرين من إكتوبر للعام ٢٠٢١م، سياسيًا وإجتماعيًا وأمنيًا؛ ممـا عرّض مستقبلها للمخاطر.
أما عضو المجلس الإنقلابي، ورئيس الجبهة الثورية، د. الهادي إدريس، أقرّ في تصريحات لقناة (سكاي نيوز عربية): إن إستيلاء الجيش على السلطة فى ٢٥ إكتوبر، وفّر كل أركان الدولة الفاشلة؛ وقوّض كل مكتسبات الثورة، خاصة تدفق العون الأجنبي، ومسيرة إعفاء الديون؛ وإزالة إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وطفق الهادي يعدد في المطالب: بضرورة مراجعة كل القرارات والإجراءات التى إتخذت بعد ٢٥ إكتوبر، بما فيها أحكام المحاكم، والتي أعادت إلى الخدمة، موظفين من منسوبي النظام البائد، وشدد إدريس على أن عودة المؤتمر الوطني فيها خطر كبير على الوطن، ومهدّد للأمن القومي، لما إرتكبوه من جرائم وإنتهاكات في حق الوطن.
وعبرً الهادي عن خشيته في أن تؤدي عودة منسوبي المؤتمر الوطني المحلول، إلى شَرذمة وتقسيم الشمال، بفعل مشروعهم الأيديولوجي، مثلما فصلوا الجنوب في العام ٢٠١١م، وأشار إلى أن غياب هيبة الدولة، وعجزها عن وقف نزيف الدم في دارفور، هو السبب وراء الأحداث التي يشهدها الإقليم، والتي أدت الأسبوع الماضي إلى مقتل أكثر من ٢٠٠ شخص، بل طالب بالقوات الدولية.
وفي الأسبوع الماضي أقر حاكم إقليم دارفور، الإنقلابي مني أركو مناوي، بأنه لا يملك حق السيادة على الجيش والقوات النظامية في دارفور ليوجههم في حسم التفلتات الأمنية، أي أنه (يحمل حبالاً بلا بقر)، على حد تعبير المثل الدارفور، أي أنه حاكم بلا سلطة، وهي ما تذكرنا بأيامه عندما كان كبيييرًا لمساعدي الملك المفدى المعز بدين الله البشيري المعزول، وقال حينها بأنه (مساعد حَلة)، وللذين لا يعرفون فمساعد الحلة هو الشاب العامل في العربة الكبيرة، يقوم بتنظيفها ورعايتها وحراستها، وعليه القيام بعملية الطبخ، يعني (يظبط الحلة)، إلى أن يصبح مساعد كبير، يمكن له قيادة العربة، حتى يصبح سائقًا مستقلاً.
فالظالمون عندما يطالبهم الشعب بالكفّ عن الإنقلاب، والعودة بالوطن إلى وضعه الدستوري، لم يهتموا أو يعيروا ذلك أدنى تقدير، بل تأخذهم العزّة بالإثم، ويناجون أنفسهم ليلاً، طالما بيدنا السلاح نفعل ما نريد وما علينا (الكلب بنبح والجمل ماشي)، تأكيدًا للمثل الدارفوري.
ونسوا أنه ليس بكلب نابح ولا جمل ماشي، بل هو شعب آمن بقضيته وزادها نضالاً، وفي سبيلها فقد الروح، وما زال يفقد، إلا أن الإنقلابيين لم يعترفوا بفعلهم، بل عززوه بإقالة وتعيين، وإطلاق صراح الفاسدين، الذين أعادوا إليهم أموال الشعب التي نهبوها من قبل، وأزكموا أنوفنا بنفي فعلهم الإنقلابي، واستعاروها بكلمة إجراءات تصحيحية، التي غالبًا ما تسمعها حياءًا وخجلاً، كلما حركت مؤشر الراديو يمنة ويسرى.
فالظالم على حد قول الفقيه المصري، محمد متولي الشعراوي: (حين يظلم لا يأخذ حق غيره فقط، بل يُغري غيره من الأقوياء على أخذ حقوق الضعفاء وظلمهم، وإذا إنتشر الظلم في مجتمع ما، تأتي معه البطالة، وتتعطّل حركة الحياة كلها)، وهذا ما يعيشه السودانيون بالضبط.
لذلك فإن أصحاب الضمائر وقوى الثورة الحيّة، ترفض الظلم وتعاهد الله أنها على هدى الشهداء تسير، وتؤكد تماسكها بل وتمسكها المطلق، بعدم التفاوض مع الإنقلابيين الظالمين، الذين أخذوا حق غيرهم وأغروا الآخرين في الفساد والإفساد، وعليه فإن الثوار مستمرون في خطاهم الثورية، حتى إسقاط الإنقلاب، وذهاب العسكر إلى الثكنات، وحل مليشيا الدعم السريع، وكل حامل للسلاح خارج إطار الدولة، حتى تتحقق العدالة، وتتم محاسبة الظالمين.
فحديث البرهان والهادي وحميدتي وكل من سار على دربهم، من دعاة الشمولية والدكتاتورية، هو حديث العاجزين الفاشلين والغير صادقين، وإن لم يكونوا كذلك لإبتعدوا عن تشبثهم بالسلطة، وقاموا بتسليمها لمن هم أهلاً لذلك، لأنهم ليسوا أوصياء على الوطن، بل هم أحد مكوناته، والسلطة سلطة شعب، ولكن الثورة تعدهم كما وعد الثعلب غريمه المرفعين، إنتو الورطة شفتوها وين؟، تشوفوها لمن الثورة تنجح، والطوفان الشعبي يحيط بالقصر، والجماعة القالهم حميدتي (بسنّو في السكاكين)، يصفّدوكم بالأغلال، ويقودوكم للعدالة، وما تخافوا ما في ضبح، لأنو شعار الثورة حرية سلام وعدالة.
وهذا الشعار هو هدى الثورة، ولكأني هنا مستأنسًا بالمثل الروسي القائل: (برفقة العدالة تجتاز العالم، وبرفقة الظلم لا تعبُر عتبة بيتك)، وها هم الآن لا يستطيعون عبور عتبة إنقلابهم، والبلاد تواجه غيابًا لسلطان الدولة وعدالتها، بسبب الأزمة الدستورية، التي دخلتها البلاد بسبب الإنقلاب، مما شكلت مأزقًا صعبًا، في ظل تزايد الغضب الشعبي الداخلي، والضغط الدولي المتزايد، ونذكر الجميع بكتاب الأديب المصري، نجيب محفوظ، وهو يقول: (إن فساد العلماء من الغفلة، أما فساد الأمراء من الظلم، وفساد الفقراء من النفاق).
والساقية لسه مدوره… اخشى ان تكونوا قد ابتلعتم الطعم فتذدادوا انتم في تشددكم ويستمروا هم في فرض سيطرتهم على البلاد.
يا اخوانا يا هووووووووووه انتو مشكلتكم مع حرفي الزاء والذال شنو….انت بتكتب فتزدادوا بحرف الذال هكذا (فتذدادوا) وكاتب المقال يكتب زكاء ودهاء الثعلب بالزين بدل الذال (ذكاء وليس زكاء) مع انو مقال كويس…. الرجاء من الاخوة الكتاب والمعلقين ان ينتبهو لهذه الاخطاء
يا اخوانا يا هووووووووووه انتو مشكلتكم مع حرفي الزين والذال شنو….انت بتكتب فتزدادوا بحرف الذال هكذا (فتذدادوا) وكاتب المقال يكتب زكاء ودهاء الثعلب بالزين بدل الذال (ذكاء وليس زكاء) مع انو مقال كويس…. الرجاء من الاخوة الكتاب والمعلقين ان ينتبهو لهذه الاخطاء