لعبة مكشوفة .. الحركة الإسلامية وخاصية البيات الصيفي (1-3)

بيتر نقور رانق أشيرين
مقدمة: (من حسن البنا إلى حسن الترابي)
الأخوان المسلمين في السودان هم جماعة إسلامية سودانية ( الإسلام السياسي ) تأسست في السودان في اربعينيات القرن العشرين، و تعد إمتداداً لجماعة الأخوان المسلمين التي أسسها الشيخ حسن البنا في مصر، و استقلت عن هذه الجماعة الأم عدة تنظيمات، أبرزها الجبهة الإسلامية القومية بقيادة د. حسن الترابي.
أدت الزيارة التي قام بها وفد الأخوان المسلمين من مصر الى السودان بقيادة جمال الدين السنهوري في إبريل ١٩٤٩، أدت لظهور أول فرع للإخوان في السودان، و انتشرت فكرة الأخوان خلال دراسة الطلاب السودانيين في مصر، حيث تعرف الكثير منهم على أيديولوجيا الأخوان وتم نقلها إلى السودان.
عمل هذا الوفد على توحيد مجموعات الأخوان المسلمين المختلفة في منظمة واحدة، و أقامت جماعة الأخوان مؤتمرها لأول مرة في السودان عام ١٩٥٤م من مختلف مجموعات ممثلة للإخوان في السودان.
الجدير بالذكر، لم يكن الجنوبيون جزء من هذا التطور الإخواني السياسي في السودان بصورة ملحوظة، وخاض الأخوان المسلمين في السودان بقيادة د. حسن الترابي عدة صراعات محليا، اقليميا، و دوليا. وأدت تلك الصراعات الى تغيير إسم الحركة من مرحلة إلى مرحلة، فمن الأخوان المسلمين إلى جبهة الميثاق الإسلامي، الي الجبهة القومية الإسلامية، إلى جبهة الإنقاذ ( التي استولت على السلطة في السودان في ٣٠ يونيو ١٩٨٩) و اخيرا إلى المؤتمر الوطني- والشعبي بعد الانشقاق الشهير.
الغدر بالنميري:
بعد فشل المحاولة الانقلابية ضد نميري عام ١٩٧٦ المعروفة بحرب المرتزقة المدعوم من الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، شرع الاخير في حل الأحزاب السياسية، وتلته المصالحة عام ١٩٧٩ حتى حل د. حسن الترابي حزبه المسمى ب جبهة الميثاق الإسلامي، واندمج حسن الترابي وحزبه مع محمد جعفر النميري في إدارة دولاب الدولة.
وفي سابقة غير مألوفة استطاعت الحركة الإسلامية إقناع جعفر نميري للخروج من التوجه اليساري إلى التوجه اليميني الاسلامي، بل وجعلوه إماما على عموم المسلمين في السودان، وذلك حتى يسهل أكله.
اقتنع الرئيس جعفر نميري بالفكرة فصدق نفسه إماما، وطبق الشريعة الإسلامية في البلاد وقطع الأيادي والأرجل، وهو لا يعلم أن المحطة الثانية هي الإطاحة به، فانتفض الشعب ضد قوانين الشريعة في ٢٦ إبريل ١٩٨٥م واطاحوا به.
ما يستفاد من هذا الدرس هو أن الحركة الإسلامية عندما تكون في أضعف حالاتها تتخبا، و تستخدم آيات الوهن و الضعف و فقه الضرورة على شاكلة ( تعاونوا على البر و التقوى، ولا تعاونوا على الإثم و العدوان ) و ( إنك لن تهدي من حببت و لكن الله يهدي من يشاء ) هذه الآيات يستخدمونها عندما يكونوا في أضعف الحالات، حتى يتأقلموا و الوضع القائم، ومن أجل أن يتمكنوا من جمع المال الممكن لاستعادة مجدهم، و عندما يتجلى المجد يأتون بآيات أخري آيات القوة و المتانة ( أعدوا لهم ما استطعتم من الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم….) هذه هي شيمتهم وخمائلهم.
فعلى المناضلين الاحرار الذين خاضوا معهم حرب ضروس ألا يناموا وان يعلموا أن المخاطر ما زالت تحيط بهم من كل جهة، و يعلموا أيضا أن هؤلاء لم يستسلموا بعد وإنما تمسكنوا حتى يتمكنوا على طابع قولهم الشهير.
أوردت الآية الأخيرة في المقال ناقصة.
قلت لي بيات صيفي بلعبوا بالقرآن مرة يطلعوا آيات مسكنة ودهنسة ولما يتمكنوا يطلعوا ايات القوة ورباط الخيل؟! اتاريكم كاشفين دورهم عشان كده قنعتوا من خيرا فيها!!
ههههه.. يعني الجنوبيين هربوا لانو عارفين لا فكاك من الكيزان.. بس انا اؤمن بمقولة قوة عدوك من ضعفك يعني لو لم تكونوا ضعفاء وقليلي خبرة وحنكة لما استطاع الكيزان تصدر المشهد حتى بعد الثورة عليهم.