هجوم إلعاد: قوات الأمن الإسرائيلية تطارد فلسطينيين من جنين يشتبه بتنفيذهما الهجوم

تنفذ قوات الأمن الإسرائيلية عمليات مطاردة بحثاً عن فلسطينيين يشتبه بقتلهما ثلاثة إسرائليين باستخدام بلطة وسكين في هجوم بوسط إسرائيل.
وقع الهجوم في مدينة إلعاد التي تقطنها غالبية من اليهود الأرثوذوكس مساء الخميس. وأسفر الهجوم أيضاً عن جرح سبعة أشخاص آخرين، اثنان منهم في حالة الخطر.
وهذا الهجوم هو الأحدث في سلسلة من الهجمات الدموية داخل إسرائيل التي نفذها فلسطينيون أو مواطنون عرب في إسرائيل منذ أواخر مارس/ آذار الماضي.
وشنت إسرائيل عمليات اقتحام لمناطق داخل الضفة الغربية المحتلة رداً على تلك الهجمات.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إن الفلسطينيين اللذين نفذا هجوم إلعاد جاءا من منطقة جنين شمالي الضفة الغربية.
وكانت المعابر المؤدية إلى إسرائيل من الضفة الغربية قد أغلقت منذ الثلاثاء الماضي كإجراء احترازي أمني بينما تحتفل إسرائيل بالذكرى السنوية لتأسيسها الذي تطلق عليه يوم الاستقلال في هذا الأسبوع.
واستهدف المهاجمان حديقة عامة في إلعاد حيث تجمعت العائلات للاحتفال بعيد الاستقلال، بالإضافة إلى المارة من المواطنين في أحد الشوارع الرئيسية.
ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن شاهد عيان يدعى مردخاي شاشمون قوله: “كنا داخل الكنيس عندما صاح الحارس: إرهابي! إرهابي!”.
وأضاف الشاهد: “خرجنا من الكنيس وشاهدنا (أحد المهاجمين) يركض في الطريق ويضرب أي شخص يصادفه ببلطة في رأسه. وكان كلاهما (المهاجمان) يهتفان الله أكبر”.
وأسفر الهجوم عن مقتل رجل يبلغ من العمر 35 عاماً ورجلين في عمر 40 عاماً. اثنان منهم كانا أبوين لخمسة أطفال والثالث كان أباً لستة أطفال.
وتشير الأنباء إلى أن المهاجمين لاذا بالفرار من مكان الحادث في سيارة. وقد أقامت الشرطة الإسرائيلية الحواجز على الطرقات ونشرت مروحية بهدف البحث عن المشتبه بهما.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إن المهاجمين سيتم إلقاء القبض عليهما و “سيدفعان الثمن”.
وقد أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس “قتل المدنيين الإسرائيليين” في إلعاد، لكنه حذر من “استغلال” هذا الحادث لمهاجمة الفلسطينيين، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
في هذه الأثناء، أشادت حركة حماس الفلسطينية، التي تسيطر على قطاع غزة، بالهجوم الذي وصفته بـ “العملية البطولية”. وقالت إنه يأتي كرد على الإجراءات الإسرائيلية في المسجد الأقصى في القدس، الذي كان مسرحاً لاشتباكات متكررة بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية.
ووصف الناطق باسم حماس عبد اللطيف القانوع هجوم إلعاد بالعملية البطولية والنوعية. وقال إنها شكلت “ضربة قاصمة للاحتلال ومنظومته الأمنية” بحسب تعبيره.
وتأتي العملية بعد أيام من دعوة أطلقها قائد حماس يحيى سنوار لمواصلة الهجمات على الإسرائيليين بكافة الوسائل ومن بينها “الساطور.. والبلطة والسكين” في رسالة انتشرت على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقد عززت إسرائيل بالفعل من قواتها على الحدود مع الضفة الغربية وصعدت عملياتها ضد المسلحين هناك، بما في ذلك داخل مدينة جنين وما حولها، والتي جاء منها فلسطينيان نفذا هجمات دموية مؤخراً داخل إسرائيل.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، قد قال في تغريدة على موقع تويتر عقب الهجوم إن “فرحة عيد الاستقلال قُطعت في لحظة. هجوم إجرامي في إلعاد صدم القلب والروح”.
وقال وزير الخارجية الأمريكية، أنتوني بلينكن، في مؤتمر صحفي الخميس إن الولايات المتحدة “تدين بشدة… الهجوم المروع الذي استهدف الأبرياء من الرجال والنساء”.
وقبل هجوم إلعاد، قتل 17 إسرائيليا في هجمات داخل إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
وردت إسرائيل بحملات دهم واعتقالات في البلدات الفلسطينية، وهو ما أدى إلى اشتباكات أسفرت عن 26 قتيلا فلسطينياً.
وتقيم إسرائيل احتفالات كل عام قبل عيد الاستقلال، لإحياء ذكرى خسائرها في زمن الحرب وضحايا الهجمات المميتة.
وتأسست إسرائيل في 14 مايو/ آذار 1948، ويتم حساب الذكرى السنوية وفقا للتقويم العبري.
وفي 15 مايو/ آذار، ينظم الفلسطينيون فعاليات لإحياء ذكرى ما يُسمى بيوم “النكبة”.