مقالات سياسية

قذائف الحق تدعم الثورة المباركة

د. الفاتح ابراهيم

 

“بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ۚ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ” (الأنبياء – 18) .. صدق الله العلي العظيم ..

ليعلم الثوار أن المجتمع الدولي تتضارب فيه المصالح وتتفاوت في دهاليزه وتتصارع القيم والمبادئ والتوجهات والثورة الشبابية السودانية ثورة نابعة من ضمير شباب نقي نظيف يؤمن بالحرية والسلام والعدالة التي تبنوها منذ البداية شعارا قويا نبيلا لهم .. والقوى المسيطرة على السياسة الدولية وموجهو دفة السياسة الدولية كثيرا ما يتشدقون بمثل هذه المبادئ الإنسانية الخالدة لتحسين صورتهم الحضارية إعلاميا ويتداولونها نظريا في تصريحاتهم ولكن كثيرا منهم لا يوليها اهتماما حين تحين ساعة التطبيق العملي لنصرة الشعوب .. والبعض خدمة لمصالحهم الضيقة الجشعة قد يلجؤوا الى تأييد حكم الفرد الفاسد المحتاج الى دعمهم ليخدم اطماعهم ومن ثم يحمونه من شعبه في حالة الثورة ضد حكمه..
نعم قد يصحو ضمير هنا او هناك كما حدث في بداية زخم ثورة ديسمبر .. ولكن ذلك التوجه الإيجابي في التأييد والدعم فرضته الثورة ولم تدع لاي من كان مجالا للمناورة او المعارضة ..
وقد عرف النظام الدولي حينذاك بحسه السياسي وقرون ومجسات الاستشعار ان هذه ثورة جارفة عارمة لا قبل للنظام في السودان بها فيقضي عليها فجاء الاحتفاء بها أول الأمر من جهات متعددة حينما تأكد لها ان انهيار نظام الإنقاذ اصبح وشيكا ..
ولكن عندما اشرأب نبت شيطاني مسخ خائن من رحم الوطن معلنا انقلابا على الثورة ومنجزاتها بمساعدة عناصر الحكم البائد على العودة لمفاصل الدولة تشجعت القوى الإقليمية المتربصة التي ترعبها مبادئ الحرية والسلام والعدالة للتدخل تحت ستار مبادرات حل الازمة ..
حتى الآن واضح تماما للعيان انه من المستبعد ان لم يكن مستحيلا ان تنجح قوى الباطل في القضاء على ثورة الحق ..
ومن المهم والاجدى لقوى الثورة – ولحسن الحظ هذا هو السلوك الاستراتيجي المسيطر – ان تعتمد على قوتها الذاتية التي ستجبر العالم في النهاية على السماع لصوتها واحترام أهدافها وطموحاتها ..
إنه لا جدوى من الانتظار لقوى خارجية ومنظمات دولية وامم متحدة تسيطر عليها مصالح وتوازنات قوى حق النقض ..
لا شك أن كل من يتابع أحداث هذه الثورة العظيمة ومسيرتها المفعمة بالدم والدموع لا يغيب عن باله الثمن الباهظ الذي دفعه ويظل يدفعه الثوار حتى احداث الامس من أرواح طاهرة ذكية تزهقها شريحة ماكرة فاجرة مدججة بالسلاح تظن – في حيرتها وارتباكها – أن في ذلك منجاتها من العقاب جهلا بدروس التاريخ وسنن التدافع الازلي بين قوى الشر والدمار وقوى الحق والخير والبناء .. هؤلاء الظالمون لا يدرون أنه إذا كانت دولة الباطل ساعة فإن دولة الحق إلى قيام الساعة ..
ويخطئ من يظن من القائمين على امر الوطن الآن أن العنف الإجرامي الذي تقوم به أجهزة السلطة الانقلابية ضد الثوار والموثق محليا ودوليا ستضيع معالمه ويتم مسحه من الذاكرة بمبادرات هزيلة يقدمها قادة الانقلاب ومن يدعمهم من الفلول .. هيهات أن يحدث ذلك وحتما سيتعافى الوطن ويلقى كل من أجرم الجزاء الأوفى ..

 

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. بالرغم من أن المقال به فهم كبير لحجم المصالح الإقليمية والدولية واذيد من عندي المحلية الا ان الكاتب يرمي كل ذلك خلفه ويطلب من الشباب ان يأتوا بما لم يأتي به من سبقهم.. قبل أن نطلب من الشباب اللعب علينا تنظيف الملعب والملعب مليان بالمراهقين السياسيين الذين لا يمكن أن يحكموا هذه البلاد الا بالتحالف مع العسكر..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..