مآلات الواقع وقادم الأيام

أنفاس الفجر
عوض البارئ محمد طه
هكذا قادنا إنقلاب العسكر المشؤوم من تصحيح المسار المُدعى الي سوء المآل وبؤس الحال المعاش وأورثنا الإفقار والتردي وانفراط عقد الأمن وتحول الوضع السياسي إلى (مسخ مشوه) فسقطت هيبة الدولة وغاب القانون فأصبح الاعتقال والإفراج عن المعتقلين بأمر قادة الانقلاب !! وأصبحت القوات الأمنية اكبر مصدر للخوف تمارس دهس المواطنين بالسيارات نهارا جهارا .. وتكذب الجهات الرسمية في بياناتها ثم تقول عكس ما قالت فى بيانات لاحقة ، بعد أن تمارس البجاحة والكذب بكل صفاقة وقوة عين كما حدث فى حادثة دهس الشهيد مجتبى عبدالسلام..
وقائد الانقلاب لا يتحدث إلا في معسكرات الجيش ونائبه يتحدث حديثا متناقضا ربما لا يعلم هو مراميه وأهدافه ..
وبعد أن (حدث ما حدث) يمارس الكباشي صمت القبور ، ويمارس ياسر العطا تعرية الدولة أكثر مما تفعل المعارضة ، ومع ذلك يواصل الجلوس على قمة هرم سلطتها كأنه لا يعي ما يقول !! ويهاجمه مستشار رئيسه المباشر (أبوهاجه) مثلما يهاجم خصوم الانقلاب ومعارضيه رغم ان العطا من صناع الانقلاب ومؤيديه . ولا يجد (حاكم) إقليم دارفور منى اركو مناوي أمامه حلاً غير ان يتقدم باستقالته من مراجعة لجنة إزالة التمكين بعد ان أحرجه (العطا) وأحرج الدولة بالحديث عن نزاهة أعضاء لجنة إزالة التمكين الخارجين لتوهم من اعتقال فاق الثلاثة أشهر بعد فشل تلفيق التهم الجنائية كغطاء للاعتقال السياسي ، بل ذهب (العطا) أكثر من ذلك في حديثه لسودانية ٢٤ بعد أن كشف ان هنالك تفاوض (سري) يجري مع قادة الحرية والتغيير يشرف عليه البرهان نفسه وهو الذي انقلب عليهم (علنا) ! .. ويبدوا أن هذا وحده يفسر صمت القبور الذي يمارسه البرهان ، فالموقف مخزي ومحرج فأين ذهبت شروط التفاوض والقوى السياسية وقحت ولجان المقاومة الذين يفاوضهم العسكر سرا بحسب ياسر العطا تدهسهم سيارات القوات النظامية ويقتلهم الزخيرة الحية علنا وهم غير متفقين حتى على التفاوض مع البرهان نفسه، فما الذي اجبر العسكر والانقلابين على الجلوس معهم في (تربيزة واحدة) رغم عدم (الوفاق) ! ؟؟؟.
ان منى أركو مناوي المستقيل من لجنة مراجعة لجنة إزالة التمكين كان حرى به ان يستقيل من منصب حاكم دارفور اقلها لأنه أتى باسم السلام وتحت ظل سلطتة تشهد دارفور نزيف الدم المخزي في (كرينك والجنينة) وأخيرا معسكر (كلمة) وهو عاجز عن مجرد التحدث حول ما يدور من صراع دامي ، واتهامات ناشطي دارفور تطال شركائه في السلطة بالضلوع في الصراعات (وعبد الوهاب البرهان) عاجز عن فرض هيبة الدولة وإشاعة الأمن رغم أن هذا (تخصصه) وليس تخصصه وفاق او اتفاق القوى السياسية المبني تفكيرها أصلا على الاختلاف ، وهذا وضعها الطبيعي وان لم يكن ذلك كذلك لأصبحت قوى سياسية واحدة ، ولما احتاجت للديمقراطية أصلا لتعرض في سوقها بضاعتها السياسية ، بل كان حرى بقادة الانقلاب السعى لتوحيد الجيوش المتعددة لان تعددها اكبر مهدد لبقاء السودان ، بل إن تعددها اكبر إساءة للقوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى ، ولا توجد دولة محترمة تقبل مليشيات توازي جيشها النظامى ..!! .
عموما مآلات الواقع تقول ان الأفق انسد امام الانقلاب وتصريحات وتصرفات قادته المرتبكة والمتناقضة تكشف أن الأيام القادمة حبلى ، ونسال الله أن يحفظ بلادنا من طيش ونزق مراهقيها السياسيين وتصرفاتهم الصبيانية .