ماذا يريد هذا الشعب غير الحرية والسلام والعدالة

محمد حسن شوربجي
رغم كل هذه المليونيات الهادرة في كل شوارع بلادنا ..
ورغم كل هذا الكم من الشهداء والجرحى والمفقودين في شوارع بلادنا ..
ورغم كل هذه الاحتجاجات المتواصلة والمتصاعدة في كل شوارع بلادنا ..
فحكامنا مازالوا يخبئون رؤوسهم في الرمال ..
ولا ندري احقا ماتت قلوبهم وهي تتلذذ بسماعها اصوات الدوشكا الرصاص في كل مدن بلادي..
ولماذا يا ربي يصمون آذانهم على بكاء الثكالى ولماذا يا ربي يصمون آذانهم على بكاء الثكالى والأرامل وكل حشرجاتو نحيب الأيتام ..
ولماذا اصلا تسيل كل هذه الدماء الذكية ..
ولماذا ترويع الناس بالقتل والاعتقالات ..
وماذا اصلا يريد هذا الشعب غير الحرية والعدالة والمساواة ..
فكل هذه الحقوق مشروعة وتبيحها كل شرائع السماء وكل قوانين الأرض ..
فماذا لو انصت الحاكم ولو قليلا لشعبه واحترمه ..
ولماذا كل هذا الصمت والخوف من علماء الدين علي المنابر ..
اليس افضل الجهاد كلمة حق في وجه سلطان جائر..
فالتاريخ اخوتي مليئ بالعظات والعبر دينية كانت ام غيرها ..
وقد كانت كبرى الثورات الساعية لتغيير الحكم في عهد الصحابة كانت ثورة أهل المدينة – وهي عاصمة أهل الحديث- سنة 63هـ/684م على يزيد بن معاوية الذي خرج عليه الناس لانكارا الظلم والطغيان!! .
وقد سميت ثورة أهل المدينة ب : “ثورة الحَرَّة”، وكانت بقيادة كل من عبدالله بن مطيع العدوي..
وهكذا خلع أهل المدينة بيعة يزيد وبايعوا عبد الله بن مطيع عند منبر النبيّ صلى الله عليه وسلم ..
وحتى الفقهاء الأربعة كانوا يشكلون عناصر ثورة على كل الباطل في ذلك الزمان..
ولقد سجن ابن تيمية لانه كان ثائراً على الظلم ..
وهكذا كان الإمام أحمد بن حنبل وغيره ..
وهناك دعاء النبي شعيب «إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب»..
ولنعلم اخوتي ان مخاطر كثيرة اصبحت تهدد الوطن ..
وهناك اصرار غبي من الانقلابيين في اعادة دولة الفشل القديمة ..
والتي اضرت بالسودان كثيرا واعادته الي العصور الوسطي ..
لذا وجب علينا دعوتهم بنبذ العنف ووقف كل هذه الاعمال العدائية ..
والعمل علي بناء دولة المواطنة الحقيقية.
وليتهم يرتقون قليلا بوعيهم الذي اكل وشرب كل الطغيان والاحقاد ..
ونقله من العاطفية السياسية القديمة وحياة العداء والتمكين السوداء الي سودان المستقبل الحر والواعد والذي يحتضن الجميع ..
وان اركبوا معنا ولا تكونوا من الغارقين .
شوربجي ام شورة