مقالات وآراء

ويستمر التعذيب

شهب ونيازك
كمال كرار
*
للمرة الثانية والثالثة وهلم جرا، تتحدث الأخبار الموثقة عن تعذيب وحشي يطال الثوار المعتقلين وسط صمت الأجهزة المعنية.
والصمت يؤكد الوقائع ولم لا وكل إرث القمع والتعذيب والتنكيل لا يزال حاضرًا وبشدة.
والتعذيب ليس بهدف انتزاع الاعترافات المضروبة بل بهدف التصفية، وقتل مناضلون كثيرون في بيوت الأشباح وأقبية الأمن.
والكثير من الثوار محرومون من مقابلة ذويهم أو محاميهم حتى لا ينكشف التعذيب، وبعد قليل ستخرج الروايات عن انتحارهم أو جنونهم.
ولاحظت مع الأسف قليل من الاهتمام بشأن ما يواجه الثوار، والأمر لا يعني المحامين فقط، بل هي قضية الثورة التي حملت شعار العدالة.
لقد كان الصوت خافتًا وما زال تجاه هذه الممارسات وعليه فإنها مستمرة، ولو كان الضغط قويًا لما تجرأ البعض على ضرب المعتقلين وحلق شعورهم واغتصاب الثائرات، وتعذيب توباك ورفاقه.
واستمرار التعذيب يفضح السياسة الرسمية المؤيدة له، وإلا لماذا لم تعلن النيابة أنها ستحقق في الموضوع؟
ومن المعروف أن الانقاذ غيرت طبيعة عقيدة القوات النظامية إلى العداء مع الشعب، منذ بواكير انقلابها، ودوننا من قتلوا في بيوت الأشباح وشهداء كجبار وبورتسودان والمناصير ومجزرة العيلفون وليس انتهاء بمجزرة القيادة العامة وما يجري الآن.
ومن المؤسف أن حكومة حمدوك وقحت صهينوا من هذه الملفات خوفًا من المكون العسكري.
والصهينة شملت جرائم دارفور، والقتلة لن يتم تسليمهم للمحكمة الجنائية لأن هنالك اتفاق تحت التربيزة، والمحكمة نفسها طرف في ذلك.
وهذا العمود موجه فقط للثوار والثائرات، ليدركوا رفاقهم قبل فوات الأوان، فالثورة قضية شعب ووطن وحرية وعدالة مسلوبة، فلا تسمحوا لأي كان بالإفلات من العقاب، ولو نال من قتلوا مزارعي عنبر جودة عشية الاستقلال العقاب، لما تكررت الاعدامات والتصفيات في عهد عبود والنميري والبشير وإلى وقتنا هذا.
والصور والأفلام توثق الدهس بالتاتشرات، وإطلاق الرصاص الحي ونط البيوت، وجلد البنات، والإساءات العنصرية، والصمت المريب سيد الموقف.
ولو حدث العكس لنصبت المشانق للثوار بحجة العنف واعتراض الأجهزة الرسمية.
وكم من بلاغ حول أفراد بزي رسمي نهبوا الأموال والتلفونات ممن قبض عليهم ولكن هذه البلاغات لا تتقدم خطوة.
وكم من حديث رسمي عن مندسين يلبسون زي القوات النظامية دون أن يلقي القبض على أي منهم، وهذا يفسر عند القانونيين بالتواطؤ.
وإلى أن ترد النيابة على بيان هيئة محامي توباك والننة وغيرهم فان الأمر بيدكم يا أيها الثوار.. وهذا الملف هام جدًا..
وانتبهوا فالتسوية تشمل طي بعض الملفات الهامة، ونعيد التذكير بالهتاف الثوري (شهداءنا ما ماتوا عايشين مع الثوار).
أدركوا المحتجزين والمعتقلين قبل فوات الأوان، وحاصروا القتلة قبل أن ينفدوا بجلدهم مثل كل مرة.
الميدان

‫6 تعليقات

  1. فقط نتمنى أن يكون هؤلاء الأبطال قد تمكنوا من حفظ وجوه وأسماء معتقليهم ومن يقومون بتعذيبهم، فالحساب قادم، ولابد من الإنتقام والثأر

  2. شارك الحزب الشيوعي السوداني في برلمان الكيزان وجلس ممثلوه فاطمة احمد ابراهيم وسليمان حامد وصالح محمود صالح جنبا الب جنب مت صلاح قوش ونافع علي نافع في اجازة قانون الامن الوطني
    كفاية مزايدة ايها الصفيق المتحرش فانتم والكيزان وجهان لعملة واحدة من النذالة السياسية

  3. تاريخ احزاب الأقليات السياسية في السودان :

    ١٩٤٧: الحزب الشيوعي ينضم لتحالف الجبهة الاستقلالية الذي كان يطالب بالاستقلال التام عن مصر و بريطانيا .
    ١٩٥٣: الحزب الشيوعي يخرج عن التحالف و يعارض اتفاقية الحكم الذاتي و فكرة الاستقلال مطالبا بالكفاح المشترك مع المصريين و يغازل الوحدة مع مصر .
    ١٩٦١ : بدرالدين مدثر و محمد سليمان يلتقيان بميشيل عفلق مفكر حزب البعث العربي الاشتراكي في بيروت . ميشيل عفلق يوجه بتكوين حزب البعث فرع القطر السوداني و استهداف ( القوى الرجعية ) و على رأسها حزب الأمة .
    ١٩٦٢: تأسيس أول خلية بعثية في السودان. المؤتمر الأول للحزب يقر بانه يستهدي بأيديولوجيا المفكر العظيم ميشل عفلق المهيمن على قيادات احزاب البعث العربية من سوريا .
    ١٩٦٦: الحزب الشيوعي يخوض الانتخابات و يحصل على الرقم صفر من الدوائر الإنتخابية .
    ١٩٦٦: نواة حزب البعث تفشل في الحصول على الحد الأدنى للعضوية المطلوب لتأسيس حزب و بالتالي تفشل في خوض الانتخابات . ميشيل عفلق يوجه بتكثيف العمل السري و اللجوء لأسلوب المنشورات للوصول لحركة الجماهير .
    ١٩٦٦: حصول الإخوان المسلمين على دائرتين فقط و محاولات من تنظيم الإخوان المسلمين العالمي لتلميع الترابي و تقديمه للقيادة.
    ١٩٦٨: الحزب الشيوعي يهيمن على تنظيم الضباط الأحرار السري في القوات المسلحة و يؤيد فكرة التخطيط لانقلاب على الديموقراطية .
    ١٩٦٩: الحزب الشيوعي يدبر انقلاب مايو ٦٩ على الديموقراطية بالتعاون مع البعثيين و الاشتراكيين العرب و الناصريين . عبدالخالق محجوب سكرتير عام الشيوعي يوافق على نميري كقائد للانقلاب بعد مراجعة الاسماء المقترحة.
    ١٩٦٩ : محمود محمد طه زعيم الحزب الجمهوري يؤيد انقلاب مايو و يسميه بثورة مايو المجيدة . و يطالب بأن تتصدى الثورة بقوة للقوى الطائفية و الرجعية .
    ١٩٧٠ : نظام مايو يرتكب مجازر للقتل الجماعي في الجزيرة ابا و ود نوباوي و الكرمك مما أدى الى إبادة ٣ الف مواطن سوداني في ظرف أسبوعين فقط وكذلك استشهاد الامام الهادي المهدي . عبدالخالق محجوب زعيم الشيوعيين يؤيد المجزرة ببيان واضح و صريح . فاطمة احمد ابراهيم و الخنساء زوجة بابكر النور تخرجان في مظاهرة و تهتفان: راس الهادي مطلب شعبي .
    ١٩٧٠ : قيادات الشيوعيين و البعثيين و الناصريين تزور الجزيرة ابا برفقة نميري و تتوعد كل من يعتنق الأفكار الطائفية بالموت . صحافة مايو تخرج تحت عنوان : تم كشف المؤامرة وتحريم الجزيرة ابا على ذرية الامام الهادي.
    ١٩٧٠: الحزب الجمهوري بقيادة محمود محمد طه يؤيد مجزرة الجزيرة ابا و يحتفي بمصرع الطائفية .
    ١٩٧١: خلافات بين الشيوعيين و البعثيين و القوميين العرب و نميري يبدأ في ضرب الفرقاء ببعضهم .
    يوليو ١٩٧١ : الحزب الشيوعي يدبر انقلاب هاشم العطا على نميري . الانقلاب يفشل بعد ٣ ايّام و نميري يعدم قيادات الشيوعيين بزعامة عبدالخالق محجوب ، بابكر النور و فاروق حمدنا الله.
    يوليو ١٩٧١ : تحطم طائرة عراقية في الطريق الى الخرطوم من بغداد . الطائرة كانت تقل قيادات حزب البعث – قطر السودان بعدما اخذوا تعليمات من قيادة البعثيين الجديدة في العراق لمساندة انقلاب هاشم العطا . من ابرز تلك القيادات المرحوم محمد سليمان . و نجا القيادي البعثي السودان بدرالدين مدثر لأن ميشل عفلق طلب منه البقاء في العراق و التوجه لاحقًا للسودان .
    ١٩٨٥: حزب البعث العربي الاشتراكي – قطر السودان يخوض الانتخابات بتمويل كبير من صدام حسين و يفشل في الحصول على اي دائرة او نائب في البرلمان . مرشح حزب البعث محمد عثمان إدريس ابو راس يحصل على أقل عدد من الأصوات يناله مترشح على مستوى السودان ويحطم الرقم القياسي في هذا المجال .
    ١٩٨٥: نميري يعدم محمود محمد طه . عمر القراي و دالي و قيادات الجمهوريين يتنصلون من الأفكار الجمهورية خوفا من الموت.
    ١٩٨٥: تنظيم اول انتخابات بعد انتفاضة ابريل المجيدة .. الحزب الشيوعي يحصل على دائرتين فقط مقابل ١٠١ دائرة لحزب الأمة و ٦٣ دائرة للحزب الاتحادي و ستة دوائر للمستقلين ( نواة حزب المؤتمر السوداني ) .
    ١٩٨٩: الجبهة الإسلامية تتأمر على الديموقراطية و تدبر انقلاب يونيو ٨٩ و تزج بقيادات العمل السياسي في السجون .
    ١٩٩٠: تأسيس التجمع الوطني الديموقراطي المعارض و المطالب بعودة الديموقراطية في المنفى بتحالف من حزب الأمة مع الاتحادي الديموقراطي . انضمام البعثيين و الشيوعيين و الحركة الشعبية للتحالف من اجل إسقاط نظام الكيزان .
    ٢٠٠٠: خروج حزب الأمة من التجمع الديموقراطي اعتراضا على سيطرة احزاب الأقليات السياسية و استفرادهم برأي هذا الكيان العريض .
    ٢٠٠٢: انشقاق المرحوم محمد على جادين عن البعث و تكوينه حزب البعث السوداني مقرا بأن حزب البعث العربي الاشتراكي هو فكرة مستوردة قد تجاوزها الزمن.
    ٢٠٠٤: توقيع اتفاقية نيفاشا للسلام .
    ٢٠٠٥: البشير يعين قيادات الحزب الشيوعي في برلمان الإنقاذ وهم : فاطمة احمد ابراهيم ، فاروق ابوعيسى ، سليمان حامد و صالح محمود عثمان . و اللجنة المركزية للشيوعي تقر المشاركة وتجددها بصورة سنوية حتى العام ٢٠١٠ .
    ٢٠٠٦ : الرئيس المخلوع عمر البشير يحتضن فاطمة احمد ابراهيم عضو اللجنة المركزية للشيوعي في لقاء جماهيري بالكاملين وفاطمة تصرح للتلفزيون السوداني عن إعجابها بالبشير لأنه ( ود بلد و أصيل و وطني ) . اللجنة المركزية للحزب الشيوعي تجتمع و تفشل في ادانة ما قالته فاطمة و تؤيد استمرار الشراكة مع نظام الكيزان .

    منقول

    1. بس اياديهم نظيفة ولم ينهبو موارد البلد ولم يشاركو في ابادة جماعية ولم يزنو ويسبو الدين في نهار رمضان ,,,,والجيل الحالي مدرك تماما من الصالح ومن الطالح,,,,ريحو نفسكم

      1. منو قال ليك
        ما سمعت بالحديث الصفيق من الطالب الشيوعي في ندوة معهد المعلمين العالي
        ماسمعت بي قروش المنظمات والعبث والنهب الدار فيها
        ماسمعت باحداث قصر الضيافة والجزيرة ابا
        انت عاوز تخدع منو
        قلناها وسنكررها الكيزان والشيوعيين وجهان لعملة واحدة من القذارة والندالة السياسية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..