مقالات سياسية

عن  ميثاق تأسيس سلطة الشعب ، أقول

معتصم بخاري

 

 

تابعت المؤتمر الصحفي الهام الذي عقدته تنسيقيات لجان المقاومة في العاصمة المثلثة، الخرطوم. عُقد المؤتمر الصحفي للإعلان عن ميثاق توافقت عليه القوي الوطنية في لجان المقاومة، وسمي بميثاق تأسيس سلطة الشعب .. أتمني أن يكون جُل الشعب السوداني قد تابع، أو إطلع علي مخرجات المؤتمر الصحفي وتفاصيل الميثاق المقترح وهو مبذول ومتاح في معظم وسائط التواصل الإجتماعي ..

تم تنظيم المؤتمر بإحترافية مقصودة لإرسال رسائل إلي كل من يهمهم الأمر بأن القائمين علي الأمر جادون في أمرهم وحاذقون في فعلهم .. فقد كان هندامهم وسمتهم يشي بذلك ويشير.
جاء التقديم مقتضباً ومختصراً و تحاشي الإطالة والتكرار الممل .. وقد تناوب علي تلاوة مسودة الميثاق شاب وشابة من شباب المقاومة في رمزية لا تخطئها العين..

لقد أثبتت حركة الشارع الثائر ممثل في شباب لجان المقاومة، أنهم الحلقة الأقوي في معادلة الفعل السياسي في السودان الآن بسلميتهم وطهرهم ونقائهم الثوري .. وأثبتوا بأنهم تجاوزوا الظاهرة الصوتية ومجرد التحركات الإحتجاجية رغم أثرها الفاعل، إلي ترتيب ورص الصفوف وإنتاج عمل سياسي بذل فيه جهد عقلي جبار لينتج هذا الميثاق الذي وضع تصوراً وإقترح حلولاً لكل عوار المشهد السياسي القائم الآن .. بل وحلول لمشاكل السودان القائمة منذ الإستقلال.

والأهم أن هؤلاء الشباب اليفع الذين لم يتلوثوا بالعمالة والإرتزاق، الذين حملوا أرواحهم وأكفانهم فداءاً لوطنهم ولقضيتهم قد أعطوا دروساً مجانية لمدعي السياسة والطارئين عليها من فلول النظام المباد، والمتماهين مع الإنقلاب من المتمردين السابقين الذين تسلقوا علي جماجم الشهداء وأجسادهم ، وكذلك لكل من ولج باب العمل العام من أجل دنيا يصيبها أو فتات يقتات عليه دون أن ينظر إلي المصلحة الوطنية العليا بأي قدر من التجرد.

جاءت الوثيقة شاملة ومحكمة، تناولت كل القضايا التي تشكل حجر الزاوية لبناء سودان المستقبل الذي يسع الجميع، وينال فيه المواطن حقوقه الأساسية دون عناء أو كدر .. لقد تطرقت الوثيقة إلي مسألة حدود الدولة وسبل الحفاظ عليها، كما وضعت الإطار لمناقشة شكل الحكم وآلياته .. وتناولت أمر القضاء والنيابة وطرق تطهيرها وتقويمها .. الشرطة ودورها في حماية المجتمع .. الصحة والتعليم والبحث العلمي .. تحدثت عن ضرورة الحفاظ علي موارد الدولة وثرواتها فوق الأرض وتحتها، وضرورة إستغلالها من أجل خير المواطن ورفاهيته .. كما لم تغفل الحديث بكل وضوح عن حل كل المليشيات المسلحة وإنشاء جيش وطني واحد بعقيدة وطنية جديدة .. وإبعاد الجيش عن الحكم وتأهيله للقيام بالأدوار المنوط به القيام بها .. كما أمنت علي ضرورة تفكيك نظام الإنقاذ الفاسد وإعادة كل المسروقات من لصوصه ومجرميه.

كانت تلك بعض ملامح الوثيقة والبنود الأساسية والهامة فيها، ورغم شموليتها ودقة طرحها، لم يدعي القائمون علي أمرها إمتلاكهم للحقيقة أو الحكمة كاملة .. إنما طرحوا أفكارهم ودعوا الناس كافة إلي تناولها بالبحث ووالتمحيص وإبداء الرأي حولها، ولم يستثنوا من الدعوة سوي أزلام النظام المباد ومن سقط معه ومن كان وما زال جزءأً من الإنقلاب الفاشل.

أقول

إن الشباب هم المستقبل .. وشباب لجان المقاومة هم أمل هذه الأمة وحاملي لواء التغيير والقادرون علي العبور بالبلاد إلي بر الأمان .. ويقيناً أن إصرارهم وتصميمهم علي هزيمة الإنقلاب ودك أركانه لا يكل، ومحاولة إثناءهم عن المضي في هذا الطريق دونه خرط القتاد .. وهم بحول الله بالغي هدفهم بعزيمة لا تعرف التراجع أو الإنهزام .. وعلي كل القوي الحية والناشطون وأعضاء وشباب الأحزاب الوطنية، الإلتفاف حول هذه الوثيقة ورفدها بالأفكار وإدخال ما يلزم من تعديلات عليها دون المساس بجوهرها.

 

 

[email protected]

تعليق واحد

  1. انت مانصيح يا زول… كيف يستثني ميثاق سلطة الشعب فئة من الشعب من التوقيع ثم يكون للشعب.. سميه مبادرة منكم للمساعدة في حل الازمه او شيء من هذا القبيل.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..