مقالات وآراء

ماذا يدور في معهد النُّور؟

خالد عبدالحميد عثمان 

محجوب 

 مدخل أوّل :

   لعلِّي استعير من أستاذنا الفاتح جبرة افتتاحية هو صاحب الحق الأدبي في استخدامها،،،( جهَّز حبوب الضغط قبل أن تبدأ قراءةهذا …) من هول ما يتداول المهتمُّون خلال هذه الأيام من أحداث داخل معهد النور ربما تحتاج لأدوية الضغط ولبعض من مضادات

الغضبو (الاستغراش) وهو خليط الاستغراب والدهشة والمفردة لجبرة،،

مشهد أخير :

قبيل أيام فوجئ أولياء

الأمور وطلبة معهد النور باختفاء الأربعة حافلات الخاصة بالمعهد وتستخدم  يوميا في ترحيل الطلبة المكفوفين من وإلى المعهد! هكذا

ولأن هذا لا يستقيم عقلاً فقد طرحت الإدارة {رعاها الله} خيار البقاء في الداخلية لمن يتعذَّر عليه الوصول للمعهد يومياً!!! نظَّم الطلبة وأسرهم

واتَّحاد المكفوفين القومي وخريجو المعهد وبعض منظمات المجتمع المدني وقفة احتجاجية الخميس 12 مايو في رد فعل تلقائي لهذا التصرّف اللامقبول.

مشهد أوَّل :

معهد النور هو المؤسسة

الوحيدة في السودان  المعنية بتعليم أصحاب  الإعاقة البصرية،،، وللمعهد تاريخ مجيد على قلَّة الإمكانات،، ووجود الداخلية أمر قديم

لتستوعب القادمين من الأقاليم، ماذا حدث؟ وأين الحافلات؟

وزارة التربية والتعليم

الاتِّحادية قررت استعارة هذه الحافلات!!!!  تسجيل صوتي من السيد الوزير  (تسجيل واتساب وليس خطاب أو مكتوب رسمي من الوزارة) متاح

على التطبيق يُبرر الفعل، بأن الوزارة بها عجز عربات فقررت بالتواطؤ مع بعض المسؤولين في المعهداستخدامالعربات

فترة إجازة المعهد مع الوعد بصيانتها وإعادتها مع بداية العام الدراسي!!!

أشار الخطاب الصوتي عرضاً أن طلاب الصف الثامن لازالوا في المعهد، وعامهم الدراسي لم ينتهي بعد. فعليهم بالمواصلات

العامة أوالإقامة  في الداخلية! بهذه البساطة  وقد كان، وتمَّ الزج هناك  بهؤلاء الصبية ومنهم المراهقين، بنين وبنات،،، مكفوفين،،،وعلى أبواب امتحانات في ذلك المكان  غير مجهَّز للاستخدام الفوري، مما خلق وضعاً إنسانياً بالغ التعقيد، وزاد من مشاق الحياة للأسر  المعنية مما اضطُرَّ البعض للبقاء مع الأبناء.

مخرج عبثي أوّل :

تسجيل الوزير المُكلَّف

مُبرِّراً ما حدث، يبدأ بما يعتبره الكثيرون ضرباً من المَنِّ والأذى، حيث يكرر القول أن المعهد جزء من  الوزارة، هي من تدفع الرواتب وهي من توفّر  الإعاشة للداخلية وهي  من توفّر الوقود. فتأمّل!!

تلك هي الحُجَّة وكأن

المعهد يتبع لجمهوريات الموز وصاحبة السعادة  وزارة التعليم تمنحه صدقات من فائض أموالها،،

مخرج عبثي ثاني :

أحدى العربات محل

الحديث هدية من حكومة  وشعب اليابان عبر

برنامج معروف ويخضع لمعايير تقررها الجهة  المانحة وهي الآن تُراجع

الأحداث وتقيِّمُها بعد قيام بعض منصات التواصل الاجتماعي بإثارة الأمر،  فلننظر بم يأتِ اليابانيون. أمَّا الثلاث

عربات الأُخر فهدايا  ومنح عبر السنين من أفراد  وجهات مختلفة وما كانوا يوما من ممتلكات الوزارة!

إن لم يكن هذا هو العبث

 بعينه فماذا يكون؟

مشهد ثاني :

 لماذا يتواطأ مسؤول في

المعهد لخلق هذا الوضع الشائك؟ يبدو مما يدور  في مجالس العارفين والقريبين من الأمر، إنَّه تحالف

المصالح الشخصية وتقاطع الخاص بالعام  ولعل من يهمه الأمر يلتقط الجاري  من أحداث ليصل لحقيقة الأشياء وتقويم  أي اعوجاج إن وُجد وتفكيك قبضة بعض القوى المهيمنة على هذه المؤسسة العملاقة.

مشهد ثالث :

كيف لدولة بحجم السودان وعظمة شعب السودان  أن يحدث هذا؟ لماذا تحتاج وزارة لعربات من

 أي جهة؟ وليس خافياً على أعين

الجميع كم العربات  الحكومية التي تجوب

شوارع الخرطوم والمدن الأخرى .. توقَّف عزيزي  القارئ في أي إشارة مرور وأحسب إن كنت

العادِّين،،هذا غير التي لاتحمل أرقام حكومية ..

تدور في أروقة المعهد معلومة أن الوزارة  استعارت العربات العام  السابق في الإجازة الصيفية، فثَمَّة سؤال، ماذا تفعل

وزارة التعليم بهذه العربات بضعة أشهر في السنة؟ إن كانت

 تستخدمها في ترحيل  موظفيها، فكيف يحدث هذا بقية العام؟

مدخل أخير :

لك أن تعلم عزيزي القارئ

 الغاضب، أن سعة المعهد حوالي 15 تلميذ في الصف الدراسي،، وفي كل عام يتقدم نحو 200، يعود معظمهم بلافرصة للتعليم، لمحاولة

 تصحيح هذا الوضع  المشين والمعيب تمَّ قبل  حوالي العقدين من الزمان التصديق لمعهد النور بقطعة أرض كبيرة المساحة لتكون الموقع المستقبلي الأحدث والأضخم ليستقبل الأعداد المتزايدة، كتطوُّر طبيعي يتسق مع حركة الحياة وزيادة السكان.

 تلك الأرض تقبع جرداء

إلى يوم الناس هذا، لأن الأولويات اختلَّت في  الأزمنة الغيهب، وتراجعت

الانسانية وأبسط قواعد المنطق، فلا سعي لاستجلاب الدعم من الخارج أو من الدولة وإن جاءت المعونات والهبات فمن يدري أين تذهب..

فأغضب، لعلنا إن غضبنا

 انجزنا شيئاً ذا قيمة لهذه الفئة الرائعة،،،أو لعل غضبتنا تصل لمن يسخّره  ربُّ العباد لاكمال المبنى… أغضب فلاخير فينا إن صار مثل هذا لا يغضبنا…..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..