تسقط بس …؟ ١٧ مايو ٢٠٢٢م

احمد بطران عبد القادر
ان المغامرة التي اقبلت عليها اللجنة الأمنية لنظام الرئيس المخلوع عمر البشير بقيادة البرهان وزمرته في ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١م تساندها بعض القوي الإقليمية ودوائر استخباراتية معادية للديمقراطية ادخلت البلاد في نفق مظلم وعزلة دولية منكرة مازالت حلقاتها تضيق اكثر فاكثر ولا انفكاك منها الا بإسقاط الإنقلاب واستعادت المسار الديمقراطي الانتقالي بوثيقة دستورية جديدة تؤكد علي ضرورة ادارة الدولة السودانية بطريقة مدنية لا شراكة للعسكريين فيها مع ضرورة إعادة هيكلة كل المؤسسات العسكرية واعتماد جيش مهني وطني يلتزم دوره الأساس في حماية الثغور والدستور ولا يمارس اي انشطة ذات طابع سياسي
ولئن لم تنتبه القوي الحية النقابية المهنية والمطلبية داخل مؤسسات الدولة وتبادر باتخاذ موقف حاذق وحاسم من الإنقلاب لصالح قوي الثورة واعلان العصيان المدني والاضراب العام والتضامن والالتحام بالشارع فإننا سنشهد إنهيار للدولة بالكامل وربما حروب أهلية طاحنة ستغذيها القوي الإمبريالية المعادية لامن واستقرار الدول والمجتمعات النامية بغرض نهب ثروات شعوبها وتسويق وتجريب
منتجاتها من الأسلحة والذخائر والأدوية والسموم وغيرها من المؤثرات علي البيئة وصحة وسلامة الإنسان لتستمر معاناتنا بفضل غفلتنا وتحالف بعضنا تحت مزاعم تصحيح مسار الثورة مع قوي الإنقلاب لاطول فترة ممكنة من الزمان فالتاريخ تجاربه اثبتت ان الدول التي تنهار وتضعف تصبح غنيمة سهلة لمن حولها من بلدان وقوي استعمارية تجيد اغتنام الفرص واستثمارها لتمرير اجندتها وخدمة
مصالحها الطبقية الخاصة والعابرة للحدود والمهيمنة علي مصائر الشعوب
والسودان بلد محاط بدول فقيرة يائسة تتنازعها الصراعات القبلية والحروب الأهلية بين الحين والاخر والانقلاب العسكرية التي تنتج انظمة شمولية قابضة مستبدة عميلة لدولة الإمبريال وكلها ذات مطامع في موارده وثرواته الظاهرة علي الأرض والمستبطنة وهذه البلدان جاهزة لتكون أدوات يستخدمها الآخرون لغزو السودان ودماره بتغيير تركيبته السكانية موروثه الثقافي
واذا تأملنا آفاق الحلول المرجوة في الأزمة السودانية وتحدثنا عنها بلغة العلم والعقل لغة المنطق السليم فإننا سندرك اننا لن نستطيع ان نحقق أهداف الثورة او نستجلب المصالح التي تلبي تطلعات الشعب في الحياة الكريمة والطمأنينة والسلم المجتمعي عبر التفاوض مع القوى الانقلابية وحلفائها فهي قوي معادية للثورة وأهدافها واتجاهاتها التحررية أصالة ومتطابقة في مصالحها مع القوى الكبرى الراغبة في تصفية الثورة السودانية وتشويهها وشيطنة صناعها وقد ساندت هذه القوي الإمبريالية (عبر الرأسمالية الطفيلية المحلية) العسكر بقطع الطريق امام التحول الديمقراطي وإعادة بناء الوطن في جولات التفاوض الاولي التي انتجت الوثيقة الدستورية المعيبة التي أبقت علي النظام القديم قائم كما هو بعدما تركت المنظومات العسكرية والأمنية طوع اللجنة الأمنية للنظام المباد ليخدم مصالحها ويرعاها ثم مكنتهم من مفاصل السلطة كليا عبر سلام السودان بمنبر جوبا فقد افلحوا في تعطيل هياكل
سلطة الانتقال ثم استحدثوا مجلس شركاء الدم ليصبح حاضنة سياسية للعسكر بديلا لقوي الثورة تكسر ارادتها وتشق صفها وقد حدث كل ذلك بحزافيره فاقاموا اعتصام القصر (اعتصام الموز) وفتحوا الطريق امام الإنقلاب المشؤوم لينقض علي السلطة فيفلت الجناة من العقاب
وعندما تصاعدت وتيرة تظاهرات الشارع الثوري واحتجاجه الرافض للانقلاب واضحي امر إسقاطه وشيكا توافدوا عبر المبادرات والإعلانات السياسية الاممية والوطنية ليفرضوا حوارا على قوي الثورة تقبل بموجبه بعودة الشراكة المزلة التي رفضها الشارع ببسالة وقدم عقب الإنقلاب المشؤوم ما يقارب المائة شهيد وما يفوق الاربعة الف مصاب وجريح ومازالت مواكبه تتري ومظاهر فعله الثوري في ازدياد وتصاعد لا تحده حدود ولا يوقفه جبروت
ومن خلال الرصد والمتابعة للنشاط الأممي والإقليمي نجد ان المبادرة التي تتبناها الآلية الثلاثية (البعثة الأممية – الإتحاد الإفريقي – منظمة الإيقاد) مالت كليا للنظام القديم وقد دعت عناصره التي اسقطها الشعب لمائدة الحوار تحت مزاعم اهمية التوافق الوطني للخروج من الأزمة السياسية الراهنة عبر الحوار والتفاوض ولعمري هذا خبث وكيد عظيم فلا حوار مع القتلة بل تسليم والتوافق المطلوب هو بين قوي الثورة الحيّة حول الالية المثلى لإسقاط الإنقلاب المتفق علي خطورة استمراره علي الثورة والدولة بعدما تسبب في إيقاف التدفقات المالية العالمية نحو الوطن من منح وقروض واستثمارات كانت ستقودنا لنهضة شاملة تنسينا مآسي الأمس ومحنه ثورة ديسمبر المجيدة بعمقها وقوة دفعها ونضالها الجسور الذي بزلت فيه الغالي والنفيس واختطفت اعين العالم بقوة وصلابة شبابنا الثوري لن تقبل الحلول السهلة التي تعيد إنتاج الازمة مجددا بشكل او اخر كما انها لن تساوم في قضايا العدالة والقصاص ولن تقبل افلات المجرمين من العقاب وهي ثورة تؤمن بالتغيبر الجذري وتستمد قوتها من التوشح بالسلمية وصمود شبابها امام آلة القتل والقمع التي تمارسها قوى الإنقلاب ومن هنا نستطيع القول ان المبادرة الاممية عبر الآلية الثلاثية التي تمكن الجناة من الإفلات من العقاب وتعيدنا للشراكة المزلة التي دمرت الاقتصاد واشعلت الحروب في الأطراف واعتقلت الشرفاء وزجت بهم في السجون لا تعنينا في شيء وان إرادتنا الكلية وعزمنا يسيران باتجاه إسقاط الانقلاب ومحاسبة قادته من مدنيين وعكسر (تسقط بس)
#الثورة مستمرة والردة مستحيلة
#لاتفاوض لاشرعية لا شراكة
#الدم قصاد الدم ما بنقبل الدية .
كل السلطة والثروة للشعب، والموت لمن قتل الناس أو رماهم بكل جبن وعدم رجولة أحياء ومقيدين في النيل