مقالات وآراء
للإيقاد أيضًا كلمة حول الجفاف والأمن الغذائي!!

خارج السياق
مديحة عبدالله
حذرت الهيئة الحكومية للتنمية (ايقاد) من تفاقم مشكلة الجفاف ونقص الغذاء في القارة الأفريقية، وعدم توفر التمويل اللازم لمواجهة الأمر، جاء ذلك في المؤتمر الوزاري لدول الإيقاد لمجابهة الكوارث والجفاف المقام في العاصمة الكينية قبل يومين، وطالبت المنظمة بتوحيد الجهود لتنفيذ الاستراتيجية الإقليمية لإدارة مخاطر الكوارث للأعوام 2020-2030 المعنية ببناء القدرات الإقليمية وتخزين الاحتياطات الغذائية في أوقات الأزمات، مع تنوع المصادر الغذائية البديلة من أجل التأهب وبشكل مرن للتعامل مع الأزمات..
أخشى أن نداء الإيقاد لن يجد أذنًا صاغية في السودان خاصة من قبل السلطة الانقلابية، وآمل أن تجد الاهتمام من المعنيين بقضية البيئة والتنمية والإعلام على الأقل لتكون مشكلة الجفاف والنقص في الغذاء في دائرة الاهتمام وسط حالة التوهان السياسي السائدة الآن.. وإذا شئنا الحق فمن المفترض أن يكون موضوع الجفاف هو الشغل الشاغل لنا جميعًا باعتباره أحد أهم عوامل التدهور الاقتصادي وتجدد النزاعات وفقر المجتمعات.
ومن المعلوم أن البلاد يسود فيها مناخ جاف وشبه جاف (نحو 72%) من المساحة، وهناك (13) ولاية متأثرة بالتصحر بدرجات مختلفة، ويتأثر الفقراء بشكل خاص به حيث يعتمدون في حياتهم على زراعة الأراضي الهامشية وقطع الأشجار، والأخطر هو زحف الرمال على مجرى النيل في الولاية الشمالية ودفن الأراضي الخصبة حوله، والفقر والتصحر صنوان كلاهما يقود للآخر، إضافة إلى النزاعات السياسية التي تكاد لا تتوقف، والبلاد الآن تواجه تدني الإنتاجية الزراعية ونقص الغذاء وازدياد حدة الفقر.
قضايا من المفترض أن تكون في صميم أولويات العمل السياسي والمدني والإعلامي، للأسف تضيع وسط سطوة الحكم الانقلابي، والانشغال بأجندة سياسية تفتقر إلى حد كبير لمضمون اجتماعي حقوقي، فلنضع قضية مثل التصحر ونقص الغذاء في قمة أولوياتنا الآن لرفع الوعي بها أولًا ولتكون في قلب البرامج والأهداف التي نسعى لتحقيقها، وهو أمر أدركته الحكومات والمنظمات المدنية في دول القارة الأفريقية التي تخطت إلى حد كبير حالة الانقسام السياسي والمجتمعي ووعت أهمية تجميع إرادتها نحو تحقيق أهداف التنمية والاستقرار، فمتى نرى قضية التصحر والفقر تتصدر أجندة عملنا العام؟
الميدان
هنالك برامج من منظمات الأمم المتحدة التصدي لمخاطر المناخ و برامج للتأمين من مخاطر الطقس تحت دعم برنامج الأمم المتحدة للتنمية و برنامج الأمم المتحدة للبيئة.
كنت في جولة خاصة في ولايات اختيرت لتنفيذ هذه البرامج. قابلت عددا من المزارعين و الرعاة و علمت منهم عدم وجود أي نشاط وسط هذه الفئات المتأثرة مباشرة بتغير المناخ. بل وجدت عند بعضهم جهل تام بمفهوم تغير المناخ.
من جهة ثانية سبق أن تلقيت دعوات كثيرة لورش عمل تقام في الفنادق الكبرى في الخرطوم.