
حتى لا .. ننسى
منى الفاضل
ساقنى الحديث عبر الهاتف مع إحدى قريبات الوالدة وهى فى عمرهن لهن الرحمة من إنتقل وطولة العمر لمن هن على قيد الحياة ، كنت اتلهف بعد كل وقت وآخر للحديث معها والنهل منها كما تسميه (حكاوى الزمن الجميل) و بالطبع كل إنسان يعيش زمن كان فيه الفرد ، المجتمع ، الدولة او حتى العالم جميعا لا توجد فيه تكنلوجيا او كورونا مثل هذا العصر لابد ان يرى كل الماضى كان هادئا وجميلا لدرجة انه حتى من يسمع عن تلك العهود لتمنى أن يكون من تلك الاجيال الذين قضوا جلً عمرهم مع ذلك النقاء العجيب !! .
فبدات تسألنى عن بعض ما يدور فى الساحة السياسية الآن !؟ وقد كان سؤالها قويا بشدة وحسم ، حتى أننى مما اعيشه من تزعزع وخفقات قلب عن ما اتابعه عبر الأخبار ، خلق سؤالها فى داخلى خوفا اكثر وحيرة كيف اجاوبها ؟ هل أصرفها عن الحديث كى لا أُحزن تلك المرأة المسنة وتعيش على ما راته سابقا كى لا تُحبط ! !! لكنه سبق السيف العذل فقد وجدتها مُتداركة لكل الاوضاع المايلة التى رفضنا أن نٌقومها او نُعدل سيرها وفشلنا فى كل ما يٌكتت ويُسمع ويُقال ، بل أصبح جميعه لا انجاز ولا عمل لكل ذلك .
فشعرت من صوتى أننى محبطة وليس لدى ما أٌجيبها فيه ، فقالت ولم تتردد فى قولها الحاسم برغم كبر السن ورهق الحياة :- يا إبنتى الغالية سوف احكى لك عننا نحن النساء كيف كان النساء ذلك الحين ، نُسيًر امور الحياة بالرغم أننا نُعتبر لم نجد مثلكن قسطا من العلم ، التطور ، سهولة الحياة بما تسمونه (الكنكلوجيا) نطقتها كما كتبتها تماما ، ومع كل ما لم نناله إلا أننا كنا صميمات رأى وصاحبات شكيمة وعزيمة لتسيير دولاب الحياة بحكمة متناهية ، لم نكون مترخرخات كما نسمع من بعض مياعتكن التى أراها عند بعض البنيات والخروج على كل جميل وإسستبداله بما هو ماسخ لا قيمة فيه ، كنا نتمسك بالقيم لا نُحيد عنها ، حتى اللائى لم يسلُكن الدرب القويم ، كان دربهُن (المعوج ) له قيًم يسيرن بها أمورهن والجميع يحترم حتى إعوجاجهن ذلك .
كانت للمرأة وللبنت ولكلمتها وزن ، يحترمها الكبير قبل الصغير ، لأنها كانت تعلم تماما انها تقول وهى صادقة لا تتلون ولا تُكذب ، بالتالى نالت تقدير الجميع لها ، فقد كانت على السجية نعم ، لكنهٌ رأى حكيم وسديد .
كنا نحن النساء نُدير خلافات الحياة بالتأنى دون الإستعجال ، نعم قد نُخبئ الكثير منها عن مسامع الرجال !! لكن ذلك لم يكن القصد منه الخوف او التمويه ،، إنما طريقة تفكير الامر والمشكلة وعلاجها عند المرأة تختلف عنها فى الرجال ، فبعض الأحاديث قد تكون مهمة جدا ومصيرية وذلك حقيقي ، لكن عند الرجال ينظرون لها بإستهانة عكس تفكيرنا نحن ،وكذلك بعض الذى نستهين نحن فيها ، نجد الرجال يقيمون الدنيا ولا تقعد لإدراكهم ايضا بما نحن نجهله .
كل هذه سجالات الحياة لا تختلف ياإبنتى من السياسة والحكم والرآى السديد ، لكننا لم نُعطى فرصة كافية برغم رجاحة عُقولنا التى أصبحوا اليوم ينعتوها بالناقصة !! كيف ينقص خلق الإنسان الذى إكتمل فى أحسن تقويم ،، لذلك يا إبنتى اعلمى انت!!! .
و(اهو ديل اخواتك بسمعن فينى زيك) وهن بجانبها وانا عبر الهاتف .. لتعلمن أن دوركن انتن من يملأه ، فلا فراغ لمرأة يمكن أن يملأه الرجل والعكس صحيح ،، معنى ذلك أنتن ستعدلن الكثير من اللخبطة التى تملأ الأماكن فى كل شئ ، لكن فقط أركزن وخليكن واعيات بدوركن بجدارة ، كى لا تضيعوا البلد وتاريخ دولتنا التى هى تمتلك الكثير والجميل الذى قلً ان يُوجد لها مثيل فى كل خيراتها ومواطنيها وجميل ما يحملون .
المرأة السودانية لم يضعفها ويقلل من قيمتها ويتعبها ، غير تخليها عن دورها الحقيقي الحاسم الذى لا يُبدل ، وتركت الرجال يتنطعون فى دهاليز مهامها الجسام وقد نسوا واجباتهم الحقيقية ، وأصبحوا يصرون على المواقف المرخرخة ويعتبروها تخصهم ، بينما هذا الشئ المرخرخ إن قامت به إمرأة لأستعدلت موازين اقياس كثيرة .
سمح يا خالتنا الحبيبة انا بستأذنك هسه فى مكالمتى معاك دى وبرجع اتصل بيك تانى وأحكى لى شكل حياتكن ومواقف الرجال كانت كيفنها وبعد كده نقارن ،ما الذى تغير من امس الى اليوم لنعدل دربنا ونمشى عديل ..
ودمتم …
