مقالات وآراء

أين سؤال الوطن في أجندة الراهن السياسي؟

خارج السياق
مديحة عبدالله
(2)
منذ انقلاب 25 أكتوبر اللعين، تم طرح عشرات المبادرات والمواثيق للخروج من الأزمة واستعادة الديمقراطية، الاختلاف بينها واهي ومع ذلك تبدو الرؤية المشتركة المتفق عليها غائبة، وجميع المبادرات والمواثيق جيدة صادقة تهدف لتحقيق أهداف الثورة، ركزت على شكل وهياكل الحكم والعلاقة بينها كطريق يضمن للمدنيين أن يكونوا هم في مركز السلطة، هدف تكاد كل الأطراف المدنية تتفق عليه ومع ذلك يظل سؤال أساسي غير مطروح هو ما هو المشروع الوطني الاستراتيجي الذي نسعى إليه جميعًا كسودانيين لتحقيقه، الذي يمثل خط أحمر لا يمكن أن نسمح بتعديه؟ أهمية السؤال تبرز في هذا الوقت بالذات لأن الوطن مهدد بالتفتت بسبب النزاعات التي تكاد لا تتوقف ويتم بسببها إهدار الحق في الحياة للكثيرين على مدار أيام السنة، و18 مليون من المواطنين يواجهون الجوع، و13 ولاية من ولايات البلاد تعاني الجفاف المهدد للموارد المائية والزراعية..
ترى متى نقف ونراجع مواقفنا ونطرح على أنفسنا السؤال ماذا نريد كسودانيين ونحن نواجه كل تلك المعضلات؟ أهمية السؤال تبرز من حقيقة أن الغرق في جزء من أجزاء الأزمة لن يقود لحل شافي لأزمات الوطن، وكل المشاكل الماثلة الآن مقدور عليها إذا اتفقنا على مشروع وطني، ما الذي يمنع أن نتفق على أن الدم السوداني خط أحمر في أي بقعة من أرضه، وأن يشكل ذلك الأرضية للبحث في قضية السلام بمعناه الديمقراطي الحقوقي؟..
نحن شعب نقف على تاريخ عظيم ونملك القدرة على مواجه كل التحديات، تبرز المفارقة عندما نجد أن العالم يحتفي بهذا التاريخ بينما نحن نغرق في مشاكل الحاضر دون أن نستمد روح التحدي من إرثنا العظيم، حيث أطلقت منصة غوغل تجربة تفاعلية رقمية جديدة تهدف إلى مساعدة الناس على استكشاف أهرامات (مروي) التي تُعد أحد مواقع التراث العالمي المدرجة ضمن برنامج منظمة الأمم المتحدة (اليونسكو) بهدف التعرف على أخر عاصمة للمملكة الكوشية وثقافتها… باستخدام تقنيات الواقع المعزز والتجول الافتراضي من خلال منصة غوغل للفنون والثقافة (الشرق الأوسط 18 مايو الجاري)، لماذا لا يكون هذا الاحتفاء حافزًا على العمل لاستعادة تماسك الوطن وعظمته؟
الميدان

تعليق واحد

  1. المشروع البتسعوا لتحقيقه يا بنت لينين هو خلق حالة من الفوضي الضاربة اطنابها وتجيبي ناس سيداو عشان تمشي علي حل شعرك في ارذل عمرك ده وتفسدوا هذه الارض الطاهرة .. نميري ما أخطأ لما جز روؤس بني شيوع وخلي باقيهم هاربين ما رجعوا الا بعد إتأكدوا من موته

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..