مقالات وآراء

الاستراتيجية “الدراكولية”

 

عمر الدقير

ما حدث اليوم وما ظل يحدث، منذ انقلاب ٢٥ أكتوبر، من قمعٍ مفرط واسترخاصٍ لسفك الدماء وإزهاق الأرواح يجعل الذئاب تستحق الاعتذار لكل ما ألصِقَ بها من صفات وحشية.. فالانقلاب خلال شهوره السبع، برصاصه وقنابل غازه وزنازينه، يتفوق في التوحش على الذئاب وغيرها من سلالة الضواري في الغابة.

كأنّ العقل الذي يحدد لسلطة الانقلاب استراتيجية تعاملها، في مواجهة المقاومة السلمية، يستوحي تدابيره الأمنية من رواية “دراكولا”- مصّاص الدماء- التي كتبها الايرلندي برام ستوكر عام ١٨٩٧م.. يكفي تأكيداً لذلك ما حدث اليوم، في مدينة أمدرمان، حيث لم يكن الموكب مركزياً، ولم يكن معلناً ما يعني محدودية المشاركين فيه، ولم يكن فيه غير هتاف الحناجر والأيدي العزلاء الملوحة بشارات النصر، ومع ذلك قابلته الأجهزة الأمنية بوحشيةٍ بالغة وشراسةٍ في القمع أوقعت شهيداً وعشرات الجرحى، ثم واصلت ذات الحملة الوحشية في مواجهة المواكب التضامنية العفوية التي خرجت في مناطق أخرى!!

إذا كان هدف هذه الاستراتيجية “الدراكولية” هو الترويع بهدف التركيع ثم الاستسلام للأمر الواقع، فقد طاش سهمها لأن الحرية أحياناً تكون أغلى من الحياة ولذلك يموت الشهداء دفاعاً عنها.. أما إذا كان الهدف هو التيئيس من المقاومة السلمية لدفع المزاج العام للقبول بعملية سياسية فطيرة تفضي للتصالح مع الانقلاب أو سد الآفاق أمام أية عملية سياسية تنهي الانقلاب وتسترد مسار التحول المدني الديموقراطي، فعليهم أن يعلموا أن الشعوب- بالفعل- تيأس من خيرٍ في أنظمة الاستبداد ولكنها لا تتصالح معها مهما توحّشت في القمع، بل هو يأسٌ غاضب يفضي لأعلى درجات الأمل والإصرار على التغيير.. في هذا السياق نذكرهم بمقولة الكاتب الفرنسي، البير كامو، للنّازيين الذين حاصروا بلاده خلال الحرب العالمية الثانية: “لقد حاصرتمونا بشكلٍ خانق، لكنّكم زوّدتمونا بالسِّلاح الذي سنهزمكم به.. اليأس”.

الديمقراطي

‫3 تعليقات

  1. لوغلبك سدها وسع قدها.
    بعد المجزرة لم نكن نريد ونطالب بغير محاكمتهم.
    اما الآن نريد فقط صلبهم وتركهم معلقيين امام القصر مابقى السودان.
    ولن نرضي بغير صلبهم ابداً.
    وان تمادوا لقنصناهم واسرهم.

  2. بحب أقول ليك بإننا متذكرين كلامك عن ضرورة التسامي عن الشجون الصغرى واللي هي أن نتخلى عن القصاص لهؤلاء الذين استشهدوا لاجلنا وأن نسعى للشجون الكبرى وهي انجاح الشراكة مع العسكر، وبحب أذكرك إنك قلت الكلام دا أيام ضغط الثوار بالوقفات الاحتجاجية والمواكب أيام فاحت روائح أجساد الشهداء في تلاجة مستشفى التمييز لما حكومتكم قطعت منها الكهرباء، أي خيانة وأي عار يجلل هاماتكم التي طأطأتموها للعسكر يا أنصاف الرجال أصحاب أنصاف الحلول والهبوط الناعم

  3. ليسو سوى شوية عجزة من المجلس العسكري الانقلابي … وكحول شياب من بقايا الكيزان العفنة … لن يستطيعو التغلب على شباب اخذو العزم على العيش بحرية وكرامة..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..