تيه وضياع يلفنا من كل جانب

محمد حسن شوربجي
نعم نحن في تيه وضياع قد شمل كل مناحي حياتنا..
تيه وضياع في الهوية ..
وتيه وضياع في المأكل والمشرب ..
وتيه وضياع في بناء اقتصاد ..
وتيه وضياع في استغلال الموارد ..
وتيه وضياع في التعامل مع الآخرين ..
وتيه وضياع في السلام ..
وتيه وضياع في العدالة ..
وتيه وضياع في التعليم ..
وتيه وضياع في الزراعة ..
وتيه وضياع في علاقاتنا بالخارج ..
وهو في الاصل تيه عام وضياع تام ..
والتيه والضياع هما أسوأ ما يقع فيه المجتمع ..
ويكون التيه والضياع هما النكبتان الحقيقيتان على صعيد الفرد ..
فتيه وضياع الفرد ينتهي بكل جهوده إلى فناء ..
وإن حاق التيه والضياع بأمة ضل سعيها في الحياة الدنيا وشقي أبناؤها على ما لديهم من خير وعلم ..
فيجب اخوتي أن نعترف بجرأة أن أمتنا اليوم في تيه وضياع ..
فهي في تيه وضياع جعلها تضرب الدنيا شرقا وغربا تستجدي الفرج من عند غير نفسها ..
وهي الان تسير على غير هدى في كل مسالك الحياة..
تجري خلف السراب وتستجيب لدعوات الاعداء..
وتيهنا وضياعنا لا يقفان عند حد ولا يقتصران على قضية ..
فتيهنا وضياعنا قد شمل كل ملفات الحياة اليومية..
فهذا التيه الذي اصبح يلفنا من كل جانب قد احدث بيننا إحباطا واستكانة ..
فكأننا في السودان نسير في حلقات مفرغة لا نري املا لحياة سعيدة ..
واحيانا تكون بعض الدول الاستعمارية سببا جوهريا لذلك التيه والضياع من خلال مخططاتها وحروبها وطائراتها المدججة بالأسلحة الفتاكة التي تدمر حياتنا ..
والمثال كل تلك الحروب التي شهدتها مناطقنا العربية من فلسطين الي السودان الي سوريا الي اليمن الي ليبيا ..
وان كنا والحمد قد خرجنا من تلكم الحروب المصطنعة التي تخلف ورائها كل الدمار ..
وبأمنيات حقيقية وجديدة وبميلاد مجتمع حضاري جديد ربما يكون خاليا من التيه والضياع ..
اليس عيبا ان نفشل كبلد في بناء دولة نتعايش فيها..
لماذا كل هذا التشظي والعناد والوقوف امام عجلة الدوران ..
ولماذا يبقي اقتصادنا مراوغا ومستعصيا منذ الاستقلال وحتي الآن ..
فلقد انقضي العمر ونحن نعاني الجوع والفاقة والمرض ..
بينما استطاعت دول من حولنا هي اقل منا مواردا وفى فترات زمنية مماثلة أن تنطلق على طريق التنمية لتتحول إلى دول صاعدة ومتقدمة ..
فما سبب عجزنا البين في أن نحقق ما حققته هذه الدول التى كان البعض منها متأخرا بالقياس إلى أوضاعنا منذ نصف قرن ..
وما سبب فشل كل مشاريعنا منذ الاستقلال؟؟
انه التيه والضياع الذي يلف السودان من كل جانب..
فمتي خروجنا اخوتي من هذا التيه والضياع..
لا يغبر الله قوما حتي يغيروا مابانسفهم التغير يبدا بمحاربه الفساد وردع المفسدين بالقانون الصارم