خطاب فولكر الثالث وخذلان مجلس الأمن الدائم

أسماء جمعة
في ديسمبر الماضي؛ قدم الممثل الخاص للأمين العام لبعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس)، السيد فولكر بيرتس، خطاب إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي حول السودان، وحينها لم يمر على الانقلاب أكثر من شهرين. الخطاب أحاط مجلس الأمن بكل شيء في تلك الفترة، وعكس صورة مأساوية خطيرة تستوجب تدخله بقوة لإعادة الأمور إلى نصابها بسرعة قبل أن يتعقد المشهد، لكنه لم يتحرك، وظل يراقب المشهد وهو يمضي نحو مزيد من التعقيد.
وفي مارس الماضي؛ قدم فولكر خطاب إحاطة للمرة الثانية، أكد فيه أن الأمور في السودان مضت للأسوأ وبشكل خطير. وبناء عليه توقع الناس تحركاً سريعاً لمجلس الأمن ولكنه لزم الصمت كما في المرة الأولى. ففهم البرهان ما لا يجب أن يفهم وتشجع على الاستمرار في إجراءات الانقلاب وتصفية الثورة والثوار، ودعم نفسه بإرجاع النظام المخلوع، بل بدأ يقود حملة ضد البعثة الأممية نفسها.
يوم 24 من هذا الشهر وللمرة الثالثة؛ قدم السيد فولكر خطاب الإحاطة الثالث وقد بلغ عمر الانقلاب سبعة أشهر كاملة، لم يذكر شيئاً إيجابياً واحداً يصب في مصلحة العودة إلى مسار الانتقال، بل أكد أن البرهان غير مهتم بما يقوله مجلس الأمن ولا المجتمع الدولي عموماً، ولا حتى بانقطاع المساعدات الدولية عن السودان والمصير الذي ينتظره.
فولكر تحدث عن محاولات الآلية الثلاثية لجمع الأطراف السودانية من أجل حوار جديد حتى الآن فشلت في إنجازه، وفي الحقيقة لن تنجح أبداً لأن أصحاب المصلحة الحقيقيين يعلمون أنه مضيعة للزمن ولن يكون منقذاً بقدر ما سيكون مساومة على تصفية الثورة بهدوء بدل القوة.
الأمر المؤسف جداً والغريب والمحبط هو أن فولكر قال إن هناك اعترافاً متزايداً بالحاجة إلى حوار مدني عسكري، وهذا ليس صحيحاً. فالشعب صاحب المصلحة مصر على شعار “لا تفاوض .. لا شراكة .. لا مساومة”، هنا يكمن المخرج الحقيقي من الأزمة، ويجب أن يدعمه الجميع، وهذا لا يمنع من أن يكون هناك تفاهم للعمل مع العسكر، ولكن أن يفرض البرهان وحده رؤيته على الجميع عبر حوار يريده هو ليعمل على تصفية الثورة بأيدي أصحابها، فهذا أمر مرفوض.
خطاب فولكر الثالث أكد للمرة الثالثة سلبية مجلس الأمن والمجتمع الدولي عموماً تجاه السودان، هذه السلبية هي التي شجعت البرهان على الاستمرار في إجراءات الانقلاب وتصفية الثورة والثوار واستعادة النظام المخلوع، بل أصبح يرسل للمجتمع الدولي رسائل تحدٍ، اتهم رئيس البعثة الأممية بتجاوز حدوده، ولم يول اهتماماً لنصائح ومطالب أصدقاء السودان، ومؤخراً رفض تجديد إقامة كبيرة مستشاري الأمم المتحدة، روزاليند مارسدن، في خطوة تؤكد إصراره على الاستفادة من سلبية مجلس الأمن والاستفراد بالشعب.
وكلما مر الزمن ولم يواجه البرهان بقرارات حاسمة كلما تمسك أكثر بالانقلاب والعنف، وفي الحقيقة هو متأكد أنه سيبقى وأمامه تجربة نظام البشير، ماذا فعل له مجلس الأمن والمجتمع الدولي غير أنه فرض عقوبات على السودان دفع ثمنها الشعب واستفاد منها النظام؟! لذلك قال البشير قولته المشهورة: “ديل كلهم تحت جزمتي دي”، وهو يقصد الأمم المتحدة بكل مؤسساتها، وغداً سيخرج البرهان ويكررها.
فليعلم مجلس الأمن والمجتمع الدولي أنه ليس هناك حل للأزمة السودانية غير الضغط الدولي والشعبي على الحكومة الانقلابية، الضغط الشعبي مستمر ولن يتوقف، وعلى الأمم المتحدة وأصدقاء السودان أن يمارسوا ضغطاً قوياً وفعالاً على البرهان وعصابته إن أرادوا مساعدة الشعب السوداني فعلاً، أو الابتعاد وتركه وحده يواجه مصيره كما فعل عندما أسقط البشير. ولكن ستكون مبادئهم وقيمهم على المحك، وسيسجل التاريخ أنهم خذلوا شعب السودان خلال أكثر من ثلاثة عقود مثلما خذلوا شعوباً أخرى كثيرة علقت أملها على مؤسسات الأمم المتحدة، وعلى رأسها مجلس الأمن.
الديمقراطي
أنا استغرب بل اشمئز من ربط هذه العصابة المجرمة واعضائها بالإسلام ووصفهم بالإسلاميين لان بينهم والاسلام مابين المشرق والمغرب. سموهم الكيزان لان الكوز هي الصفة التي تجمع كل وسخ وسخائم ونقائص النفس البشرية، قل لي بربك هل تركوا اي كبيرة اوجريمة او جريرة مما تاباه النفس السوية لم يقترفوها في حق الشعب السوداني، دع عنك من مخالفة افعالهم لكل شرع او قانون ارضي او سماوي او دين او خلق. ومما يعجب له المرء قول هذا الكوز النتن كرتي بان برهان ضابط عظيم الا يدري هذا الجاهل ان العظيم هوالله وحده، لذا لاتدنسوا الدين الحق بربطه بهولاء الفسقة.