مقالات وآراء

ما الذي يمكن أن يُوحِد السُودان في ظل دولة مُختطفة وإنتماء مُبعثر ..

نضال عبدالوهاب

ما دعاني لكتابة هذا المقال هو دعوة تلقيتها من الرفاق بالحركة الشعبية شمال “جناح الحلو” بالمهجر للمشاركة في ندوة “إسفيرية” عبر تطبيق “زووم” وتُنشر في صفحة الحركة بالتعقيب علي المتحدثين الرئيسين الرفيقين والأستاذين تانوت آمون ومراد موديا  ..  موضوع الندوة عن مسألة الهوية والمواطنة والتداخل الإقليمي في نموذج دارفور ، كانت بتاريخ ٢٨ مايو ٢٠٢٢ ..
مسألة الهوية والمواطنة في السُودان كثيرا ما تطرق لها العديدين من المهتمين من سياسين ومفكرين و اكاديمين وباحثين ، لذلك جاء قبولي للدعوة ليس لإضافة شئ جديد وإنما كان كل همي الإستماع لوجهة نظر قادمة من داخل الحركة وفي هذا التوقيت ، وفي ذات الوقت إيصال رأينا في مسألة في تقديرنا هامة جداً لمستقبل السُودان لم تجد الحسم نسبة وبكل بساطة لأن دولتنا السُودانية ظلت مختطفة وغريبة علي كثير جداً من السُودانيين وشعوبه ، وبسبب هذا الإختطاف إختلّ ميزان العدالة في الوطن وكثر الظُلم والمظالم وحدثت مشكلات حقيقية وإختلالات في التنمية وتفاوت ، وإنحصرت السُلطة والوظائف العُليا في مجموعات إثنية وجغرافية مُعينة منذ إستقلال الدولة ، وتبعثرت الإنتماءات وطغت القبلية والإثنية وعصبية العرق ، وكنتيجة للظلم والغبن وعدم المساواة والتهميش قامت الحرب كنتيجة طبيعية لهذا التفاوت والإختطاف من المجموعة العربية الإسلامية والمركز الجغرافي في الشمال والوسط تحديداً ، حتي أدي كما هو معلوم للجميع لإنفصال ثلث البلاد في الجنوب وقيام دولتين بإسم السُودان وجنوب السُودان …
الآن ونحن في خضم ثورة عظيمة مدنية سلمية قام بها كُل السودانيين مُستمرة لأكثر من ثلاث سنوات ، وفي ظل واقع مأزوم ومفترق طرق ، لا يمكن لي أي حلول قادمة أن تتجاوز هذا التمزق الحادث في البلاد ، وإن لم نجابه وبتعقّل كبير وتصميم وإعتراف بالأخطاء الكارثية التي حدثت وبالمظالم الكبيرة والعديد من الضحايا الذين مضوا وبمئيات الآلاف نتيجة حروب الإبادة والتطهير العرقي وأكذوبة الهوية الواحدة التي سيطرت وهي “العربية الإسلامية” علي حساب بقية الهويات لكل الشعوب والإثنيات السُودانية الأخري ، وميزت وفرقت بين مواطني نفس الدولة مما اشعر الملايين بغربتهم داخل وطنهم دعك من اي مظالم أو إضطهاد وقع عليهم مما دفع بالعددين لرفع وحمل السلاح والذي له تكلفته الباهظة كما يعلم الجميع ، وبالفعل قُتل ملايين من السُودانين منذ حرب الجنوب الأولي وحتي الإنفصال مضافاً إليهم ضحايا الابادات والمحارق والقتل في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق وجنوب كردفان والشرق .. أي حديث عن ديمُقراطية أو تغيير في السُلطة لا ينهي المظالم التاريخية ويعيد الدولة من إختطافها وإرساء أسس مُواطنة حقيقية ومساواة ودستور ديمُقراطي لا علو فيه لاي مكون إثني أو شعب داخل الدولة علي البقية ولا تمييز بسبب الدين أو اللغة أو العرق واللون ، وبإتفاق جميع السُودانين وإنصاف المظلومين والضحايا وتحقيق العدالة وتوحيد كل الارض والدولة السُودانية علي هذه الأسس ، أي شئ بخلاف هذا يُعتبر غير جاد ولا يُعبر عن أي تغيير حقيقي ، أي محاولات لإستمرار ذات السُودان القديم ونفس الهيمنة المركزية والهوية الواحدة المُسيطرة ستكون النتيجة إما إستمرار الحرب أو التشظي الكبير والتحول لدويلات فاشلة ومتصارعة ومتحاربة حتي فيما بينها .. لنعترف بأخطاءنا مُنذ نشوء الدولة السُودانية الحديثة مابعد  الإستقلال ونصحح جميعنا تلك الأخطاء وعلي رأسها خطأ تصنيف “هوية” دولتنا السُودانية علي أساس الدولة و الهوية “العربية الإسلامية” وطُغيان ثقافتها علي بقية الهويات والثقافات الأخري الأصيلة فيه ..
ولنبحث ونتمسك عن ماهو الذي يُوحد السُودان ولنعترف بتعدد هوياتنا وثقافاتنا وإثنياتنا الزنجية والبجاوية والنوبية أو حتي العربية كواقع لكنه لا يبعثر إنتماءنا لسُودانيتنا كهوية جامعة لكل السودانيين ولأفريقيتنا الجُغرافية ولدماءنا السوداء والسمراء فكل هذه الأرض السُودانية لنا بكل تاريخها وحضارتها وعراقتها ..
فليكن هم كل المخلصين لهذا الوطن إعادة الدولة المُختطّفة من مُختطِفيها سلمياً فالتغيير نحو سُودان الحرية والعدالة والديمُقراطية والسلام والوحدة يبدأ من هنا ..

‫2 تعليقات

  1. تحليل غير موفق اطلاقا اخ نضال حيث نسف موقف الحركات المسلحة من الثورة التي وصفتها بانها عظيمة ومدنية وسلمية قام بها كُل السودانيين حيث طغت على كل مواقفهم القبلية والإثنية وعصبية العرق ووضح انهم غير صادقين في محاربتهم للظلم والغبن وعدم المساواة والتهميش بل مارسوا اسوء انواع الغل والحقد والتشفي وللاسف حتي الحرب كان وقودها هم ابناء مايعرف بهذا الهامش المتمسحين زيفا بادعاء الانتماء للمجموعة العربية الإسلامية ودونك داركوز والارزقية الذين انتموا لنظام الانقاذ المجرم من شاكلة علي كوشيب وحسبو وخليل غيرهم كثير.

    1. سلامات اخ اسماعيل .. نحترم رايك .. لكننا نختلف بإعترافنا الصريح بإنه السودان منذ استقلاله أُعلن دولة عربية إسلامية وسيطرت علي الحكم فيه وكل الوظائف العليا اثنيات محددة مع اقصاء وتهميش للعديد من الشعوب الاصيلة ، وهذا اضافة للمظالم مؤكد ولّد غُبن وادي للحرب ، وانقسام البلد .. الهوية العربية الاسلامية كارثة حقيقة وخطأ فادح يجب ان يُصحح ، واما من تحالفوا مع المركز الباطش من ابناء الحركات فهؤلاء يسعون فقط للسلطة والمناصب وهذه قضايا اخري لم يناقشها المقال .. تحياتي ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..