رفع حالة الطوارئ .. هل تصلح ما افسدته أشهر الانقلاب؟؟!

تقرير: الراكوبة
تتثاقل المهمة أمام رئيس مجلس السيادة الانقلابي عبد الفتاح البرهان، في كيفية العودة لما قبل ٢٥ أكتوبر، والبحث عن صيغة توافقية بينه وقوى الثورة. وعلى الرغم من محاولته إعادة بناء جسور الثقة وتهيئة مناخ ملائم يفضي إلى حلول تعبر بالبلاد بر الأمان، الا ان طريق العودة بدأ معبدا في ظل مطلوبات واشتراطات تتسيدها ضرورة ذهابه من المشهد. محك يقف في منتصفه البرهان وصحبه، رغم قيامه بمعالجات كان في آخرها رفع حالة الطوارئ، والتي عدتها قوى الثورة غير كافية، فكيف يخرج الجنرال ازمته؟ وفي أي الجوانب ستصطف الدول الخارجية والبعثات الدبلوماسية؟ وهل سيصلح الحل ما افسدته أشهر الانقلاب. ؟
مصلحة
علي الرغم من محاولات عدة من قبل قادة الانقلاب لعودة المسار السابق الذي كانت عليه البلاد في ما قبل ٢٥ أكتوبر، الا ان كل المحاولات يواجهها رفض الشارع، الداعي لذهابهم نهائيا من الساحة، غير أنه وفق مراقبين فإن العسكر يقدمون تنازلات ليس الغرض منها قوى الثورة او الحرية والتغيير، بقدر ما أنها تصب في مصلحتهم أمام المجتمع الدولي ومحاولة عودة الدعم والقروض والمنح، وقياسا على ذلك نجد تباين كبير في الآراء وانقسام أعقاب الإعلان عن رفع حالة الطوارئ مابين داعم ومؤيد و ناصر لقرارات العسكر، واخر غير مبالٍ ومستنكر ، ويعتبر الأمر كله في طور عمل الآلية الثلاثية المشتركة والتي كانت قد دفعت بمقترح من أربعة قضايا للدفع بعملية الحوار، في سعى منها لبناء توافق سياسي على أوسع نطاق ممكن، والمتمثل في تحديد معايير لاختيار رئيس الحكومة والوزراء، وبلورة برنامج عمل يتصدى للاحتجاجات العاجلة للمواطنين، وصياغة خطة محكمة ودقيقة زمنياً لتنظيم انتخابات حرة ونزيهة، فيما شددت الآلية على وجوب توفير الإجراءات الضرورية لتهيئة المناخ الملائم للحوار بما فيها إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين، ورفع حالة الطوارئ، والغاء كافة القوانين المقيدة للحريات، وضمان عدم حدوث انتهاكات لحقوق الإنسان.
غير كاف
و انتقدت قوى الثورة رفع حالة الطوارئ وعدته أمر غير كاف و بحاجة للمزيد من التبعات للحديث عن مناخ ملائم، وبحسب عضو المجلس المركزي للحرية والتغيير أحمد حضرة ل”الراكوبة” فان رفع حالة الطوارئ أمر غير كاف مشددا على تمسكهم برؤيتهم المطروحة لدى الآلية الثلاثية المشتركة بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والايقاد على ضرورة ذهاب العسكر.
واكد في ذات المنحى أن مطالبهم داخل قوى الحرية والتغيير لا تتجزا عن مطالب الشارع الرافض للعسكر وللشراكة، وتابع: قانون حالة الطوارئ ليس هو المعضلة الأساسية في المشهد، وانما المعضلة تتلخص في ضرورة الى جانب رفع حابة الطواريء إطلاق كافة المعتقلين السياسيين وعودة لجنة إزالة التمكين وعودة قرارتها.
ووفي ذات السياق وصف رئيس اتفاق مسار شرق السودان الامين السياسي للجبهة الثورية خالد شاويش قرار رئيس مجلس السيادة ، رفع حالة الطوارئ المفروض في البلاد بالايجابي ، وشدد على أنه ليس كافيأ.وطالب في تصريحات صحفية الحكومة بمواصلة الإجراءات الملموسة لبناء النوايا الحسنة، وتعزيز آفاق السلام، وذلك بانزال القرار في صيغة اجراءات تساعد على توسيع دائرة الحريات محذرآ من مغبة تجاهل ذلك مما يشئ بعدم حدوث تغيير حقيقي.
وقال : (نحتاج ان نشعر بانفتاح في كافة مناحي الحياة منها السياسية والاقتصادية والاعلامية ليكون شعار حرية سلام عدالة على أرض الواقع).
ترحيب
في مقابل ذلك رحبت عدد من القوى السياسية برفع حالة الطوارئ واعتبرته البداية الصحيحة لحوار سوداني جامع، فيما رحبت في ذات الوقت الآلية الثلاثية المشتركة برفعها، وكذا دولة جنوب السودان بالقرار، عقب مشاورات من قبلهم قادت إلى قرار الفك.
بدره وصف حزب المؤتمر السوداني؛ قرار رفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين؛ بالخطوة المهمة – التي انتزعتها الحركة الجماهيرية بتضحياتها الجسام واستخدامها لكافة وسائل المقاومة السلمية والأدوات السياسية – في سياق تصميمها على إنهاء الانقلاب والتأسيس الدستوري لسلطة مدنية انتقالية كاملة تحقق غايات ثورة ديسمبر المجيدة.
وقال الحزب في بيان له إن حالة الطوارىء والاعتقالات لم توقف الحراك السلمي المقاوم للانقلاب، وسيستمر هذا الحراك حتى يحقق أهداف.
شراكة الانتقال
وفيما طالت الانتقادات مواقف قوى الحرية والتغيير المتشدد على عدم الشراكة، يرى في السياق المحلل السياسي خالد البشير ضرورة مراجعة قوى الحرية والتغيير لمواقفها الرافضة الشراكة مع العسكر، مؤكدا خلال حديثه ل “الراكوبة” أن المرحلة تتطلب شراكة الانتقال لعبور الهاوية التي تقف على حافتها البلاد، وتابع: الان العسكر أمام الجميع مد يده بيضاء بينما تصر قوى الحرية والتغيير على موقفها.
واكمل: المزيد من الصراع يفتح الباب مواربا لعودة فلول النظام السابق وأتباعه، ولذلك لابد من التوحد والشراكة وسد الثغرات
تهيئة مناخ
وامس الأحد أصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان، مرسوما يقضي برفع حالة الطوارئ في كل أنحاء البلاد لتهيئة المناخ لحوار وطني من أجل إنهاء الأزمة السياسية الراهنة.
وفي ال ٢٥ من أكتوبر كان قد أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان حالة الطوارئ في البلاد، وحل مجلسي الوزراء والسيادة، وإقالة حكام الولايات، والتمسك الكامل والالتزام بما ورد في الوثيقة الدستورية، وإعفاء وكلاء الوزارات، على أن يتولى المدراء العامون تسيير الأعمال، وتجميد عمل لجنة إزالة التمكين حتى تتم مراجعة أعمالها.
الثورة مستمرة، ١٣٠ المشنقة بس