مقالات سياسية
مبادرة ملغومة

قهوة مرة
عوض عدلان
من المستغرب ان تقوم دولة (دكتاتورية) بتقديم مبادرة لتسهم في اعادة (الديمقراطية) الي دولة اخري ففاقد الشيء لايعطيه بالاضافة الي ان تلك الدولة قد خاضت حروبا طويلة مع تلك الدولة التي تطرح عليها المبادرة وتحتفل سنويا بما تسميه (الاستقلال) بعد انفصالها ومازالت هناك العديد من الامور العالقة بين الدولتين كان الاجدر العمل علي حلها اولا قبل الولوج الي حل المشكلة السياسية الداخلية..
ليس هذا هو مربط الفرس بل الغريب ان العديد من القوي السياسية (الجاهلة) تحتفي هذه الايام بما تسميه (مبادرة جنوب السودان) لحل الازمة السياسية المتفاقمة حتي دون طرح هذه المبادرة علي الشعب السوداني وفي اعتقادي ان بعضهم لم يطلع عليها بتمعن كي يعرف محتواها ودون طرحها علي لجان المقاومة حتي تبدي ملاحظاتها عليها خاصة بعد (تطبيل) اللجنة الامنية لها مما ينم عن بنود متعددة فيها جاءت علي هواها..
والامر الأكثر غرابة ان هذه المبادرة تاتي من دولة افريقية بينما وهي تعلم رأي الاتحاد الافريقي في النظام الديكتاتوري القائم وتجميد عضوية السودان ومع وجود مبادرة اخري من خلال (الايقاد) وكان الاجدر لدولة جنوب السودان ضم هذه المبادرة الي مبادرة الايقاد حتي تاتي من خلال العديد من المبادرات المطروحة علي الطاولة وحتي يمكن دراستها بعمق تتسق مع المبادرات الدولية المطروحة..
ورغم اننا لاعلاقة لنا بنظام الحكم بدولة الجنوب الا ان تقاربها من النظام الدكتاتوري الجاسم علي اعناق الشعب السوداني يجعل كافة مبادراتها مثيرة (للريبة) والتوجس وهي ليس بموضع الثقة لدي العديد من القوي السياسية ويجب دراستها بتمعن قبل إبداء الراي فيها..
وأخيرا فان قبول وترحيب العديد من القوي السياسية الرجعية القريبة من اللجنة الامنية الانقلابية يزيد من درجة التوجس بان هناك بعض البنود (الخبيثة) التي ستعمل علي تفجير الوضع مستقبلا كما حدث في اتفاقية سلام السودان التي احتضنتها جوبا وساهمت في صياغة بنودها لتعمل علي تكريس سيطرة الحركات المتمردة علي كافة موارد البلاد الاقتصادية من معادن وثروة حيوانية ووضعت و(وزارة المالية) كلها في يدها ..
علي القوي السياسية (الجهلولة) والتي سارعت الي الترحيب والتهليل لتلك المبادرة إعادة دراستها والنظر الي أبعادها المستقبلية بدلا عن هذا (الانبطاح) غير المبرر للجانب العسكري رغم اننا علي ثقة بان هناك (فلتر) لكافة مايجري اسمه لجان المقاومة ولاخوف علي الوطن بوجدها فقد صار صمام الأمان لكافة الشعب السوداني في وجه كافة القوي التي تعمل علي إجهاض ثورة ديسمبر العظيمة..
مليونية ذكري فض الاعتصام
والمجد للشهداء : الابرار
عوض عدلان… الكاتب المخضرم… لك التحية والتقدير
فاقد الشيئ لا يعطيه يا استاذ عدلان خليهم اولا يحلوا مشاكل دولة جنوب السودان الموصوفة من افشل الدول وبعد ذلك يأتوا لنا. هذه مبادرة فاشلة طالما انها بدأت الحوار مع الطرق الصوفية.