أخبار السودان

31 يناير.. أشعل التاريخ ناراً واشتعل.. آلاف المتظاهرين يخرجون للشوارع.. و20 إصابة بالرصاص والغاز المسيل للدموع

استمراراً لدعوات الخروج في مظاهرات وتسيير مواكب تطالب بسقوط نظام حزب المؤتمر الوطني الحاكم؛ دعا تجمع المهنيين السودانيين وشركاؤه الى تسيير مواكب متعددة باسم “الزحف الأكبر” في العاصمة الخرطوم والولايات أمس الخميس 31 يناير 2019، وقد لبت العديد من المدن والقرى الدعوة وخرجت في مظاهرات متفرقة ومواكب في مسارات متعددة تدخلت على إثرها قوات الشرطة والأمن وأطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، كما استخدمت العصي والهراوات لتفريق المتظاهرين الذين كانوا يعيدون تجميع صفوفهم والعودة إلى الشوارع من جديد، في وقت تمت محاصرة بعض المناطق في العاصمة قبل بدء المواكب التي حددت لها الساعة الواحدة ظهراً.
مظاهرات القرى
الحراك الشعبي المطالب بتنحي الحكومات في السودان كان في ثورات سابقة يتم ويعتمد في الأساس على المركز (العاصمة)، بينما يكون دور المدن الأخرى والأرياف التلويح بالقبول والموافقة، لكن بقراءة الأحداث الأخيرة، تلاحظ أن المعادلة إختلفت تماماً، ففي البدء الشرارة الأولى كانت بعيدة عن الخرطوم وطيلة الإحتجاجات التي دخلت في شهرها الثاني ظل الريف السوداني يسجل حضوراً مميزاً، في موكب الزحف الأكبر أمس وقبل تحرك المظاهرات في الخرطوم تجمع صبايا وفتية قرية (بيكه) بالجزيرة وحملوا شعارات تطالب بإسقاط النظام، بينما رفع الأطفال رسومات بنايات وطرق في إشارة الى الوطن الذي يتمنون، في ذات الأثناء توافد أهالي القرية وسيروا بعد ذلك موكباً مهيباً جاب الشوارع وهتف بالقصاص لدماء الشهداء الذين سقطوا على الهبة التي تشهدها البلاد الآن، دفتر الحضور في موكب الأمس سجل كذلك عدداً من المناطق في ولاية الجزيرة منها (العقدة، النوبة، وديومه، أم دوانة، الشكينيبة، فداسي، العزازي، الشكابة شاع الدين والشبيراب، العزازة) بالإضافة الى الحلاوين، ومنطقة (حجر العسل) بولاية نهر النيل والتي خرجت هي الأخرى وخرج أهاليها بتظاهرة تقدر بالمئات وجابوا الطرقات مرددين شعارات (ثورتنا سلمية ضد الحرامية) و(حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب)، (كرمة النزول) شمالاً أيضاً شهدت إحتجاجات مشابهة كذلك خرجت بعض الأحياء بولايات (سنار والقضارف وبورسودان) قبل تدخل الشرطة وتفرق المظاهرات.
تفريق الاحتجاجات
وأمس في موكب الزحف الأكبر كان المتظاهرون أكثر إصراراً وتمسكاً بشعار (تسقط بس)، هذا الهتاف كان متفقاً عليه حيث تم ترديده في أكثر من موكب في الخرطوم، وفي تمام الواحدة انطلقت صيحات المتظاهرين في الخرطوم بري الأدارسة وجبرة والشجرة وفي بحري كانت شبمات حاضرة ولحقت بها الشعبية والمزاد والحلفايا ولم تغيب أم درمان كعادتها ومن داخل الاحياء أطلق المتظاهرون صيحاتهم من العباسية وبانت وابو كدودك، المواكب الهادرة كانت تشهر هتافاتها بعد أن عمل الشباب على إغلاق الشوارع وتأمين المظاهرات ولم تفلح قوات الشرطة اقتحام الأحياء المؤمنة بل كانت في كل مرة تطلق الغاز المسيل للدموع من الشوارع الرئيسية الى داخل الحي، لكنها فشلت في فض المظاهرات التي كانت تجوب الشوارع الداخلية ويتلحق بها المواطنون وتزداد اعدادها، الصورة تكاد تكون طبق الأصل في كل الأحياء تحركات وتكتيكات متشابهة مع اختلافات بسيطة بين كل حي وآخر تفرضه تضاريس كل حي، في المقابل كثفت الشرطة من وجودها في الشوارع الرئيسية في كافة المناطق وأماكن التجمعات فيما خفض جهاز الأمن من قواته وبدا ملحوظاً انخفاض عدد العربات البكاسي بدون لوحات وأعداد الملثمين في بعض المناطق، وتكثر في مناطق أخرى، حيث تمت اعتقالات عشوائية في أحياء أم درمان وحي المزاد بحري وفي الحلفايا.
وتظاهر المئات في السوق الكبير بمدينة بورتسودان حيث تنشط قوات الشرطة هناك في فض المظاهرات، وتقوم قوة من المباحث باعتقال الناشطين بعد أن غاب جهاز الأمن عن المشهد هناك فيما عدا الاعتقالات بسبب خلافاته الأخيرة مع وحدة من سلاح البحرية، وفي الشمالية تظاهر المئات في مدن عبري وكرمة النزل في شمال الولاية.
وفي شمبات تحرك الموكب في نحو الواحدة ظهراً وتصدت له الشرطة وتحول المحتجون الى حالة من التجمع والانفضاض، ورصدت (الجريدة) تجمع العشرات داخل الأحياء، الذين أغلقوا الشوارع بمتاريس من مخلفات النخيل وأشعلوا النيران على إطارات المركبات، ورددوا هتافات تطالب بتنحي رئيس الجمهورية وإنهاء حكمه، وأفادت المتابعات عن استمرار التظاهر حتى المساء، كما خرج محتجون في منطقة الشعبية شمال ببحري. واحتج مواطنون بأمدرمان (شارع الشهيد عبد العظيم) (الأربعين)، وأغلق محتجون الشارع بمتاريس للحيلولة دون الالتحام مع السلطات، وخلا الشارع من المارة، وساهم المحتجون الذين سيطروا على الشارع لساعات في تسهيل حركة المركبات، كما شمل التظاهر محطة سنادة والعباسية. كما شهدت الكلاكلة تظاهرات سلمية مرت بالشارع الرابط لمحطة (4) بالكلاكلة الوحدة -المعروف بشارع أبو رجيلة- مع الكلاكلة صنقعت وردد المشاركون في الموكب هتافات بسلمية تحركهم وإسقاط النظام، وشمل التظاهر الكلاكلة صنقعت شرق ووصل حتى آخر محطة بصنقعت (محطة 12)، وتواجدت السلطات بكثافة وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع وسقطت إحداها داخل منزل.
والمفاجأة كانت في التظاهرات التي انطلقت في عدد من الولايات والمناطق التي لم تكن مدرجة في جدول مظاهرات تجمع المهنيين السودانيين السابق، حيث شهدت أكثر من 20 قرية بالجزيرة مظاهرات تطالب بإسقاط النظام ولم تغب مدينة ود مدني عن المشهد، حيث شهدت مظاهرات كبيرة رغم الحصار الأمني المفروض على أحياء وشوارع وأسواق المدينة.
بدوره أعلن تجمع المهنيين السودانيين أمس أن عدداً كبيراً من المناطق خرجت مطالبة بإسقاط النظام ورصد في من العاصمة شمبات، بحري المؤسسة، جبرة، العباسية، الموردة، بري اللاماب، باشدار، بري الدرايسة، الشعبية، الشجرة، الحلفايا، المزاد، بانت، الجريف شرق، الكلاكلة، المعمورة، بيت المال، الصحافة، وفي الولايات سجلت الحضور كل من مناطق حجر العسل، أم طلحة، أم دوانة، العزازة، كرمة النزل، العقدة، الشبيراب، فداسي، سنار، القضارف، مدني، الشكابة شاع الدين، بورتسودان، النوبة، الشكينيبة، بيكة، والحلاوين.
إصابات المظاهرات
من جهتها أصدرت لجنة أطباء السودان المركزية، تقريراً عن إصابات موكب “الزحف الأكبر”، وأوضحت في التقرير الذي حصلت (الجريدة) على نسخة منه أمس، أن الجماهير التي خرجت تعرضت لشتى ضروب العنف بداية من إستخدام الرصاص الحي بدون أي وازع، وإلى إستخدام الغاز المسيل للدموع الذي سقط حتى داخل المنازل، وقالت إن حصيلة الإصابات سُجِّلَت جميعها بولاية الخرطوم وتمثلت في: شاب (٢٣ عاماً): مصاب بالرصاص الحي في الفخذ وكذلك مصاب بشظايا رصاص في البطن، شاب (٢٤ عاماً) مصاب بكسر بعظم الجمجمة بعد الإصابة بعبوة غاز مسيل للدموع، شاب (٢٨ عاماً) إصابة خطيرة بالرأس نتيجة للضرب، شاب (٢٠ عاماً) مصاب بالوجه، شاب (٢١ عاماً) مصاب بالوجه، شاب (٢٢ عاماً) حالة تشنج وإصابة بمفصل الكتف نتيجة إنفجار عبوة غاز مسيل للدموع، وكذلك إصابة في البطن نتيجة إنفجار عبوة غاز مسيل للدموع، إصابة في القدم نتيجة إنفجار عبوة غاز مسيل للدموع، إصابة في اليد نتيجة إنفجار عبوة غاز مسيل للدموع، شاب مصاب بجروح سطحية بعبوة غاز مسيل للدموع، شاب مصاب برضوض في الكتف، شاب مصاب بجرح قطعي في الشفة العلوية وإثنتين من أسنانه العلوية مفقودة وواحدة من أسنانه السفلى مفقودة، بجانب إصابة عدد من الطالبات بإختناق نتيجة سقوط عبوات غاز مسيل للدموع داخل مدرسة، عدد ثلاث حالات إصابة بشظايا عبوة غاز مسيل للدموع، وعدد من حالات الإختناق بالغاز المسيل للدموع.
موجهات المواكب
وكان التجمع نشر موجهات عامة لمواكب 31 يناير 2019 تمثلت في، أن تكون المواكب الأساسية موكب أم درمان الشهداء: يبدأ من محطة الشهداء ثم يتجه جنوباً ثم شرقاً إلى القصر مباشرة، موكب الخرطوم: يبدأ من سوق السجانة شمالاً عبر كبري الحرية وميدان جاكسون ثم شارع الحرية إلى القصر مباشرة، مواكب الأحياء: موكب بري غرباً إلى القصر، مواكب شمبات والمزاد والحلفايا جنوباً إلى القصر، موكب الكدرو جنوباً إلى القصر، مواكب الولايات: ولاية الجزيرة، مدينة مدني من ( السوق الكبير- الدباغة- العشير والمدنيين- الحلة الجديدة- جزيرة الفيل- مايو 40- عووضة)، وجميعها إلى أمانة الحكومة، وقرى الجزيرة (أم سنط- بيكه الكريبة- الطلحة ود الطريفي- ود الماحي- النوبة- الرميتاب- أربجي- الشكينيبة- التي- روينا- الطالباب- الباقير) باتجاه طريق الخرطوم مدني. وفي ولاية القضارف إلى مجلس تشريعي الولاية. وأوضح التجمع أن المواكب المعلنة هي نقاط أساسية للانطلاق، و بإمكان المتظاهرين في الأحياء القريبة اختيار أقرب نقطة تجمع من النقاط المُعلنة، ونبه الى التزام المواكب بالسلمية، مع تأكيد التزام تجمع المهنيين وحلفاؤه بالعمل السلمي في كافة خطواته الساعية للتغيير، وقال إن المواكب تبدأ بالتحرك في تمام الواحدة ظهراً الخميس الموافق 31 يناير 2019 استجابة لتوصيات الجماهير، داعياً الجميع لرفع اللافتات واستخدام مكبرات الصوت والهتافات الموحدة والأعلام الوطنية، تعبيراً عن وحدة الصف الوطني تجاه قضية رحيل النظام.
* فريق الجريدة: علي الدالي- أيمن سنجراب، محمد الأقرع- أيمن مستور- عزة أبو عوف
الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..