مقالات سياسية

نسف التطبيع أم نسف أحلامهم !!

أطياف

صباح محمد الحسن

في يناير من العام 2021، انضم السودان الى البلدان العربية التي طبعت علاقاتها مع إسرائيل هذه الخطوة التي وجدت رفضاً واسعاً لم تلتفت له الحكومة السودانية، بل ظل المكون العسكري بقيادة الفريق البرهان يواصل في مباحثاته مع الوفود الاسرائيلية التي تأتي الى السودان في زيارات سرية تتكتم عليها الحكومة السودانية وتعلن عنها الحكومة الاسرائيلية عبر إعلامها.

وبعد الانقلاب زار عدد من القادة العسكريين اسرائيل بحجة التعاون بين البلدين في الجوانب العسكرية الا ان العلاقة مع اسرائيل تحولت من كونها علاقة بين البلدين الى علاقة تخص بعض الاشخاص في المكون العسكري الذين يبحثون عن فرص الحماية وطوق نجاة في بحر تتلاطم فيه الامواج وتهدد حياتهم بالخطر ، فبعد ان تم رفض انقلابهم من المجتمع الدولي سيما الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوربي كان تمسكهم باسرائيل كغريق يتمسك بالقشة.

وتمت عدد من الصفقات بين الخرطوم وتل أبيب، التي عُقد معظمها سراً، بالرغم من وضوح دوافعها، وقامت هذه العلاقة الخاطئة على جسر من المساومات والمقايضات وتقديم التنازلات ، واكتنفها الغموض الأيديولوجي الذي اكتنف الخيارات السياسية للقادة العسكريين ،الذين انضموا الى اتفاقات أبراهام” أو الاتفاقيات الإبراهيمية التي صاغتها واشنطن، وذلك بعد سلسلة من الاتصالات والمحادثات التي شاركت فيها الخرطوم وتل أبيب وجرت بوساطة أمريكية وإماراتية.

وضحالة التجربة السياسية عند العسكريين هي التي جعلتهم يعتقدون ان المصالح الاسرائيلية الامريكية تنفصل عن المصالح الاسرائيلية السودانية وانه بإمكانهم استبدال العلاقات مع دول العالم بعلاقتهم مع اسرائيل ، التي حاولوا تقديم كل التنازلات لها فقط ان تكون لهم جدارا يحميهم من سياط العقوبات الامريكية او يساعدهم في تقديم اسلحة متطورة لمواجهة شعبهم ، لكن ولأن امريكا ليست بهذا الغباء أرادت ان تلقن العسكر درساً جديداً في علوم السياسة والعلاقات الدولية التي يجب ان تقوم على قراءة الدفتر بطريقة صحيحة ، فلجأت امريكا لخطوة لضرب قادة الانقلاب ، وعلقت الإدارة الأميركية مساعدتها للسودان، بما في ذلك المساعدة المتعلقة باتفاق التطبيع مع إسرائيل، وذلك بسبب الانقلاب الذي أطاح بالحكومة المدنية.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: الولايات المتحدة لا تمضي قدماً في هذا الوقت بالمساعدة الملتزمة أصلاً بالحكومة الانتقالية التي يقودها مدنيون في السودان فيما يتعلق بجهودها لتحسين العلاقات الثنائية بين السودان وإسرائيل، وهذا يشمل شحنات القمح وبعض المساعدة في التنمية والتجارة والاستثمار.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة أوقفت أيضاً المساعدات الخارجية غير المرتبطة باتفاقات إبراهيم، واتفاقيات التطبيع بين إسرائيل وأربع دول عربية، بسبب الانقلاب، لافتاً إلى أن إدارة بايدن تتوقع أن تنضم إسرائيل للدعوات إلى عودة الحكومة المنتخبة ديمقراطياً ،وأضاف أي تحركات يقوم بها القادة العسكريون السودانيون في هذا الصدد لن تتمتع بمصداقية لدى الشعب السوداني. نحن نشجع إسرائيل بقوة على الانضمام إلينا وإلى المجتمع الدولي الأوسع في الضغط علناً على القادة العسكريين السودانيين للتنازل عن السلطة لحكومة انتقالية ذات مصداقية بقيادة مدنية.

ومؤسف جداً ومحبط لقادة الانقلاب سماع هذه الأخبار التي تجعل حبل المسد يزداد ضيقاً على رقابهم ، فإنضمام اسرائيل للمجتمع الدولي ورفضها مواصلة التطبيع سيكون خسارة كبيرة للمكون العسكري ولآل دقلو الذين تقوم علاقاتهم مع الدول للحفاظ على مصالحهم ، ولزيادة الاستثمار بعقد مزيد من الاتفاقات التي لا يهمهم فيها السودان ، اما قادة الانقلاب كل تنازلاتهم السرية والعلنية وعدم احترامهم لرغبة الشعب ، ومتاجرتهم بالوطن في سبيل حماية أنفسهم كان ثمنه ( عبوات من البمبان ) فنهاية الأمر والمطاف أن أسرائيل لن تخسر امريكا لكي تكسب السودان يعني الجماعة (حتى اسرائيل ) ستتخلى عنهم بعد كل الجهود التي بذلوها من أجل اقامة علاقات ثنائية معها !!

طيف أخير :

بري الصمود هذه الأرض لكم

الجريدة

 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..